كتب نادر حجاز في موقع mtv:
استحقّ دونالد ترامب لقب نجم العام 2024، مستعيداً كلمة السرّ إلى البيت الأبيض، وعبره إلى العالم الجديد، كما يحاول التسويق لعهده القادم، واعداً بإنهاء الحروب في كل مكان.
يبدو ترامب حالماً، وإن كانت مؤشرات الأحداث العالمية بدأت توحي بأن مرحلةً انتقالية كبيرة يشهدها العالم بأسره، وبعض التطورات ترقى لتكون تاريخية بكل ما للكلمة من معنى، في حين لا يمكن إغفال الدور الأميركي المحوري في الكثير منها، وإن لم يكن ظاهراً.
يدخل ترامب إلى المكتب البيضاوي في 20 كانون الثاني 2025، لتتجه الأنظار إلى القضايا الساخنة في السياسة والأمن والاقتصاد وحتى الفضاء، وكيف سيتعامل معها الرئيس القديم الجديد. فهل سيَفي بوعوده ويكون 2025 فعلاً عام مفاجآت ترامب؟
لبنان بلا حرب
أولى وعود ترامب اللبنانية كانت إنهاء الحرب فيه بالكامل، وكان دعمه واضحاً لمهمة الموفد الأميركي آموس هوكستين لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ووُصف بأنه أصبح موفَد الرئيسَين. إلا أن هذا الوعد لا يزال ناقصاً بانتظار تنفيذ الاتفاق كاملاً، والذي تنتهي مهلة الستين يوماً التي تضمّنها بعد أسبوع فقط من انطلاق عهد ترامب، فهل سيصدق بوعده تجاه لبنان وينهي الحرب بشكلٍ كامل ويساعد في إعادة إعمار ما تهدّم؟
صديق بوتين؟
ما مصير حرب أوكرانيا؟ سؤال يطرح نفسه حول قدرة ترامب على وضع حدٍّ للحرب الروسية الأوكرانية، المندلعة منذ شهر شباط 2022، والتي لم تسقط من تصريحاته في أكثر من مناسبة وإعلانه رغبته بوقفها. كما اقترح كجزء من الحل بتأجيل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" لمدة 20 عاماً، ونشر قوات حفظ سلام من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة هناك.
وفي هذا السياق، تبرز الكيمياء التي تربط ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والغزل المتبادل بين الرجلين، والانتقاد الدائم من بوتين للرئيس جو بايدن من باب تشبيهه بترامب وتفوّق الأخير. فهل يكون ترامب صديقاً لبوتين؟
عودة صفقة القرن؟
يُعتبَر ترامب صديقاً كبيراً لإسرائيل، وربما كان رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول المتصلين به بعد إعلان فوزه. وعليه، لا يمكن الرهان كثيراً على الدور الأميركي في إنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ودعم مشروع قيام دولة فلسطين. وهنا تعود إلى الذاكرة "صفقة القرن" التي أعلنها خلال ولايته الأولى، معترفاً من خلالها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب. وهنا يكمن السؤال، هل سيعيد ترامب إحياء هذه الصفقة من جديد؟
المستقبل للبيتكوين
حقق ترامب تحوّلاً كبيراً بنظرته للعملات الرقمية ومستقبلها. فبعدما كان يصفها بالنصب والاحتيال، أطلق عملته الرقمية الخاصة، متعهّداً بجعل الولايات المتحدة "العاصمة العالمية للبيتكوين والعملات الرقمية".
وشكّل وصول ترامب مجدداً إلى الرئاسة مفترق طرق أساسي في تاريخ هذه العملات، لتحلّق "البيتكوين" متخطيةً المئة ألف دولار، مسجّلة ارتفاعاً بنسبة 40 في المئة خلال أول أسبوعين بعد انتخاب ترامب. وبات من الواضح أن المستقبل هو لهذه العملة.
مصير "تيك توك"
تختلف نظرة ترامب لتطبيق "تيك توك"، خلافاً للإدارة الأميركية السابقة والإتجاه لحظرها بحجة تهديده للأمن القومي. وكان طلب من المحكمة العليا في الولايات المتحدة إيقاف الحظر المحتمل على التطبيق من الدخول إلى حيز التنفيذ حتى تتمكن إدارته من متابعة "حل سياسي" للقضية.
وبعدما حصل على متابعة كبيرة خلال حملته الرئاسية عبر التطبيق، صرّح ترامب أكثر من مرة "أنه سيتعين علينا البدء في التفكير لأننا، مثلما تعلمون، استخدمنا "تيك توك"، وحظينا باستجابة رائعة بمليارات المشاهدات"، وأنه يفضل السماح للتطبيق بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل.
وكان أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي، في نيسان، قانوناً يلزم "بايت دانس"، الشركة الصينية الأم للتطبيق، بسحب استثماراتها منه. وتسعى "بايت دانس" إلى إلغاء هذا القانون، ووافقت المحكمة العليا الأميركية على النظر بالقضية. ولكن إذا لم تحكم المحكمة لصالح "بايت دانس" أو لم تسحب الشركة استثماراتها، فقد يتعرض التطبيق للحظر في الولايات المتحدة في 19 كانون الثاني، أي قبل يوم واحد من تولّي ترامب منصبه.
استعمار المريخ
يحلم ترامب بالفضاء، وباستكشاف كواكب جديدة وتعزيز قدرات الولايات المتحدة في هذا المجال. وتتحدث معلومات عن تركيزه الكبير على استكشاف كوكب المريخ والبناء لتحوّلات ضخمة في السنوات المقبلة. ويتلاقى بهذا الحلم مع إيلون ماسك، الذي عبّر في مناسبات كثيرة عن رغبته في إرسال أول فوج من رواد الفضاء إلى المريخ بواسطة شركته "سبيس إكس".
جنسان لا ثالث لهما
في موقف جريء، تعهّد ترامب بإنهاء "جنون العبور الجنسي"، في أول يوم من تنصيبه رئيساً. وأضاف قائلا: "سأوقع مراسيم رئاسية في اليوم الأول، وسننهي جنون العبور الجنسي. وسأوقع مراسيم رئاسية لإنهاء التشويه الجنسي للأطفال، وإبعاد العابرين جنسيا من الجيش، ومن المدارس الابتدائية والثانوية". وقال بوضوح إن سياسة الولايات المتحدة الرسمية ستكون أن هناك "جنسين اثنين، لا ثالث لهما: ذكر وأنثى".
غرينلاند وبنما وكندا
تبرز لدى ترامب أحلام توسعية كثيرة، منها إمكانية الاستحواذ على غرينلاند، واستعادة السيطرة على قناة بنما، واعتبار كندا الولاية الأميركية رقم 51. الأمر الذي يعكس تحولاً بارزاً عن الأعراف الدبلوماسية التقليدية، فهل يفعلها؟
ترحيل جماعي
احتل موضوع "الترحيل الجماعي" حيّزاً كبيراً في حملة ترامب الرئاسية، ويبدو أن إدارته تعمل بشكل حثيث لتنفيذه.
وفي تصريح لافت، كشف المسؤول عن الحدود في إدارة ترامب توم هومان، أن البحث جارٍ حول امكانية استخدام القواعد العسكرية لاحتجاز المهاجرين والطائرات العسكرية لتعزيز عمليات الترحيل، وان هذا الأمر مطروح بشكل جدّي.
هذه لمحة سريعة عن بعض ما يخبّئه ترامب في ولايته الجديدة، وقد يكون ما خفي أكبر بكثير.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك