واصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الراعوية الى أبرشية سيدة لبنان - لوس انجلس، وتوجه بعد ظهر الاحد الماضي الى مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا Nevada حيث اقيم له استقبال شعبي حاشد في ساحة كنيسة مار شربل حيث ترأس الذبيحة الالهية بمعاونة راعي الابرشية المطران الياس عبدالله زيدان والمطران بولس صياح والمرسل اللبناني الماروني كاهن الرعية الاب منير ابو زيد.
بعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان "يشبه ملكوت الله سيدا وزع على خدامه الوزنات"، فاستهلها بتوجيه التعزية بالضحايا الـ58 الذين سقطوا في الاعتداء الاجرامي في لاس فيغاس بداية الشهر الحالي، رافعا الصلاة لراحة نفوسهم ومن اجل شفاء كل الجرحى والعزاء لذويهم. كما اكد "ان العالم كله بات يحتاج الى سلام واستقرار والى تضافر الجهود الدولية من اجل مكافحة الارهاب والحد من انتشار السلاح".
وفي زمن الصليب وعلى مشارف انتهاء دورة السنة الطقسية المارونية، دعا "الى ثورة روحية تبدأ بالذات وتستمر بالسهر الدائم والعمل على تتميم ارادة الله في حياتنا عملا بالمواهب التي وهبنا اياها الله من اجل استثمار الوزنات المعطاة لنا بالشكل الذي يليق بالله المعطي"، لافتا "الى انه غالبا ما نتعلق بالعطية وننسى المعطي".
واشار "في يوم 22 من الشهر، الى الاعجوبة المستمرة من خلال الحج الروحي الى عنايا واستشفاع القديس شربل الذي اصبح عابرا لكل القارات وهو يكلم كل الناس بلغتهم ويمطر عليهم النعم والشفاء"، وقال:"من كنيسته نطلب شفاعته كي يبارك المدينة ويبارك الجميع ولكي يوحد العالم بلغة واحدة هي لغة المحبة".
واضاف: "اليوم نحتفل بعيد البابا يوحنا بولس الثاني الذي ادرك اهمية لبنان ورسالته ودور المسيحيين فيه ولا ننسى دعوته في 22 تشرين الثاني من العام 1989 الى كل مطارنة العالم الكاثوليكي من اجل تحديد يوم ذكرى الاستقلال اللبناني يوم صلاة من اجل لبنان وقال لهم:ان ما يجري في لبنان يهدد جذور المسيحية العالمية".
وختم الراعي: "على الكنيسة اينما وجدت ان تخاطب باستمرار ضمائر الشعوب من دون خوف كما فعل البابا يوحنا بولس الثاني حيال الحرب في العراق. فالكنيسة وحدها تستطيع ذلك لانها حرة، وعندما اقول الكنيسة، لا اقصد فقط السلطة، انما كل الشعب المسيحي. علينا ان نكون جماعة الحقيقة والشجاعة وحرية الرأي".
بعد القداس، اقامت الرعية حفل عشاء على شرف الراعي تحدث خلاله النائب الاميركي اللبناني الاصل روبن كيوان واشار الى ان "الراعي الذي حمل الى لاس فيغاس رسالة السلام والمحبة والتعزية في قمة الحزن على ضحاياها".
بدوره شكر الراعي لابناء الرعية ولكاهنها استقبالهم الحار وللنائب كيوان حضوره معتبرا "ان وجود ستة نواب من اصل لبناني في مجلس النواب الاميركي هو محط افتخار واعتزاز"، داعيا اياهم الى "ان يحملوا قضايا لبنان الى الادارة الاميركية"، وقال: "ولو كان عددهم قليلا ولكن المسيح دخل الى العالم كله من خلال 12 رسولا".
وحيا حضور الجاليات الى جانب الجالية اللبنانية في هذا اللقاء معتبرا "ان ذلك يدل على نجاح ابناء جاليتنا في نسج افضل العلاقات مع محيطهم، كما يعكس الروح المسكوني المنفتح للكنيسة المارونية"، وقال:"كلنا على تنوعنا مدعوون لان نتكلم لغة واحدة هي لغة المحبة والسلام وحقوق الانسان"، واصفا "ما يجري في منطقة الشرق الاوسط من حروب وتهجير وقتل وارهاب بوصمة العار في جبين المجتمع الدولي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك