جاء في "المركزية":
كانت للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع الماضي سلسلة مواقف من التطورات المحلية، نادرا ما يخص لبنان بها، وإن كان ملف البلد الصغير حاضرا دائما في اهتمامات موسكو. فقد اكد أن "حزب الله" قوة سياسية كبيرة في لبنان، مشددا على ضرورة حل الخلافات عبر الحوار دون إراقة للدماء.
وقال بوتين خلال مشاركته في الجلسة العامة لمنتدى "فالداي" الدولي الخميس "في ما يتعلق بكارثة انفجار مرفأ بيروت، أود أن أعرب من جديد عن تعازيي للشعب اللبناني حيث سقط عدد كبير من القتلى إضافة إلى وقوع أضرار هائلة. علمت بالأمور من وسائل الإعلام، بما في ذلك أنه تم منذ عدة سنوات نقل شحنة من نترات الأمونيوم إلى الميناء وأن السلطات لم تتعامل للأسف مع ذلك انطلاقا من رغباتها حسبما فهمت لبيع الشحنة بشكل مربح... هذا ما نجمت عنه الكارثة قبل كل شيء برأيي". وتابع "وعن المساعدة في التحقيق، فلا أفهم بصراحة كيف يمكن أن تساعد أي صور ملتقطة بالأقمار الصناعية في حال وجودها لدينا أصلا، لكنني أعد بأن أدرس الموضوع وإن استطعنا المساعدة في التحقيق فلن نتوانى عن ذلك". وقال "في ما يتعلق بحزب الله وإيران والأوضاع في لبنان، فهناك مواقف مختلفة تتبناها الدول تجاه حزب الله الذي يمثل قوة سياسية كبيرة في لبنان، لكننا بلا شك ندعو دائما بما في ذلك في لبنان، إلى حل كل النزاعات عبر الحوار". وأضاف الرئيس الروسي "نحن على اتصال مع كل الأطراف السياسية تقريبا في لبنان، وسنواصل ذلك من أجل التوصل إلى تسوية الأمور دون إراقة للدماء، ولا أحد يصب ذلك في مصلحته، خاصة أن الأوضاع في الشرق الأوسط على حافة التوتر الدائم في الآونة الأخيرة، لكننا بالطبع سنفعل كل ما بوسعنا لإقناع كل أطراف العملية السياسية الداخلية في لبنان بضرورة تغليب المنطق والسعي للتوصل إلى اتفاق".
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة لـ"المركزية"، فإن مواقف بوتين هذه، مقصودة في توقيتها ومضمونها، واراد منها على ما يبدو توجيه رسائل مبطّنة، تحذيرية الى حزب الله. وقد أخفاها "القيصر" بين السطور، الا ان الضاحية فهمتها جيدا. المصادر التي تتحدث عن امكانية ان يوفد بوتين موفدا الى بيروت في قابل الايام للتشديد على اهمية الاستقرار وحل الخلافات بالحوار، تشرح ان "الكرملين" انزعج بشدة من "غزوة" الحزب ومناصريه لشوارع عين الرمانة الاسبوع الماضي، ورأى فيها اعتداء واضحا على مسيحيي لبنان. هي تكشف ان الكرملين نقل غداة حوادث الطيونة، الى قيادات الحزب في سوريا، رسالة قاسية وحازمة فحواها "نحن لم نتدخل في سوريا لانقاذكم والسوريين من داعش، حتى تعتدوا أنتم على مسيحيي لبنان العزّل"، قبل ان يستكملها بوتين شخصيا في اطلالته التلفزيونية. ذلك ان قول بوتين انه مستعد ليرسل إلى المحقق العدلي في جريمة 4 آب، صُورا جوية للمرفأ في ذلك اليوم، هدفه في الواقع الضغط على الحزب وإنذاره بأنه جاهز لكشف كل "مواقع" الحزب في المرفأ.
هذا الكلام أقلق الضاحية، تتابع المصادر، التي قررت الهروب الى الامام عبر التمسك بطرح تطيير القاضي طارق البيطار، للإتيان بآخر أكثر طواعية،يقدرالحزب على التحكّم به. وقد عزز مخاوفَها من انقلاب روسي عليها، التوترُ الذي يسود العلاقات بين موسكو وفصائل ايران وابرزها حزب الله في سوريا، والذي ينعكس معارك ومواجهات بين الجانبين في اكثر من منطقة، اضافة الى تجديد موسكو اطلاقَها يد الاسرائيليين ضد ايران في سوريا، خلال زيارة رئيس الوزراء العبري نفتالي بينيت الى روسيا منذ ايام قليلة... ويبقى السؤال "كيف سيرد الحزب على الطوق الذي يشتد حول عنقه من قبل كل القوى الكبرى في العالم؟ بمزيد من التصعيد والتسخين لبنانيا ام بخطو خطوة الى الوراء"؟ الجواب في الايام المقبلة، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك