أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع، أن "ما نشهده على حدودنا الجنوبيّة ليس بقرار لبناني شرعي، فلا الحكومة اجتمعت واتخذته ولا تمّ مناقشته في مجلس النواب كما لا تفاهم عليه بين الأحزاب والأفرقاء اللبنانيّين، فهذا القرار اتخذه حزب واحد انطلاقاً من اعتبارات غير لبنانيّة ويقوم بتطبيقه منفرداً على مسؤوليته غير آبه بخطورته، فنحن حتى هذه اللحظة لدينا ما بين الـ80 والـ100 ألف مهجّر من الجنوب".
ولفت خلال العشاء السنوي لمهندسي الإغتراب في حزب "القوّات اللبنانيّة" في المقر العام للحزب معراب إلى، أن "البعض يعتقد أن ما يحصل في الجنوب يندرج في دعم ومساندة غزّة، وللمناسبة فنحن مع غزّة 100% ونؤيد ونتضامن مع أهاليها حتى النهاية، ونستهجن ما تتعرّض له، فهذا غير مقبول على كل المستويات، ولكن ثمة سؤال: كيف يساعد الضرب الذي ينطلق من الجنوب غزّة؟ هل يمكن أن تشهد غزّة ما هو أسوأ من الذي يجري الآن؟".
وأضاف: "وفق العلوم العسكريّة تتحمّل كل بقعة جغرافيّة قوة عسكريّة معيّنة وتلك الإسرائيليّة التي تهاجم غزّة هي الأقصى التي من الممكن أن توضع في بقعة 365 كلم2 أي مساحة غزّة وبالتالي ما يحصل في الجنوب لا يفيد غزّة لا بل يضرّ بها في مكان ما”، مشددا على أن “غزّة هي الحجّة".
وأكد أن "هدف ما يجري على حدودنا الجنوبيّة هو قول الحزب، ومن ورائه محور المقاومة وصولاً إلى إيران للجميع، أنهم موجودون في المعادلة كي يحفظوا لأنفسهم موقعاً فيها لينالوا في ما بعد بعض المكاسب عندما يحين موعد التفاوض، وعندها يكون الفلسطينيون هم من قاتلوا في غزّة بينما غيرهم سيجلسون على طاولة التفاوض".
كما أوضح جعجع أن "ما يحصل في الجنوب يضرّ بغزّة، باعتبار أنه على المستوى المادي لم ينجز شيئاً إن لناحية تأخير الهجوم أو التخفيف من ضراوته، فالهجوم طاحن من جميع الجهات وبكل أنواع الأسلحة ومن دون انقطاع، لذا ما يقوم به الحوثيون في اليمن والحزب في لبنان يظهر وكأن أحداث غزّة هي جزء من منظومة أو حلقة ضمن سلسلة الميليشات الإيرانيّة في المنطقة إنطلاقاً من لبنان مروراً بسوريا والعراق وصولاً إلى اليمن".
واستكمل: "لا سيّما أن هذه المنظومة ليست محبوبة والعالم أجمع يريد محاربتها، ولا تتمتع بأي دعم سوى من جماعة المنظومة بحد ذاتها، في الوقت الذي بات عدد كبير من الدول والأفراد في العالم يميل نحو تأييد القضيّة الفلسطينّة خصوصاً بعد ما حصل في غزّة، وفي حال بدا أن ما يجري في غزّة هو جزء من منظومة الميليشيات الإيرانيّة ، سيخف عندها ، إذا لم نقل سينتفي نهائياً أي تأييد شعبي وأجنبي ودولي لقضيّة غزّة بالتحديد، وبالتالي هذا الأمر يضرّ بغزّة ولا يفيدها".
وختم جعجع: "صحيح أننا نمرّ في تطورات كبيرة والتحديات أمامنا صعبة، إلا أنه علينا عدم الخوف، لأنه حين يكون لدينا التصميم والإرادة وندرك تماماً ما يجب القيام به ضمن مجموعة موّحدة تشكّل قوّة كالتي نشهدها حالياً، عندها لا مكان للخوف ولو أنه لا أحد يدرك ماذا سيحصل، فطالما نحن ثابتون في تلك الوضعيّة وطالما لدينا الإيمان والتصميم سنتمكن من مواجهة أي أمر بشكل من الأشكال. لذا أتمنى لكم أعياداً سعيدة، لا تخافوا طالما نحن موجودون هنا، سنستمر حتى النهاية من أجل إنقاذ وطننا والحفاظ عليكم وعلى الإنسان في لبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك