تترنح الحكومة على حبال كثير من الملفات النارية التي تتكدس فوق طاولتها في غياب أي حلول جذرية، تضع حدا لأزمات الناس الكثيرة. وإذا كان هذا الواقع المطبوع بالمماحكات وتقاسم الحصص وتصفية الحسابات السياسية، قد دفع القوات اللبنانية إلى التفكير جديا في الاستقالة من الفريق الوزاري الأول، فإن كلاما كثيرا سرى في الأيام الماضية عن احتمال ركون التيار الوطني الحر، العمود الفقري للعهد، إلى تبديل في صفوف وزرائه. غير أن أوساطه تنفي التبديل وتؤكد رضا القيادة البرتقالية عن وزراء التيار، من دون أن يغيب عن بالها توجيه الرسائل السياسية الصريحة إلى "الشريك المسيحي" في الحكم.
وفي تعليق على احتمالات التبديل الوزاري العوني، أوضح نائب رئيس التيار الوطني الحر رومل صابر لـ "المركزية" أن "الهيئة السياسية في التيار عقدت اجتماعا الاثنين الفائت، ولم يطرح هذا الموضوع أبدا، علما أن كثيرا من وسائل الاعلام تحدث عن الأمر منذ شهور، فيما لا توجه لدينا في هذا الصدد، والوزير باسيل راض جدا عن أداء الوزراء".
وفي وقت يصرّ المقربون من العهد، وعلى رأسهم التيار، على تأكيد صمود التسوية الرئاسية، ومن ورائها الحكومة، خرجت معراب عن صمتها، بعدما تراكمت الملفات الخلافية مع الحليف المسيحي، ولم تتوان عن التلويح بورقة الخروج من الفريق الوزاري، في خطوة تعد طعنة قوية للعهد والحكومة. غير أن صابر وتبعا للايجابية العونية المعهودة اعتبر أن "الكلام في هذا الشأن ليس إلا محاولة لشد عصب القاعدة الشعبية القواتية، علما أن الخلافات بيننا ليست كبيرة، بل يمكن اعتبارها مطبات يمكن أن تعترض أي علاقة بين طرفين، والعمل جار على تذليل هذه العقبات، للحفاظ على التواصل"، مشددا، في الوقت نفسه، على أن "على القوات التوقف عن الكلام عن العلاقات بيننا في الاعلام. ذلك أن في إمكاننا الجلوس إلى طاولة واحدة وحل المسائل العالقة بعيدا من العدسات والشاشات".
وأشار إلى أن "القوات تبدو عاجزة عن التمييز بيننا وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، علما أننا مكونان منفصلان، وإذا كان الجميع يسلّم بأن الجنرال هو مؤسس التيار، غير أنه بات اليوم رئيس جمهورية لكل لبنان. إنطلاقا من هنا، فإن له وزارات ومقاعدة نيابية ، تختلف عن حصة التيار الوطني الحر".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك