كتب يوسف فارس في "المركزية":
لا يزال المشهد الداخلي على الساحة السياسية تحت تأثير مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري حوارا لسبعة ايام يستتبع بجلسات نيابية مفتوحة حتى انتخاب رئيس الجمهورية والتي لا يتوقع ان تتضح تفاصيلها قبل معرفة مآل الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الاسبوع المقبل. الرئيس بري ينتظر ما سيطرحه لودريان ليبني على الشيء مقتضاه، علما ان اجواء عين التينة تشير الى انه من المبكر الافصاح عن موعد الحوار وتوجيه الدعوات ومستوى التمثيل. هذه الامور قد تحدد بعد منتصف الشهر الجاري لئلا يكون طرح رئيس المجلس بديلا عن المبادرة الفرنسية او على الاقل اعلانا لفشلها وموتها انما ليتكاملا معا. واذا عدنا الى الوراء يتبين ان دعوة بري الى الحوار ليست الاولى بل هي قديمة وعمرها سنة واكثر وحتى قبل انتهاء عهد الرئيس العماد ميشال عون بشهرين.
جدير بالذكر ان المبادرة قائمة بانتظار تبلور مواقف الكتل النيابية والقوى السياسية بشكل نهائي ليبنى على الشيء مقتضاه ويتخذ عندها بري القرار والخطوات التي تخدم المصلحة الوطنية بما ينهي الشغورالرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية كخطوة لوقف التدهور وبدء مسيرة الانقاذ.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب اشرف بيضون يقول لـ"المركزية" ان مبادرة رئيس المجلس جاءت لتلبي مطالب المنادين بالحوار والقائلين بانتخاب الرئيس في جلسة مفتوحة بدورات متتالية. اذا لم يتعاون اللبنانيون ويتكاملوا لانقاذ بلدهم فسنبقى في دوامة التعطيل القائمة والمستشرية في كامل مفاصل الدولة. علما ان الرئيس بري كان واضحا لجهة الذهاب الى انتخاب رئيس البلاد سواء اتفقنا او لم نتفق في الايام السبعة من الحوار.
ويتابع: اما بالنسبة الى القائلين إن هذا الطرح يتعارض مع المبادرة الفرنسية فلماذا لا نحسن النية ونقول انه يتكامل معها او على الاقل يمهد لها؟! علما ان الحلول الداخلية تبقى كلفتها اقل على الوطن من الخارجية التي تلحظ مصالحها في اي حل. الرئيس بري لا يخضع كما قال لا للضغوط ولا للاغراءات وليست المرة الاولى التي يدعو فيها الى الحوار، فقد سبق ودعا اكثر من مرة كما طلب من بكركي القيام بذلك. ضروري ان نتواضع قليلا لمصلحة الوطن وانقاذه وان نتحلى بالمسؤولية الوطنية بدل وضع العصي في الدواليب. تارة ننادي بجدول اعمال واخرى بضمانات وكأننا نريد بحث الازمة الكورية لا اللبنانية مع علم الجميع ان انتخاب رئيس الجمهورية هو المفتاح لحل كافة المشكلات والخلافات تمهيدا لانطلاقة العهد ووضع البلاد على السكة الصحيحة.
ويختم نافيا ان يكون الرئيس بري طلب من نواب الكتلة عدم السفر هذه الأيام.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك