كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:
هل أنت ممّن يُردّدون "New Year, New Me" ويبحثون عن تحفيزات للتمسّك بها مع بدء العام الجديد؟ هذه المقولة قد تكون مُحفّزةً للبعض، ولكنّها تخلق أيضاً توقّعاتٍ غير واقعيّة وضغطاً غير ضروريّ يجعلك تُعاني من خيبة أمل موجعة في الأشهر الأولى من السنة الجديدة. لماذا؟ وكيف تتفادى هذا الأمر؟
التّغيير الشخصي هو عمليّة مستمرّة تتطلّب تخصيص وقتٍ كافٍ والجلوس مع الذّات بكلّ صدقٍ وشفافيّة، ولا يرتبط فقط بتقويم السنة. لذلك، بدلاً من السعي إلى أن نكون "جدداً" في كلّ عام، يُمكننا أن نُركّز على تحسين أنفسنا بشكلٍ تدريجي ومتوازن، مع الاستفادة من تجاربنا الماضية لبناء حياة أفضل.
لا تحتاج إلى أن تكون شخصاً جديداً في كلّ بداية عام، لذلك اعمل على تحسين نفسك وفقاً لحاجاتك الحقيقيّة، ما يُلبّي تطلّعاتك ورغباتك الشخصيّة. فصحيح أنّ مقولة "عام جديد، أنا جديد" تعكسُ فكرةَ التحوّل والتّجديد مع بداية العام الجديد، وهي فكرة تحفيزيّة تُشجّع على تحسين الذّات وبدء صفحة جديدة. مع ذلك، يُمكن أن تزيدَ التّراكمات داخلك وتُدخلك في حالةٍ نفسيّةٍ سيّئة إذا عاكستك الظّروف ولم تستطع أن تكون أفعالك على قدر التوقّعات التي رسمتها في مخيّلتك.
ومن الحقائق التي تغيب عن البعض، أنّ التّغيير لا يعني البدء من الصّفر والتخلّي عن ماضيك أو نفسك السابقة. فبدل أن نعتبر أنفسنا "جدداً" في بداية كلّ عام، يجب أن نتقبّل تطوّرنا الطّبيعي ونستفيد من تجاربنا السابقة. نحن لا نبدأ من جديد، بل نواصلُ التقدّم ونتطوّر مع الزمن وتعلّمنا من الماضي هو ما يجعلنا أفضل.
أمّا الرّكيزة الأساسيّة في هذا الموضوع، فهي إدراك أنّ التغييرَ يتطلّبُ عملاً حقيقيًّا وليس مجرّد نيّة، وهو يبدأ عندما نُحدّد خطواتٍ عمليّةً وواقعيّةً لتحقيق الأهداف التي نطمح إليها، وليس فقط عندما نتمنّى أن نكون شخصاً جديداً.
التغييرُ لا يحصل دائماً كما نُريد، فالعمليّة ليست عبارة عن خطٍّ مُستقيم. قد نمرّ بصعوباتٍ وتحدياتٍ كثيرة تجعلنا نعتقد أنّنا فشلنا. إلا أنّ التغيير الحقيقيّ يحتاج إلى العودة خطوةً إلى الوراء قبل أن نتمكّن من المضي قدماً.
وبدلاً من أن ننتظرَ بدايةَ العام للتغيير، دعونا نبدأ اليوم. لأنّ التغيير الحقيقي يبدأ من داخلِنا وبقرارٍ منّا.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك