كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
يُعتبر لبنان من الدّول الأكثر تنوّعاً بوسائله الإعلاميّة. هذا ليس بأمر غريب، لكن بين محطّة إعلاميّة وأخرى، وموقع إلكترونيّ وآخر، وبين صحيفةٍ وأخرى، تُعتمَد مصطلحات مختلفة، تُشكّل جدلاً، وتُصبح مادّةً للنّقاش لدى الرّأي العام. ففي الحروب مثلاً، يعتمد بعض وسائل الإعلام مصطلح "شهيد"، فيما يكتفي الآخر بمصطلح "قتيل". وهنا يبقى السّؤال: وفق الأصول الإعلاميّة، أيّ تعبير يجب اعتماده؟
يؤكّد عميد كلّيّة الإعلام في الجامعة اللّبنانيّة الدكتور ابراهيم شاكر، أنّه، "وفقاً للأصول الإعلاميّة، ومهنيّاً، لا يجوز اعتماد مصطلح "شهيد"، فهذه الكلمة تحمل التزاماً سياسيّاً أو دينيّاً، وفي المنطق الصحافي لا يجوز استعمال هذا المصطلح".
ويقول، في حديث لموقع mtv: "كلمة شهيد فيها التزام لجهة معيّنة، لذلك نلاحظ أنّ بعض وسائل الإعلام التّابعة للأحزاب تعتمد كلمة شهيد بدل قتيل، مثلاً".
ويُضيف: "نلاحظ ضياع وسائل الإعلام، فبعضها يعتمد مصطلح شهيد (شهداء)، والبعض الآخر يستخدم كلمة قتيل (قتلى) أو ضحيّة (ضحايا)".
أمّا رئيس تحرير صحيفة "نداء الوطن" بشارة شربل، فيوضح أنّ "لكلّ مؤسّسة إعلاميّة معجمها الذي تستخدمه، أي أنّ بعض المؤسّسات تملك طابعاً إيديولوجيّاً وحدّيّاً، تستخدم لغة معيّنة، أمّا البعض الآخر منها، فيستخدم لغة محترفة أكثر فيها نوع من الحياد، إذ لا حياد تامّاً، وهذا ما يفرّق مؤسّسات إعلاميّة عن أخرى، كما هناك مؤسّسات تخلط مختلف المستويات التّعبيريّة واللّغويّة والمعجميّة تحديداً".
إعلامياً، هل يجب اعتماد تعبير "قتيل" أم "شهيد"؟ يقول شربل، في حديث لموقع mtv: "هذا الأمر يعتمد على موقف المؤسّسة من القضيّة التي تتعاطى معها، أي، إذا كان الموقف إيديولوجيّاً، تعتبر الضّحيّة شهيدًا، فيما "تحتقر" موت ضحيّة الخصم، ولا تعتبره قتيلاً عادياً".
ويُشير إلى أنّ "في لبنان، هناك منحى بعد الحرب للقول إنّ لمختلف الفرقاء شهداء يتساوون"، لافتاً إلى أنّ "هذا الكلام يأتي ضمن التّوافق الوطنيّ والتّسوية السّياسيّة، لكنّه ليس كلاماً دقيقاً".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك