هل تأييد الرئيس سعد الحريري لترشيح العماد ميشال عون وحده الكفيل بنقل الأخير من الرابية الى قصر بعبدا، وماذا عن رأي الآخرين، لا سيما الرئيس نبيه بري البعيد كل البعد عن هذا التوجّه، وهو الذي سيغادر الأربعاء الى جنيف للمشاركة في اجتماعات الإتحاد البرلماني الدولي ليعود بعد 10 أيّام، أي قبل ساعات من موعد جلسة 31 تشرين الأول.
وهذا ما يدلّ على أن الطبخة الرئاسية لم تنضج ولن تؤكل بعد أسبوعين، حيث قال أحد النواب المقرّبين من بري: لو كانت هناك نيّة لإنتاج رئيس في 31 الجاري، فإن الرئيس بري مستعدّ ليؤجّل سفره لا بل ليلغيه، وإن كان مقرراً سلفاً أو مستعجلاً. لكن بري مقتنع بأنّ تلك الجلسة ستكون كسابقاتها مع فارق بسيط يتمثّل بحضور نواب من كتلة "المردة" بعدما كسر النائب اسطفان الدويهي الجمود في الجلسة الأخيرة.
جزء من الحلّ
جزء من الحلّ
على أي حال يبقى الرئيس بري جزءاً من الحلّ وهو من صنّاع الرؤساء في لبنان، وهذا ليس بالأمر الجديد أو يقتصر حصراً عليه، بل لطالما كان دور لرئيس المجلس مؤشر للحركة الرئاسية على غرار الراحلين صبري حمادة وكامل الأسعد.
الضبابيّة
الضبابيّة
وفي هذا الإطار، بدت الأجواء السياسية منذ ما بعد ظهر الأمس تميل الى الضبابية على خلاف موجة التفاؤل التي كانت سائدة ما قبل المظاهرة.
ومن المؤشرات لذلك، كلام بري في الصحف الصادرة اليوم، معطوفاً على تغريدة النائب وليد جنبلاط "الله يستر". ثم كلام الرئيس فؤاد السنيورة لـ "السفير" اليوم تعليقاً على التفاؤل البرتقالي: سنونو واحدة لا تصنع الربيع. وهنا كشف مصدر "مستقبلي" أن السنيورة هو من بادر الى الإتصال بـ "السفير" لإبلاغ رسالته لكن الجريدة حذفت عبارة بالغة الأهمية مفادها "طار عون".
الأمور بخواتيمها
وإزاء هذه الصورة يبقى موقف "حزب الله" الأكثر غموضاً، حيث أوضحت مصادر مطلعة على أجواء "الحزب" أن "المسار ايجابي لكن الأمور بخواتيمها"، وأضافت: لننتظر ما ستؤول إليه مفاوضات الحريري وما هو الموقف الذي سيطلقه، وعلى ضوء ذلك يبدأ حراك آخر.
وشدّدت المصادر على أنّ لكلّ استحقاق آليّاته الدستورية وانضباطه السياسي، مشيرة الى أنّ تفاهمات يجب أن تكون حول كل شيء، بمعنى لا يجوز أن تتوقف عند "البيان الوزاري" بل يفترض أن تسلك مساراً يشمل كل المراحل.
ثلاثي معارض
ثلاثي معارض
وفي موازاة ذلك، تحدّثت مصادر في 14 آذار عن معارضة لإنتخاب عون قوامها ثلاثي: السنيورة - بري - جنبلاط، وتعمل في الأروقة الداخلية والخارجية لعدم تمكين عون من الوصول الى قصر بعبدا، حيث يجتمع الرجال الثلاثة على قاسم مشترك لتسمية مرشح واحد يتردّد انه الوزير السابق جان عبيد.
معركتان
واعتبرت المصادر أنّ المرحلة المقبلة ضبابية على مستوى الساحة الداخلية التي ستتأثر بشكل كبير جداً بما يجري في المنطقة "الواقفة" على عتبة معركتين مفصليّتين في الموصل وحلب، إذ على أساسهما ستحدّد الكثير من المتغيرات في المنطقة ومن ضمنها لبنان.
وهذا الواقع يؤثر على تحرّكات الحريري الذي لم تكتمل بعد الصورة لديه محلياً ولم تنضج خارجياً، لذا هناك مساعٍ إضافية ورحلات مكوكية للحريري لاستسقاء مواقف الدول.
وأضافت المصادر: رئيس "المستقبل" لن يتخذ أي قرار دون ضمانات دولية، خاصة وأنه يتعاطى مع مجموعة (عون - حزب الله) كان قد جرّبها سابقاً، فانقلبت عليه وأطاحت به واجتاحت بيروت. لذا هو يريد مرجعية دولية ضامنة للولوج بالملف، وإلا فالواقع باقٍ على ما هو عليه.
أعتى هجوم على المملكة
أعتى هجوم على المملكة
وفي إطار متصل، عادت المصادر الى زيارة الوزير وائل أبو فاعور الى السعودية، مؤكدة أنه عاد بـ "أجواء غير مطمئنة"، فالمملكة ليست في وارد دخول الملعب اللبناني، نظراً لما تعانيه في المنطقة وفي داخلها. لكنّ أبو فاعور نقل الى جنبلاط رسالة مفادها أن الرياض غير متحمّسة لوصول أيّ مرشح قريب من ايران في لحظة تتعرّض فيها لأعتى هجوم ايراني.
سقوط تلو الآخر
سقوط تلو الآخر
وبالنسبة الى الداخل، فرأت المصادر أنّ هناك توزيع أدوار واستعراض للمواقف المؤيدة لعون أو المعارضة له. وقالت: بعدما سقطت مقولة إذا حصل إجماع مسيحي (الأمر الذي تحقق مع تفاهم معراب) ينتخب عون. ها هي مقولة "إذا وافق الحريري تسقط بدورها حيث تبيّن أن العقدة الأساسية ليست عند فريق 14 آذار".
وتابعت: بعدما كان الحريري على قاب قوسين أو أدنى من إعلان دعم ترشيح عون أدرك وجود عِقَد أخرى، فتريّث، وبالتالي فإنه لن يقدِم على أية خطوة قبل تذليل العقبات في صفوف 8 آذار وعلى رأسهم الرئيس بري والأحزاب الموالية لسوريا.
تقييدهما
تقييدهما
وعمّا تسرّب من مواقف تعكس رأي سوريا أو "حزب الله"، اعتبرت المصادر أنّها جديّة والمقصود منها ليس عرقلة وصول عون بل تقييده ومن خلال تقييد حركة الحريري، وبالتالي يكون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تحت مجهر "حزب الله" من دون أن يكون لديهما أي هامش من المناورة.
عن وكالة "أخبار اليوم"
عن وكالة "أخبار اليوم"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك