خرق الموقف المتقدم بدخول قوات سوريا الديمقراطية الى الدولة السورية الجديدة، المشهد السوري العام، مشكّلاً دفعاً لجميع مكونات سوريا للانخراط بالدولة ومواجهة كل مشاريع التقسيم أكانت في الساحل او الجنوب السوري، بعد الإدعاء الإسرائيلي بحماية الدروز هناك.
وعلى الأثر، صدر موقف درزي مهم، للشخصية الدرزية الفاعلة عاطف هنيدي، اعتبر فيه أن "اللقاء الهام الذي حصل يوم أمس بين رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي والبيان الهام الذي صدر عنهما يشكل انعطافاً حقيقياً نحو ترسيخ وتثبيت دعائم سوريا الجديدة وتأكيداً حاسماً على وحدة الشعب السوري، سواء كانوا عرباً أو كرداً أو إلى أي طائفة أو مذهب انتموا، وإن جميع أبناء سوريا متساوون في الحقوق والواجبات وإن معيار مشاركة أي منهم في تقلد المواقع والمناصب العامة هو رهن بكفاءته وجدارته واستحقاقه وحسب وليس لأي اعتبار ٱخر،
لقد جاء هذا الاجتماع الهام بين الرئيس الشرع والسيد عبدي في لحظة سياسية هامة من تاريخ سوريا، وبعد محاولات وتدخلات خارجية هائلة لفرض أجندات سياسية مختلفة تستهدف النيل من وحدة سوريا، سواء بطرح مشاريع حماية إسرائيلية مشبوهة في الجنوب السوري، وأبناء الجنوب منها براء، أو بالحديث عن نزعات وتوجهات انفصالية شمال شرق البلاد أو في مدن وأرياف الساحل، وهي مشاريع يراد منها إضعاف العلاقة بين أبناء سوريا بعضهم ببعض أو بينهم وبين دولتهم العتيدة والتي قامت على أنقاض نظام القهر والتفرد والاستبداد".
واضاف هنيدي في بيان: "إن البيان الهام الذي صدر اليوم على أثر الاجتماع ببنوده كافة، يشكل عنصر اطمئنان لجميع مكونات الشعب السوري ورداً حاسماً على كل من راهن، داخلياً أو خارجياً، على عدم قدرة سوريا على النهوض مجدداً والاتجاه بخطى واثقة وثابتة نحو بناء مستقبل يليق بالسوريين وتضحياتهم الهائلة وتوقهم نحو الاستقرار وبناء الدولة العادلة المنشودة".
وتابع "لقد ٱن الأوان لسوريا أن تنهض من أزماتها التي أورثها إياها النظام البائد وأن تستجمع قواها وتراكم عناصر قوتها في شتى الميادين، السياسية منها والعسكرية والاقتصادية، فسوريا غنية بمواردها الطبيعية وبأرضها ونفطها وزرعها وصناعتها وقبل هذا وذاك بإنسانها المبدع المعطاء الذي أذهل العالم أينما حل وارتحل بمهارته وتقانته وكفاءته، وقد ٱن الأوان لينخرط الجميع في ورشة إعادة بناء سوريا المشتهاة، سوريانا جميعاً، وتطوير نظم التعليم بمستوياته كافة للالتحاق بركب الحداثة والتقدم، وإعادة بناء أجهزة الدولة ومؤسساتها الإدارية والقضائية والأمنية وإتاحة المجال أمام جميع أبناء سوريا للانخراط فيها وفقاً لقواعد الكفاءة والاستحقاق وإلغاء منظومة الامتيازات التي منحت سابقاً لمكونات دون أخرى، ما أسهم في إنتاج الفوارق بين أبناء الشعب الواحد وفي تغذية عناصر الفرقة والتمييز بينهم.
إننا إذ نبارك للسوريين جميعاً التقدم المهم الذي حصل نتيجة اللقاء بين الرئيس الشرع والسيد عبدي لا سيما لناحية مخرجات هذا اللقاء، الذي حسم جدلاً أراده المشككون بعدم قدرة سوريا على الوحدة وذلك خدمة لأجندات خارجية مختلفة، نؤكد أننا ننتظر بشوق عارم المباشرة السريعة غير المتسرعة بتطبيق بنود هذا الاتفاق وشموله أنحاء سوريا كافة، وذلك ترجمة لشعارات أطلقها شعبنا العظيم في ثورته المظفرة وفي شتى ساحات الوطن بحواضره وأريافه: "واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد", وتطبيق هذه الشعارات بمزيد من الوحدة والتلاحم الوطني في وجه كل مشاريع التقسيم أو الإلحاق أو الاستحواذ التي تهب رياحها الخبيثة من كل حدب وصوب".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك