"ماكرون أبلغ الحريري بأن ينسى أموال "سيدر"، الخبر أثار ضجّة سياسيّة خلال الساعات الأخيرة ودفع مرجعيّات رئيسة في البلد لإجراء الإتصالات اللازمة للتحقّق ممّا صدر عن الرئيس الفرنسي خلال لقائه برئيس حكومة لبنان.
شكّل مؤتمر "سيدر" بالنسبة الى اللبنانيين الرصاصة الأخيرة لإنقاذ البلد من الإنهيار المالي والإقتصادي، قبل أن يُطلِق في صدره "رصاصة الرحمة". وحتى الحصول على تلك الأموال، اشترطت فرنسا، والمجتمع الدوليّ المواكب، على الحكومة اللبنانية تطبيق رزمة الإصلاحات الإداريّة والماليّة كي توضع الورشة الإنمائيّة والإستثماريّة الموعودة على السكة، بما تتضمّن من مشاريع وخطط.
لا ينفي النائب ياسين جابر، المعني عن كثب بملف أموال "سيدر 1"، في حديث لموقع mtv، ما صدر عن الرئيس إيمانويل ماكرون "إلاّ أنّ ذلك لا يعني أنّ فرنسا أعلنت للحريري حرمان لبنان رسمياً من الأموال، لأنّها ما زالت حتى اللحظة مشروطة بتنفيذ الإصلاحات التي لم يتحقّق منها شيءٌ منذ عودة لبنان الرسميّ من المؤتمر حتى اليوم".
ووفقاً لمعطياته، فإنّ "كلاماً تردّد لدى الأوساط السياسيّة في الآونة الماضية بالذهاب نحو فرض ضرائب في قطاعات معيّنة كخطوة أولى، الأمر الذي عبّرنا ونعبّر اليوم عن رفضه قطعاً"، متسائلاً: "بدل فرض الضرائب، لماذا لا يكون التوجّه الى إعلان إتّفاق رسميّ بين السلطات على إغلاق "حنفيّة" الهدر وضبط السرقات وتمريرات الفساد؟".
وأمام هذا الوضع، ما زال لبنان بعيداً عن سلوك الطريق المطلوب دولياً للإصلاح، وهو سيجدُ نفسَه في المرحلة القادمة، وفق جابر، بين خيارين: "إمّا اتّخاذ قرار جدّي بمباشرة العمل، أو إعلان الفشل"، سائلاً: "أين أصبحت خطّة الطوارئ الإقتصاديّة، والبنود الـ22 التي تمّ تبنّيها، بعد مرور شهر أيلول من دون تحريك ساكن؟".
وبالنسبة إلى مكافحة التهريب وأزمة شحّ الدولار عن الأسواق، يقول جابر إنّ "الأجدى بهم قبل مكافحة التهريب إصلاح الأعطال التقنيّة في Scanner مرفأ بيروت"، ناقلاً "وجود حالة هلع كبيرة لدى الناس الذين يتّجهون إلى المصارف يومياً ويسحبون مبالغ ماليّة لا يُستهان بها، بفعل فقدان الثقة بالدولة".
ويكشف أنّه "في كلّ مرّة، يلتقي فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري بالحريري، وفي كلّ اتّصال بينهما، يسأل برّي عن مصير خطّة الطوارئ الإقتصاديّة التي أُعلن عنها من دون الحصول على جوابٍ يُذكَر".
فهل يُعلن لبنان الفشل للمجتمع الدوليّ فيخضع البلد الصغير لانتدابٍ إقتصاديّ وإدارة دوليّة؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك