خاص موقع mtv
تصدّرت أزمة المولّدات مختلف الازمات المعيشيّة في لبنان في الايّام الأخيرة الماضية. أصحاب المولّدات وجهاً لوجه مع المواطنين، الفواتير تُحلّق، الصرّخة تعلو، والكهرباء شبه غائبة تماماً كالدولة.
بات الاوّل من كل شهرٍ كابوس كلّ العائلات وأصحاب المنازل والمؤسّسات التجاريّة. فبداية كلّ شهر تعني فواتير جديدة صادمة تفوق جزءاً كبيراً من الرواتب والأجور، إذ يذهب القسم الأكبر منها الى الفاتورة النّجمة "الموتور"، التي تتخطّى قيمتها حتّى بعض أقساط المنازل.
يتحمّل أصحاب مولّدات الكهرباء الكثير من الضغوطات والاهانات في الآونة الأخيرة. يُتَّهمون "بالسّرقة" و"النّصب". المواطنون يصبّون كلّ غضبهم على من يشترون المازوت بالعملة الصّعبة "كاش" بهدف إنارة المنازل والحرص على عدم توقّف المتاجر والاعمال. فالفكرة السائدة لدى المواطن، هي أنّ صاحب المولّد يجني الكثير من الأرباح. الامر صحيحٌ، ولكنّه أصبح من الماضي، إذ تقلّصت أرباح أصحاب المولّدات الى أكثر من 70 في المئة بسبب الازمة مقابل ازدياد همومهم ومصاريفهم ومعاركهم مع أكثر من جبهة، والتّقنين هو من بين تلك المعارك.
ففي وقت يتململُ فيه البعض من التّقنين الذي يُفرض بسبب شحّ وغلاء سعر المازوت الذي يقارب الـ700 دولار للطنّ الواحد، هناك من يُطالب بالتّقنين لتخفيف فاتورته وينزعج من التغذية لساعات طويلة. في المقابل، هناك مواطنون يطلبون من أصحاب المولّدات عدم التّقنين مطلقاً خصوصاً في ساعات الصباح الباكر وبعد الظهر حرصاً على أولادهم الذين يتحضّرون صباحاً للذهاب الى المدرسة، ويحتاجون للكهرباء لمتابعة دروسهم. أمّا بعض أصحاب المتاجر والمصالح، فيرفضون التّقنين أيضاً لانه يُعطّل أعمالهم ويُبعد الزبائن. فكيف يتمّ التوفيق إذا بين الطرفين؟ والجدير ذكره أيضاً هو أنّ العديد من الأشخاص خفّفوا عدد "الامبار" لخفض الفواتير حُكماً، وهناك أيضاً من ألغى اشتراكه بعد تراكم الفواتير والدّيون على كاهله واختار العتمة مُكرهاً. أمّا العدادات التي تسعى وزارة الاقتصاد الى اعتمادها في كلّ المناطق، فإنها تحلّ جزءاً صغيراً من الازمة وليست الحلّ المطلوب، لانّ المشكلة الكبرى هي في الدرجة الأولى بسبب تقنين تغذية كهرباء لبنان وارتفاع سعر الصّرف في السّوق السوداء.
مصيبةٌ كبيرة حلّت على اللبنانيّين بسبب أزمة الكهرباء والمولّدات، وبينما يتسوّل المسؤولون للحصول على نفطٍ من هنا وغازٍ من هناك، يُخيّم الظلام الدامس على مختلف المناطق اللبنانيّة بانتظار الأسوأ. قريباً، لا كهرباء ولا مولّد 24 على 24... أهلا بكم في جمهوريّة "ليبانوف".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك