تسبّب بعض العوارض المعويّة، مثل تقلصات المعدة والإسهال والانتفاخ، مشكلة للكثير من الأشخاص، ما يدفعهم إلى البحث عن السبب وراء هذه المشكلات الصحية.
قد لا يكون السبب دائما هو متلازمة القولون العصبي أو عدم تحمل اللاكتوز (نوع من السكر الطبيعي الذي يوجد في الحليب ومنتجات الألبان)، بل يمكن أن يكون طفيلي غير معروف يسمى "الديدان الخطافية" هو الجاني.
بهذا الصدد، يقول الدكتور دان باومغاردت، المحاضر الأول في علم وظائف الأعضاء وعلم الأدوية وعلم الأعصاب في جامعة بريستول، إن هذا الطفيلي يمكن أن يسبب التهابا في الأمعاء الدقيقة، ما يؤدي إلى آلام في البطن وإسهال. كما قد يعيق امتصاص البروتينات والحديد من الأمعاء، ما يسبب فقر الدم.
ويشير فقر الدم إلى نقص في خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى كل أنحاء الجسم، ما يؤدي إلى عوارض مثل اصفرار الجلد والدوخة وحتى الاكتئاب. لكن الأمعاء ليست المكان الوحيد الذي يهاجم فيه الطفيلي، إذ يمكن أن ينتقل أيضا إلى الجهاز التنفسي ويسبب السعال والصفير.
وتعيش الديدان الخطافية البالغة في أمعاء الحيوانات مثل الكلاب والقطط المصابة، التي قد يحتوي برازها على بيوض الديدان. وعند تعرض البشر للتربة أو المكان الملوث بالبراز، يمكن أن تدخل اليرقات من خلال الجلد، خاصة في القدمين والفخذين واليدين والأرداف، ولا يمكن للعدوى أن تنتقل من شخص لآخر.
وأضاف باومغاردت أن الطفيلي قد يسبب طفحا جلديا يعرف بـ"هجرة اليرقات الجلدية"، وهي عدوى جلدية ناتجة عن حركة اليرقات تحت الجلد، ما يسبب التهابات حمراء ومتعرجة. كما أن ظهور ديدان صغيرة بيضاء في البراز يعد علامة أخرى على الإصابة بالعدوى.
وتشير التقديرات إلى أن الديدان الخطافية تؤثر على نحو 470 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وخاصة في المناطق الاستوائية مثل البحر الكاريبي وجنوب شرق آسيا وإفريقيا وأجزاء من جنوب شرق الولايات المتحدة.
مع ذلك، لا تقتصر هذه المشاكل الصحية على الديدان الخطافية فقط، حيث يصاب الكثير من الأطفال والبالغين بالديدان الخيطية دون أن يدركوا ذلك، حيث أن العدوى لا تسبب عادة أي عوارض. وفي بعض الحالات، قد تسبب هذه الديدان آلاما في البطن.
ويمكن علاج العدوى باستخدام أدوية مضادة للطفيليات مثل "ميبيندازول"، الذي يباع دون وصفة طبية في العديد من الصيدليات. وينصح بإعطاء هذا العلاج لجميع أفراد الأسرة فوق سن الثانية لمنع انتشار العدوى.
وأكد باومغاردت على ضرورة الحفاظ على النظافة الشخصية للحد من انتشار العدوى، بما في ذلك غسل اليدين جيدا وتجنب خدش المناطق المصابة وتقليم الأظافر لمنع بيوض الديدان من التراكم تحتها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك