إذا كانت أخبار بورصة بيروت لا تهمّ كثيرين في لبنان، فإنّ البورصة الرئاسيّة تسرق الأضواء، واحياناً العقول، خصوصاً في ظلّ الارتفاع السريع ثمّ الهبوط المفاجئ في حسابات الفوز. فإلى متى، وعلى طريقة وليد جنبلاط، الى أين؟
بعد أن كان قرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري محسوماً في ترشيح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون منتصف هذا الأسبوع، اصطدم بنتائج الاتصالات التي أجراها في العاصمة الفرنسيّة، سواء مع جهات فرنسيّة رسميّة أضيفت الى من التقاهم في العاصمة الروسيّة في مناخ عدم الحماسة لعون، و، خصوصاً، ما تبلّغه من وزير المال علي حسن خليل في اجتماع في العاصمة الفرنسيّة تخلّلته خلوة "عالواقف" رُفعت فيها شروط يصعب على الحريري تلبيتها، من بينها الثلث المعطّل في الحكومة، من دون احتساب حصّة "التغيير والإصلاح"، ووزيرين لتيّار المردة، بالإضافة الى ضمانات أخرى من بينها تغطية في البيان الوزاري لمواجهة حزب الله للتنظيمات الإرهابيّة على الأراضي اللبنانيّة والسوريّة...
والى جانب "سلّة" رئيس المجلس النيابي نبيه بري، التي باتت تحمل اسم "ضمانات"، يبقى الموقف السعودي اللغز الذي يعجز كثيرون عن فكّه. وفي وقتٍ تؤكّد مصادر في التيّار الوطني الحر أنّ الحريري لا يتحرّك رئاسيّاً إلا بضوءٍ أخضر سعودي، تشدّد مصادر خصوم عون، حتى داخل "المستقبل"، على أنّ السعوديّة لا يمكن أن توافق على انتخاب "الجنرال".
وإذا كانت البورصة الرئاسيّة تتلاعب بسرعة فائقة، صعوداً وهبوطاً، فإنّ بورصة النائب وليد جنبلاط تبقى الأسرع ولغز تغريداته أصعب من أن يحلّه عقلٌ بشريّ. وتشير المصادر الى أنّ جنبلاط تبلّغ استياء بري من موقفه المنسجم رئاسيّاً مع الحريري، مع تردّد معلومات عن أنّ من بين شروط "الأستاذ" تعيين النائب طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب وزيرين في الحكومة المقبلة، فأجرى يوم السبت سلسلة اتصالات هاتفيّة محاولاً التواصل مع بري، من دون أن يوفّق، قبل أن يعقد لقاءً مع الوزير خليل. كما تتحدّث معلومات عن لقاءٍ ليلي لم يتأكد جمعه ببري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل. النتيجة: عودة جنبلاط الى محور بري رئاسيّاً... حتى إشعارٍ آخر، أو تغريدة أخرى.
أما في بنشعي، فلم يتغيّر موقف النائب سليمان فرنجيّة المصرّ على الاستمرار بالترشّح، مع الاستعداد للنزول الى المجلس النيابي للتنافس مع عون، حتى لو حظي الأخير بدعم الحريري. وهذا الأمر مرفوض، حتى الآن، من قبل عون غير المستعدّ للنزول الى المجلس النيابي إلا كمرشّح وحيد انتخابه مؤكّد.
وفي وقتٍ يلتزم حزب الله الصمت، بعد الكلام العاشورائي الذي أطلقه السيّد حسن نصرالله، استبعد مصدر في "الحزب" أن تشهد جلسة 31 تشرين الأول انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة. وكشف مصدر مطلع على مسار الاتصالات الرئاسيّة أن الساعات الـ 72 المقبلة ستكون حاسمة رئاسيّاً، وقد تحمل صفة "التاريخيّة"، مؤكداً أنّ سائر الاحتمالات ستكون مفتوحة، من حسم انتخاب عون أو عودة الاستحقاق الى المربّع الأول، أو، حتى، حصول تطوّرات تخلط الأوراق. يبدو، هنا، التطوّر الأمني مصدر القلق الأكبر...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك