كرم رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، في غداء أقيم على شرفه في مطرانية سيدة النجاة، حضره المطارنة: جوزف معوض، أدوار ضاهر ونيفن صيقلي، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، مفتي البقاع الشيخ خليل الميس، مفتي بعلبك الشيخ خليل شقير، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، النواب: أنطوان أبو خاطر، عاصم عراجي، جوزف المعلوف، شانت جنجنيان، وزير العدل سليم جريصاتي ممثلا بالسيد ميشال جريصاتي، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي هنري خوري، مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور، المدير العام لجهاز امن الدولة اللواء طوني صليبا ونائبه العميد سمير سنان، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بقائد منطقة البقاع في قوى الأمن الداخلي العقيد ربيع مجاعص، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، المدير العام للجمارك بدري ضاهر ممثلا بالعقيد فادي بعقليني، القاضية هيلانة إسكندر، رئيس بلدية زحلة - معلقة وتعنايل اسعد زغيب، رئيس بلدية الفرزل ملحم الغصان، رئيس بلدية شتوره نقولا عاصي، رئيس بلدية رياق - حوش حالا جان معكرون، رئيس بلدية عين كفرزبد بسام سركيس وشخصيات.
وأقيم لابراهيم استقبال شعبي ورسمي أمام مطرانية سيدة النجاة، انتقل بعده الجميع الى صالون المطرانية، ثم الى قاعة الاحتفال.
ثم كانت كلمة للمطران درويش الذي قال: "زحلة اليوم في عيد وأنا في هذا العيد أجد نفسي حائرا، أتطلع إلى هذه الوجوه الكريمة والمشرقة، فالكل يستحق الترحيب والتكريم. إن سيدة النجاة تفرح لاستقبالكم وتتهلل لقدومكم فهي تحضن بالإضافة إلى المحتفى به اللواء عباس إبراهيم، نخبة كبيرة من رجال الدين والدولة ومسؤولين أمنيين وأصدقاء.
نلتقي اليوم في رحاب هذا الصرح الروحي والوطني، لنكرم باسمنا وباسم أبرشيتنا وباسم زحلة، اللواء عباس إبراهيم، ونعرب له عن محبتنا وتقديرنا وشكرنا. وأنا على اقتناع بأن الله وهبه كما من النعم والمواهب والوزنات، عرف كيف يستثمرها ويضعها في خدمة الوطن وكل أبنائه، وبروحه الوطنية المنفتحة الطيبة، عرف بحكمة مميزة كيف يجمع ويبني جسور التعاون بين الجميع".
وأضاف: "اللواء العزيز، لبنان كله ينوه باستحقاقك الدور المركزي في المتابعة والتفاوض والأسفار. لقد أصبحت بفعل تصميمك ونجاحاتك قدوة ورمزا وطنيا تجمع حولك كل اللبنانيين.جاءت في الإنجيل المقدس خطبة ليسوع المسيح على الجبل يطوب فيها الساعين الى السلام: "طوبى لفاعلي السلام فإنهم أبناء الله يدعون". أنت يا سيادة اللواء من هؤلاء الذين يجهدون في صنع السلام والتفاهم والتآخي في مجتمع تعصف به التناقضات السياسية والفكرية، وأحيانا كثيرة دون توافق أخلاقي، تلك الأخلاق التي تعطي الحق لحياة الدولة ومواطنيها.
من أجل ذلك نشكرك ونصلي ليحميك الله، ويبعد عنك كل خطر وسوء، ولأجل أن تصان معك وبتفانيك حياة الناس وأمنهم".
وتابع: "أرحب باللواء طوني صليبا، وقد عرفته عن كثب، يملك الكثير من الحكمة والفطنة، فمنذ تسلمه منصبه مديرا عاما، يبذل جهدا استثنائيا مما جعله شريكا فعالا في المعادلة الأمنية، ولا سيما في الأمن الوقائي. أرحب أيضا باللواء عماد عثمان ممثلا بصديقنا، قائد منطقة البقاع، العقيد ربيع مجاعص. وأرحب بأخوتي السادة الأساقفة رعاة هذه المدينة وعيونها الساهرة على القيم الروحية والوطنية، إن عملنا معا بشركة وخدمة ومحبة هو مدعاة فرح عام، كما أنه يكون قدوة لتعاون الجميع، إذ لا بناء يعلو إلا بالمحبة النقية والتعاون الصادق".
وأضاف: "أنتهز وجود أصدقاء كثيرين من السياسيين والمديرين العامين والقضاة ورجال أمن الدولة والأمن الداخلي والأمن العام ومخابرات الجيش والمعلومات ورؤساء بلديات، لأتوجه اليكم أيضا بمحبة وتقدير مرحبا بكم فردا فردا مثمنا حضوركم.
من سيدة النجاة نتوجه الى الذين يتعاطون الشأن العام والسياسة، ليس في زحلة وحدها إنما في كل لبنان، إلى تغليب المصالح العليا على كل ما عداها، فالوطن ينادينا جميعا للترفعِ عن الصغائر حتى يتمكن هو من أن يكون كبيرا للداخل والخارج.
أتوجه بخاصة إلى الزحليين، قادة وشعبا، واريدهم أن يتذكروا أن مطرانية سيدة النجاة هي دار حوار وطني، أبوابها مشرعة للجميع، للمسيحي والمسلم، للكاثوليكي وغير الكاثوليكي، للفقير كما للغني، إنها دار للحوار والتلاقي. لذلك اتخذنا الانفتاح نهجا لنا، فنحن مطرانية بلا حدود ولا تعرف إلا المحبة".
وختم: "ولأننا كذلك أتوجه الى الجميع لنتعالى معا عن المصالح الخاصة، ففي ظروف قاسية مثل التي نعيشها، حرام أن يكون هناك اصطفافات وتكتلات وتجمعات، أقول لكم: تعالوا نتكاتف حول الدولة فهي وحدها بجيشها وقواها الأمنية الأخرى، الضمانة لسلامنا ووجودنا معا، وهي وحدها التي تحمينا من كل تطرف وعدوان".
وفي ختام كلمته قدم درويش الى إبراهيم هدية بهدف تأريخ زيارته للمطرانية، عبارة عن تمثال برونزي يعود الى الحقبة البرونزية 2800 ق م، من منحوتات الفنان اليوناني Gregory Semitekolo، وقد عرض في 18 معرضا فنيا في أوروبا والولايات المتحدة.
وكانت كلمة للواء إبراهيم شكر فيها للمطران درويش حفاوة الاستقبال، ومما قال: "ان وجودي معكم في مدينة زحلة، عاصمة الكثلكة، يشعرني اولا بالاعتزاز، وثانيا بعبق تاريخ هذا المكان الذي تزين جدرانه صور القديسين الذين عملوا في خدمة الرب، وفي نشر المحبة والالفة بين بني البشر. على ما قال الرسول لوقا: "كونوا عاملين بالكلمة، لا سامعين فقط".
وأضاف: "يحار المرء من أين يبدأ، ومن يشكر أولا. فهذه مدينة الابهار المتميزة عن كل المدن. زحلة لم تتقولب بحدود كما غيرها من المدن. ففيها يقف الانسان في حضرة شاعر الشعراء سعيد عقل، ليجاور وادي امير الشعراء احمد شوقي. هي مدينة التاريخ المفتوح على التنوع والتعدد. هي عروس البقاع وقلبه وأمه، الحامية ببركة السيدة العذراء إذا ما احاط الخطر".
وقال: "الشكر كل الشكر لصاحب الغيرة الرسولية والرعوية مطران الفرزل وزحلة للروم الكاثوليك عصام يوحنا درويش على دعوته الكريمة، وهو الكريم بعطاء وجداني واخلاقي ووطني لا ينضب، صاحب الألق بحضوره الوطني لمدينة لا تنفك تتميز بأبنائها جميعهم. هو المطران الذي ما كل وما مل يبشر بروح الكثلكة ومحبة سيدنا يسوع المسيح، ويتواثب لليوم المقبل عن لبنان ليقول لك بأن أم البقاع مدينة دين ودنيا، ستبقى تمد ذراعيها لا لتصافح، انما لتحضن كل تنوع بما هو قوة ومناعة وطنية". وختم: "أجدد شكري لكم يا صاحب السيادة والى كل الحاضرين، على هذا اللقاء المميز الذي يختصر صورة لبنان بحضارته وتنوعه وعيشه المشترك".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك