جاء في "المركزية":
يفقد لبنان هويته ومميزاته ومؤسساته ومقوماته وطاقاته البشرية... فالبلد يستنزف من دون هوادة ومن دون أن يرحمه سياسيوه وسط انعدام الأمل بتعويض ما يخسره يوماً ما. إذ ان الطبقة الحاكمة قضت حتى على القطاع السياحي الذي كان بإمكانه أن يضخّ بعض الحياة في شرايين البلد التي جفّت نهائياً، بعد ان قضى تدهور العلاقات مع دول الخليج ومقاطعته على آخر ما تبقى من قطاعات تقاوم في البلد. قرابة الشهر يفصل اللبنانيين عن موسم عيدي الميلاد ورأس السنة الممكن أن يحرّك المؤسسات السياحية. فما التوقعات لأجواء الأعياد؟
أمين عام اتحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي يتوقّع عبر "المركزية" أن "يزور عدد من المغتربين بيروت لزيارة أهله وأقاربه وتمضية الأعياد"، مشيراً إلى أن "لبنان أرخص دولة للسياحة، لكن للأسف الوضع السياسي متأزّم إلى أبعد الحدود. فمن يقصد لبنان لتمضية الأعياد يقدم من بلدان لا تستغرق رحلاتها الجوية أكثر من 4 ساعات أي أوروبا وفرنسا ولندن، إضافةً إلى دول الخليج. وأهلنا في الخارج يتابعون التطورات الداخلية ونتلمس تخوّفاً في صفوفهم، لا سيما لدى القاطنين في دول الخليج، ويترددون من ترك أشغالهم ومنازلهم للمجيء إلى لبنان في حين لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحصل عندما يحين موعد عودتهم".
ويتحدّث بيروتي أيضاً عن أن "أهم المغنين اللبنانيين بدأوا بتوقيع عقود لإحياء حفلات الأعياد في بلدان أخرى مثل مصر ودبي ما يعني تراجع الحفلات محلياً. يضاف إلى ذلك موجة كورونا الجديدة في أوروبا حيث بدأ عدد من البلدان بالعودة إلى إجراءات الإقفال، تجنباً لتفاقم أعداد الإصابات، ما يمنع سكّانها من السفر إلى لبنان لأن ذلك يحتّم عليهم الحجر لمدة 14 يوماً لدى العودة".
في ظلّ هذه المعطيات، يعرب بيروتي عن مشاعر ارباب القطاع السياحي "المتخوّفة والمتأمّلة في الوقت نفسه بأن يتحلّى المسؤولون في لبنان بوعيٍ سياسي يشجّع المغتربين والسياح على زيارة البلد مطمئنّي البال إلى أن لبنان مستقرّ. فالأمن موجود لكن كل القطاعات تدفع ثمن انعدام الاستقرار السياسي"، متمنياً على السياسين "التهدئة لتمرير فترة الأعياد وإنقاذ بلدنا من أكبر أزمة في تاريخه، لكن الأجواء سلبية".
وعن إمكانية أن تعاد الحركة إلى المناطق النائية والجبلية خلال الأعياد بعد أن ازدهرت في موسم الصيف، يعلّق قائلاً: "لا يمكن أن يكون هناك نشاط قبل حلول موسم الثلج. القطاع في فترة ركود والنشاط معدوم نتيجة الأعباء المعيشية وارتفاع أسعار المحروقات ما أدى إلى إحجام فئة معينة عن الخروج نهائيا من منازلهم أي ما تبقى من الطبقة الوسطى والفقيرة، أما الطبقة المقتدرة فغادرت البلد بمعظمها وتأتي خلال العطل الموسمية، الدليل أننا لمسنا ضعفاً كبيراً في الأسواق بعد منتصف آب فترة مغادرة الطلاب والأهل، واليوم ننتظر أن يمضوا العيد في لبنان مع الخوف من تمضية الفترة الأطول في الخارج، خصوصاً أن عودة انتشار كورونا خلقت محاذير في التنقلات مع وجود ارتباطات في الخارج. باختصار نعيش في ضبابية".
بالنسبة إلى توجه عدد من المؤسسات السياحية إلى الإقفال، يوضح بيروتي أن "هذا القرار صعب جدّاً لأن حينها تصبح معاودة الفتح معقدة، لذا أصحاب المؤسسات السياحية يراهنون على العديد من الأمور قبل التفكير بالإقفال، من هنا نتحمّل وندفع أثماناً باهظة تشكّل خسائر على المؤسسات وموظفيها الذين يتحملون أيضاً بشكل يفوق قدرتهم في انتظار أي فرصة تسنح لهم بالهجرة"، خاتماً "القطاع يخسر يداً بشرية شديدة الأهمية لا أدري إن كنا سنتمكن من تعويضها يوما ما".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك