كتب عمر الراسي في "أخبار اليوم":
"لا أزمة محروقات في لبنان"، امر اكده وزير الطاقة والمياه وليد فياض!...
ولكن مفهوم "الازمة" يختلف ما بين المسؤولين في الدولة الذين يتحدثون عن توفر المادة في الاسواق، وواقع حال المواطن الذي يعتبر انه بعدما انتهى وجود الطوابير، باتت المشكلة في غلاء الاسعار، حيث سعر صفيحة البنزين وشقيقاتها من المحروقات يسير بثقة نحو النصف مليون ليرة لبنانية.
وقد جاءت الاسعار صباح اليوم وفقا للآتي:
-صفيحة البنزين 95 أوكتان: 310800 ل.ل.
-صفيحة البنزين 98 أوكتان: 319600 ل.ل.
-المازوت: 311000 ل.ل.
-الغاز: 266000 ل.ل.
ويبدو ان حبل الاسعار على الجرار، حيث يقول الوزير فياض: "أسعار لا نحبها ولكنها في النتيجة أسعار السوق والتي تبقى أرخص من أسعار المحروقات في البلدان المحيطة بنا التي لا تنتج النفط أو حتى المنتجة للنفط".
وتعليقا على هذا الواقع، يرى الخبير الاقتصادي لويس حبيقة، عبر وكالة "أخبار اليوم" انه لو كانت اسعار المحروقات ما زالت منخفضة، لكان هناك ازمة انقطاع او عدم توفر للمشتقات النفطية، معتبرا ان ارتفاع الاسعار كان يفترض ان يحصل بشكل تدريجي منذ اكثر من ثلاث سنوات وبالتالي لما كان الناس شعروا بهذا الغلاء الكبير، بل تأقلموا بشكل تدريجي. ولكن ما حصل انه "بضربة" واحدة رفعت الاسعار وتضاعفت عشر مرات، وهذا ما ادى الى اشكالية.
وردا على سؤال، يلفت حبيقة ان ارتفاع اسعار المحروقات انعكس على الطرقات، حيث زحمة السير خفت، اذ يمكن القول ان معظم اللبنانيين لا يقومون الا بـ"المشوار الضروري".
وانطلاقا مما تقدم، لفت حبيقة الى ان متوسط الدخل الفردي في لبنان اصبح منخفضا جدا، ما يعني ان المجتمع اللبناني بات فقيرا، وهذا ما ينعكس بشكل تلقائي على الدورة الاقتصادية التي بدورها ترتكز بشكل اساسي على حركة الاستهلاك وحركة الاعمال، فحين تحجم الناس عن الشراء، لن تتوفر السلع بالاعداد التي كانت متوفرة فيها سابقا.
واذ يشير الى ان الطبقة المتوسطة هي العنصر الاساس في تحريك العجلة الاقتصادية، يقول حبيقة اننا ندور في حلقة مفرغة نحو الهبوط في مستوى القدرة الشرائية، مضيفا: "الانجازات" السياسية والادارية ادت الى هذا الانخفاض الكبير خلال اشهر معدودة!
وردا على سؤال، يلفت حبيقة الى اننا نعيش وسط انهيار كبير، ولا ندرك بعد ما هي النتائج، آسفا ان التأقلم صعب والاصعب انه لا توجد اي خيارات بديلة.
وفي هذا السياق، ينتقد حبيقة الحكومات المتتالية التي راهنت على الوقت وانتظرت ان يأتي احدهم لانقاذ لبنان، دون ان تحرك ساكنا نحو المعالجات والاصلاحات المعروفة منذ سنوات.
ويختم: تدهور العلاقات مع الخليج اكمل على ما تبقى، خصوصا وانه اثّر على افق العيش في لبنان، حيث ان هناك عائلات تخشى عودة ابنائها من دول الخليج لينضموا الى لائحة البطالة في لبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك