كتبت تالا غمراوي في "أساس ميديا":
يبدو أنّ الأشهر المقبلة ستكون زمن "أوميكرون"، وهو المتحوّل الأحدث من سلسلة "كورونا"، وسيطبع العام 2022، في حال انتشاره الذي يتنبّأ به كبار العلماء حول العالم.
وللأمانة فإنّ هذا المتحوّل هو نتيجة مباشرة لجشع دول الغرب في احتكار اللقاحات وعدم التفاتها إلى الدول الفقيرة، في أفريقيا وغيرها. وقد جاء من جنوب أفريقيا، حيث مصانع لقاحات، في حين لم تصل نسبة الملقّحين في أفريقيا إلى 10 % من أعداد السكان.
واعترافاً بهذا الجشع، قال رئيس الوزراء السابق، عن "حزب العمّال" البريطاني غوردون براون، لجريدة "الغارديان" إنّ "العالم قد حذّر من أنّ نقص اللقاحات في البلدان الفقيرة يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. حصلت إخفاقات محرجة في الوفاء بالوعود بشأن التوزيع العادل للّقاحات من قبل الغرب، ممّا يسلّط الضوء على الأرقام التي تُظهر أنّ 3% فقط من الناس في البلدان منخفضة الدّخل يتلقّون التطعيم بالكامل مقارنة بأكثر من 60% في بقيّة العالم".
وتابع: "في غياب التطعيم الشامل، لا ينتشر كوفيد-19 من دون عائق بين الأشخاص غير المحميين فحسب، بل إنه يتغيّر، ويهدّد بذلك حتى الأشخاص الذين تمّ تطعيمهم بالكامل في أغنى بلدان العالم". ودعا "زعماء العالم إلى اتفاق عالمي جديد لضمان توزيع أفضل"، متّهماً الإتحاد الأوروبي "باستعمار جديد في مقاربته لشراء اللقاحات المصنوعة في جنوب أفريقيا".
وتعليقاً على الانتشار الجديد لهذا المتحوّل الذي يبدو الأكثر شراسة إلى الآن، دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الدول التي كان من المتوقع أن تجتمع في منظمة التجارة العالمية هذا الأسبوع إلى "الموافقة على التنازل عن حقوق حماية الملكية الفكرية للقاحات كوفيد-19"، وذلك لصناعتها بكثافة أكبر وبكلفة أقلّ، ولتوزيعها على الدول الفقيرة.
وبحسب الخبراء، فإنّ خطورة أوميكرون تكمن في "أكثر من 32 طفرة (تغيير) جينية موجودة في مادته الوراثية، وخطورتها أنّها اجتمعت في البروتين الشوكي spike protein، ما يسمح لها بالتملّص من المناعة المكتسبة عبر اللقاحات بل والإصابات السّابقة، بالإضافة إلى سرعة انتشار كبيرة في بعض أنحاء دولة جنوب أفريقيا ومن ثمّ انتقاله عبر البحار بالاعتماد على المسافرين إلى دول أخرى في أوروبا وشرق آسيا".
لبنان في وادٍ آخر
في لبنان أعلن وزير الصحة فراس أبيض أن "لا مخاوف حتى الآن، لأنّه ليست للبنان خطوط طيران مباشرة مع جنوب إفريقيا"، معلناً بدء وزارته رفع جهوزيّتها في ظلّ ارتفاع عدد الإصابات ومواصلة الوباء انتشاره بشدّة.
وأكّد "عقد اجتماعات دورية مع منظمة الصحة العالمية للوقوف على أيّ جديد، خصوصاً في ما يخصّ تصنيف المتحوِّل الجديد "مثيراً للقلق والاهتمام"، وللحصول على معطيات عمليّة".
ورئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري لـ"أساس" أن ّ"خطورة هذا المتحوِّل تكمن في الخوف من تأثيره على فعّاليّة اللقاح التي لم تُدرس بعد من جهة، وعلى فاعليّة الأدوية التي تحتوي أجساماً طبية تمنع الفيروس من الدخول إلى جسم المرضى من جهة أخرى".
لقراءة المقال كاملاً: https://www.asasmedia.com/news/390941
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك