كتب يوسف فارس في "المركزية":
لا تزال المشاورات السياسية والنيابية تتحرك ضمن الغرف المغلقة والنطاقات الضيقة لتجميع الصورة الرئاسية ويغلب عليها المنحى الاستطلاعي في اتجاهات متعددة .
الأول لمدى استعداد الأطراف الى التوافق على مرشح او اثنين او اكثر ويُلحظ في هذا الاطار ان المعارضة لم تعبر عن رغبة صريحة بالتوافق كما ان الثنائي الشيعي بدوره لا يزال صامتا حتى الان على رغم قبوله سرا بالتخلي عن مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، اقله كما اعرب عن ذلك رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
الثاني لمدى رغبة الأطراف في التجاوب مع الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية في جلسة التاسع من كانون الثاني وتأكيد الالتزام بالمشاركة في تلك الجلسة والحفاظ على نصابها انعقادا وانتخابا.
الثالث لمدى استعداد الأطراف لعدم وضع فيتوات على أي من المرشحين وبالتالي ترك اللعبة البرلمانية والديموقراطية تأخذ مجراها وليربح من يربح من المرشحين.
الرابع للاطلاع على اجندة الشخصيات الثابتة جديا في نادي المرشحين لرئاسة الجمهورية وللاستفسار عمن هي الشخصية او الشخصيات التي تنطبق عليها مواصفات التوافق وعدم التحدي لاي طرف وايها الاوفر حظا لكي يقع عليها الاختيار.
عضو اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يقول لـ "المركزية" في السياق ان بطء الحراك على الخط الرئاسي على الرغم من ضيق المهلة الفاصلة بين اليوم وموعد الجلسة في التاسع من كانون الثاني المقبل دفعنا كلقاء ديموقراطي وحزب تقدمي اشتراكي الى المبادرة لتبني ترشيح قائد الجيش العام جوزف عون للرئاسة. كنا ننتظر من الفرقاء الاخرين مبادرتنا بالمثل والاعلان عن مواقفهم من المرشحين المعروفين على الأقل. لكن الغريب ان هناك من اخذ علينا موقفنا من دون الإفصاح عن موقفه، وكأن هناك من ينتظر حربا عالمية ليبادر ولا تكفيه الزلازل التي حدثت في لبنان نتيجة ما ارتكبته إسرائيل من مجازر وتدمير وفي سوريا من انقلاب للمشهد السوري بين ليلة وضحاها إضافة الى ما تشهده المنطقة والعالم بأسره من متغيرات. كل هذه المستجدات تستوجب انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة انقاذ توافقي لتحصين البلاد بوجهها فيما تهدف الى تغيير وجه المنطقة ودولها على ما تعمل عليه إسرائيل. علينا إعادة الانتظام للدولة والحياة العامة من دون كسر احد لان ذلك يعرضنا لمخاطر جمة اختبرناها سابقا.
ويتابع: "تبنينا ترشيح قائد الجيش ينطلق من متطلبات المرحلة باعتباره القادر على ادارتها ونظرا لما يحظى به من دعم محلي وخارجي. المطلوب كما قلت من الاخرين الإعلان عن مرشحيهم ليصار الى التوافق . من دون ذلك سنبقى ندور في حلقة مفرغة تنسحب سلبا على الوطن والمواطنين الذين باتوا عاجزين تحت عبء الاثقال الملقاة على عاتقهم من مالية وصحية واجتماعية، وهو ما يرفع من معدلات الجريمة كما نشهد".
ويدعو عبدالله الثنائي الشيعي كما المسيحي الى رفع مصلحة لبنان على كل مصلحة أخرى والتخلي عن الاعتبارات الضيقة التي لا تفيد أحدا انما تؤدي الى مزيد من الانهيار.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك