المركيز دوساد (1740 - 1814) أرستقراطي وسياسي وكاتب فرنسي، كان إرثه الأكبر أنه أعطى اسمه لحالة نفسية موجودة في أعمق أعماق نفوس أناس كثر، تتراوح بين الميل العَرَضي الطفيف والشطط المرَضيّ الخطير.
هي رغبة البحث عن المتعة في عذاب الآخر، وغالباً ما تتمظهر في الاتصال الجنسي ويكون "بطلها" في معظم الأحيان رجلاً ذكورياً يستمد اللذة من وهم إخضاع الأنثى...
في تعريف بسيط عن الساديّة لدى الرجال تشرح الاختصاصية في علم النفس العيادي والمعالجة النفسيّة فانيسا فان فليت انها امتداد غير طبيعي لذكوريّتهم، فبعضهم يملك بوعي أو من دون وعي مفهوماً خاطئاً للرجولة يرتبط بالعنف والقوة الجسديّة، فيصبحون مع تعاظم ذلك الشعور بداخلهم ساديين يتلذّذون بإيلام الآخرين وخصوصاً المرأة. ويحدث هذا عادةً نتيجة وجود قصور في شخصية الإنسان.
ولإلقاء الضّوء على ساديّة الرّجال في لبنان، تكشف فان فليت في حديث إلى موقع mtv، أنها صادفت حالات عدّة لنساء يشكين من ان رجالهنّ ساديّون خلال العلاقة الجنسيّة لكن بدرجات متفاوتة، كما انها صادفت بطريقة مباشرة رجالاً ساديّين بحكم العمل مع النساء المعنّفات اللواتي يتعرّضن للعنف على كلّ الصعد منها الساديّة خلال العلاقة الجنسيّة، لكن لا توجد أي دراسة إحصائيّة في لبنان تُظهر عدد الاشخاص الساديّين، ربّما لأنّ هذا الموضوع لا يزال من المحرّمات في مجتمعنا.
وفي هذا الإطار، أوضحت فان فليت أن "السادّية ليست مرضاً بحدّ ذاتها إذا لم تتخطّ المعايير الطّبيعيّة، أي حين تقتصر على رغبات محدودة لا تصل الى حدّ العنف وأذيّة الشّريك، أو إخضاعه بشكل مرَضيّ".
وأضافت: "إجمالاً، السادية ليست حكراً على الرّجال، فهي حالة يمكن أن يشعر بها الذّكر والأنثى على حدّ سواء، لكن في المجتمع الشّرقي يمكن أن تكون نسبة الساديّين من الرّجال مرتفعة، وقد تتفوّق على النساء بطبيعة الحال، لأن مجتمعنا يمنح الرجل القوّة والسّلطة، وتربيته تشجّعه على الانحراف نحو السادّية، بدرجات متفاوتة يمكن أن ترتفع لتصبح مرضيّة".
أمّا إذا كانت الساديّة مرضاً يؤذي الآخر، وليس محصوراً في العلاقة الجنسيّة، لا بل ينعكس على صاحبه بكلّ لحظة في المجتمع ومع العائلة، فهنا على المريض الخضوع لعلاجات وجلسات نفسيّة تتناسب مع كلّ حالة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك