بعد ملامح العودة السعودية الى متابعة الواقع اللبناني وتوجيه رسائل بأنها لا تسلّم بترْكه ينزلق الى "الحضن" الإيراني، سواء من خلال تعيين سفير جديد (وليد اليعقوبي) لها في بيروت أو عبر إحياء اللقاءات المباشرة مع حلفائها في لبنان، فإن الزيارة التاريخية للملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو وهي الأولى لعاهل سعودي منذ إنشاء علاقات ديبلوماسية بين البلدين، وُضعت تحت المجهر بقوة لما تنطوي عليها من أهمية لحصولها في غمرة تحولات تقف المنطقة وأزماتها "فوق فوهتها".
وحسب أوساط مطلعة في بيروت، فإن الدور الرئيسي الذي تتمتّع به موسكو في "لوحة التحكم بمفاتيح" عملية ترسيم النفوذ الجديد في المنطقة وتوليها مهمّة "الناظم الاقليمي"، يضعها أمام الحاجة الى مراعاة منظومة المصالح المتعددة وأحياناً المتناقضة بين لاعبين ترتبط بهم بمصالح استراتيجية او اقتصادية، كدول الخليج وإيران وإسرائيل.
وتبعاً لذلك، ترى الأوساط نفسها عبر "الراي" انه في ضوء الترقب لنتائج زيارة الملك سلمان لروسيا وما ستفضي إليه على صعيد انقشاع الرؤية حيال مسار التسويات في المنطقة كما رصْد المخاض الجديد الذي فرَضه الاستفتاء في كردستان العراق، فإن لا مصلحة لأي طرف داخلي في لبنان بمحاولة نسف التسوية السياسية ولو أن "حزب الله" لا يتوانى عن توظيفها لمصلحة أجندته في عناوين عد أبرزها التطبيع على عجل مع النظام السوري تحت عنوان إعادة النازحين الذي بات في عهدة الرئيس عون وفريقه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك