يمكن القول إن مدينة طرابلس اجتازت ليل السبت - الأحد الماضي، قطوعاً أمنياً صعباً، وتوترات مذهبية وطائفية، أججتها أحداث الساحل السوري. من جهته، سارع الجيش اللبناني، إلى الانتشار في الشوارع الفاصلة بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، بالتزامن مع نزوح المئات من العائلات والأشخاص، من مناطق اللاذقية وطرطوس وجبلة وبانياس السورية ذات الغالبية العلوية، إلى قرى في عكار ومنطقة جبل محسن في طرابلس ذات الغالبية العلوية أيضاً، وذلك على خلفية التطورات الحاصلة.
أما في أسباب ارتفاع منسوب التوتر، فتحدثت معلومات عن تعرّض فتى قاصر يتحدّر من إدلب السورية لطعنات وضرب، وأن مفتعل الحادث هو شاب من جبل محسن. حصل غليانٌ على الفور، في مناطق القبة، والبقار وباب التبانة وغيرها. وكاد احتقان الشارع الطرابلسي أن يشعل فتيل المواجهات الطائفية، التي ما صدّقت المدينة وأهلها أنها انتهت منها. كل ذلك أتى في وقتٍ لا ينقص المدينة أي توتر إضافي، وهي التي تعاني ما تعانيه من الفوضى الأمنية، وانتشار السلاح المتفلت، الذي يؤدي إلى إشكالات وتوترات، وبعضها يؤدي إلى وقوع قتلى كما حصل في منطقة الميناء قبل أيام.
دخل النائب اللواء أشرف ريفي على خط معالجة الأزمة سريعاً. وقال في حديثٍ لـ"نداء الوطن": "تمت خطوات احتواء الأزمة، وأهمّها التحرّك السريع للجيش اللبناني وعناصر المخابرات، لضبط الأمور". ويضيف: "من جهتنا، كنّا على تواصل مباشر مع المعنيين في جبل محسن وفي القبة والتبانة والمنكوبين وكل المناطق التي حصل فيها توتر، ولعلّ العامل المساعد أيضاً كان سقوط محاولة الانقلاب في سوريا سريعاً".
ووجّه ريفي في السياق التحية للجيش اللبناني وعناصره ومخابراته. كما أشاد بوعي أهالي المنطقة، وفاعليات التبانة والقبة والبقار والمنكوبين وجبل محسن، فجميعهم "تمتّعوا بروح وطنية عالية، ساهمت في نزع فتيل التوترات".
أما عن الأحداث الأمنية الدامية والإشكالات التي تحصل في طرابلس، فيؤكد ريفي أن "الإدارة القديمة في الدولة فقدت جميع هيبتها، والدولة بالدرجة الأولى هيبة". ويقول: "كان هناك انتشار للسلاح والمخدرات، الحمد لله ارتحنا من مصانع الكبتاغون وأما عن السلاح، فيجب سحبه من الجميع بالتوازي ودون استثناء، لكي لا يبقى سلاح إلا مع القوى الأمنية الشرعية وحدها". وأشار إلى "أننا لا ننكر أن أوضاع عناصر الأمن صعبة ونعوّل على الإدارة الجديدة للدولة في هذا السياق، في القيام بتعيينات، تعزز هيبة الدولة وتعطي للعسكريين حقوقهم كي لا يذهبوا لأعمال أخرى وكي يكون ولاؤهم الكامل للدولة". ويأمل ريفي في "أن تأتي التعيينات الجديدة بنشاط جديد، يعطي الأمل للبنانيين وأن تكون هناك حتمية المحاسبة والعقوبة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك