كتب شادي هيلانة في وكالة "اخبار اليوم":
لم يعد سراً، ان هناك سيناريوهات كثيرة تُطرح في الكواليس السياسية حول كيفية إنعكاس الحرب في قطاع غزة على الواقع المحلّي اللبناني، فثمة من يترقب نهاية التطورات العسكرية، كون الحزب سيكون اكبر المستفيدين، انطلاقا من مشاركته بالجبهة الجنوبية، ليكرس نتائجها لاحقاً، ما يُشير الى امكانية انتصار محور الممانعة، وهذا ما سيعطي حزب الله جرعة من القوة لا سيما لجهة فرض نفوذه اكثر، وبالتالي الدفع نحو تثبيت خيار ايصال مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية.
ولا يختلف اثنان بأنّ خطط واهداف الحزب، هي استثمار حرب غزة وتداعياتها رئاسياً وتحقيق مكاسب سلطاوية، تحت عنوان انه حمى لبنان من الخطر الاسرائيلي، بالتالي سيتجه نحو التعاطي البراغماتي في هذا الموضوع، اذ يعمل على طبخ سيناريو إنزال فرنجية بـ"الباراشوت" على قصر بعبدا، عن طريق المقايضة، اي التفاوض على تطبيق القرار الدولي 1701، مقابل نيله كرسي الرئاسة الاولى فتصبح تحت إرادة قوى الامر الواقع.
لكن مصدرا سياسيا مُخضرما يستبعد ذلك كلياً، فيقول: ان الحزب يبذل ما بوسعه كي لا يخسر - في مواجهته العسكرية الكبيرة مع اسرائيل- مبرر وجوده وسلاحه، لذا لن ينجرف للانحناء امام طوفان الضغوطات الدبلوماسية والقوة الاقليمية وفي مقدمها باريس التي تدعو الى تطبيق القرار الدولي 1701، حُبيّاً او بالقوة.
الى ذلك، من المتوقع الا يقدّم الحزب تنازلات، بحيث يكشف مسؤول ممانع لوكالة "اخبار اليوم"، انّ إسرائيل لن تأخذ بالدبلوماسية الغربية ما لم تأخذه بالعمليات العسكرية، فبطبيعة الحال الحزب غير مستعد للعب على حافة المضي بهكذا خيار انهزامي، حتى لو ادى الامر الى اشعال فتيل تفجير المنطقة بأسرها، من منطلق انهُ "مُتعلق" بالجنوب ولن يخرج من بيئته وتاريخه وجغرافيته، لاجل انحياز دوليّ ما يصب لصالح الاطماع الاسرائيلية التوسعية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك