كتب رامي نعيم في "نداء الوطن":
تسعة أيام تسبق جلسة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وحتى الساعة لا صوتَ يعلو على صوت الفراغ، ولا مرشّحَ ملكٌ على الرغم من إعلان الرئيس السابق للحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" وليد جنبلاط ترشيح قائد الجيش جوزيف عون.
تكتلان أساسيان يتقاسمان مناصفة حوالى الـ 100 نائب بما يقارب الخمسين لكل فريق، في وقت يبقى التغييريون بأغلبيتهم و"تكتل لبنان القوي" برئاسة رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل وهم بالإضافة إلى بعض الأسماء يشكّلون حوالى 28 نائباً. وإذا افترضنا بأن جلسة التاسع من كانون الثاني ستُثمر رئيساً في جلساتها المتتالية، فإن أي مرشّح باستثناء جوزيف عون سيحتاج في الدورة الثانية إلى 65 صوتاً وما فوق، ما يعني أن أي تكتل كبير من الإثنين سيحتاج إلى التغييريين أو إلى كتلة جبران باسيل ليستطيع إحداث خرقٍ في مشهد الجمود الرئاسي.
في معلومات خاصة لـ"نداء الوطن"، فإن رئيس مجلس النواب نبيه برّي كلّف وسيطاً لإقناع رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل بالسير بمرشَّحَين يرى برّي أنهما يملكان حظوظاً للوصول إلى قصر بعبدا، هما السفير والعميد المتقاعد جورج خوري والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري، ويعتبر بري بحسب المصادر أن باسيل لا مشكلة تمنعه من الموافقة على أي من الرّجلين، خصوصاً أن لا إمكانية لباسيل بإيصال رئيس من دون موافقة ورضى "الثنائي الشيعي" عليه.
بحسب المعطيات أيضاً فإن باسيل أبلغ الوسيط أنه لا يعترض على الإسمين لكنّه يريد وقتاً ليُعطي جوابه، وحدد الوقت بأسبوع أي قبيل الجلسة بأيام قليلة، في حين رشحت عن مكتب باسيل معطيات خاصة تُشير إلى رفضه السير بالإسمين معلّلة السبب بمحاولته شدّ العصب المسيحي والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، كما لن يُعطي برّي ما يريد وعلى حياة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، بعدما كان برّي السبب الرئيس والمحرّك الأبرز لضرب عهد عون وتشويه صورة باسيل داخلياً وخارجياً.
المصدر المقرّب من باسيل أوضح أيضاً، أن باسيل وفي حال قرّر إقفال الطريق على العماد عون نهائياً في الوصول إلى بعبدا، فالمخرج الوحيد الذي يُعيد تقويته مسيحياً هو ترشيح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وإعادة بناء علاقة جيّدة تسمح لباسيل وتياره بالدخول إلى السلطة من بابها الجديد والتحضير للانتخابات المقبلة على قاعدة الوحدة المسيحية في مواجهة التحديات المحدقة بلبنان. في المقابل وعلى الرغم من صعوبة التوصل إلى الـ 65 صوتاً، يسعى حزب "القوات اللبنانية" وحلفاؤه إلى تكوين فريق كبير في مواجهة ما يخطط له بري منعاً للسماح للآخرين بالوصول إلى النصف زائداً واحداً. ويقول مصدر مقرّب من معراب إن لا فيتو على العماد جوزيف عون في حال كان وصوله ممكناً، والخشية من أن لا يحظى عون بالـ 86 صوتاً في الجلسة الأولى ويكون المخطط جاهزاً بتحضير 65 صوتاً للجلسة الثانية وبمرشّح من فريق الثامن من آذار.
يشرح المصدر أن ما تحاول "القوات" الوصول إليه، هو تأمين 65 صوتاً لمرشّح رديف لقائد الجيش في حال لم يحصل عون على 86 صوتاً، وبالتالي لن تعطّل "القوات" وصول القائد لكنّها لن تنزل إلى الجلسة الانتخابية بمرشّح أوحد.
هذا في القراءة السياسية للمشهد الرئاسي، يبقى أن عاملَين أساسيّيَن يتحكمان بالمشهد الرئاسي، هُما زيارة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين وما قد يحمله من مفاجآت بالإضافة إلى زيارة وفد سعوديّ رفيع برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان بعد الزيارة الأخيرة لقائد الجيش اللبناني إلى المملكة العربية السعودية. عشرة أيام وكرسيّ بعبدا لن يعود شاغراً فمن سيكون الرئيس الجديد؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك