كتبت مريم حرب في موقع mtv:
"نُفّذ الأمر" في معراب. "الرفاق انتخبوا الرفاق" في الهيئة التنفيذيّة إلكترونيًّا، في تجربة هي الأولى على صعيد حزب "القوات اللبنانية". لكنّ أكثر المتفائلين ما كانوا ليتوقّعوا أنّ النائب السابق أنطوان زهرا سينال العدد الأكبر من أصوات المقترعين. 18321 مقترع نال منهم زهرا 17209 أصوات بنسبة قاربت 94 في المئة.
الانتخابات التي كانت منتظرة منذ وضع النظام الداخلي للحزب في العام 2011، رأى فيها أنطوان زهرا "خطوة على طريق تكريس الحزب مؤسسة قابلة للإستمرار لا ترتبط بوجود زعامة تاريخية مثل سمير جعجع، عن طريق تطبيق الديمقراطية وتداول السلطة".
ووجد في حديث لموقع mtv أنّ "عنوان "رفاق تنتخب رفاق" يُبرّر عدم الإقبال الساحق على الانتخابات، فكل من انطبقت عليه شروط الترشح لعضوية الهيئة التنفيذية هو أهل للثقة وعلى قدر الاستحقاق ومهما كان خيار الأسماء سيكون خيارًا صحيحًا".
سيل من الانتقادات سبق انتخابات الهيئة التنفيذية عن أنّ النتائج معلّبة ومعروفة مسبقًا، إلّا أنّ "المياه تكذّب الغطاس" على حدّ تعبير زهرا. وقال: "إذا أتتك مذمتي من حاقد فإنّها الشاهدة لي أنّي ناجح" ومعروف أنّ "القوات" من أهم الأحزاب تنظيميًّا وإنتاجيًّا وحصدًا للنتائج الإيجابية وانتخابات وراء انتخابات أثبتت ذلك والشجرة المثمرة هي التي تُرشق دائمًا بالحجارة". وشرح أنّ "ما حكي عن أسماء شبه محسوم وصولها مردّه إلى نشاط هذه الأفراد العلني النيابي والحربي".
يدحض زهرا كلّ ما أشيع عن استبعاده من قبل القيادة القواتية، ويعزو "تنحيه نيابيًّا" لأسباب خاصة بعد تفاهمه مع القيادة ولترك المجال أمام دم جديد بعد 13 سنة في المجلس النيابي. وقال: "مقولة الإستبعاد ساقطة والأيام برهنت أنّني واصلتُ نشاطي الحزبي والإعلامي والسياسي كما لو كنت لا أزال نائبًا"، مردفًا: "لو لم تكن القيادة تُعبّر بصدق وأمانة عن توجهات القاعدة الحزبية لما كانت القاعدة تتوسّع ويرتفع عدد المنتسبين إلى الحزب".
وإذ شكر زهرا "الرفاق على ثقتهم"، لفت إلى أنّ ثلث النتيجة هي محبة ومكافأة على الأداء السياسي والإعلامي والحربي ورضى عنهم والثلثين هي أمل بعطائه للمستقبل لأن ما يهم هو استمرار النضال".
ينصّ النظام الداخلي للحزب على ضرورة أن يكون مضى على كل من يرغب بالترشح إلى منصب رئاسة الحزب أو نائب الرئيس 15 عامًا، وهذا البند ينطبق على زهرا، فلماذا لم يقدم على هذه الخطوة فيكتمل المشهد الديمقراطي على أحد هذين المنصبين؟ يجيب زهرا: "لا يمكن أن أزايد لا على رئيس الحزب سمير جعجع الذي هو شخصية تاريخية استثنائية ولا أعتقد أنّ هناك من يفكّر بمنافسة جعجع طالما يريد الاستمرار بمهامه وكلّنا ثقة بخياراته. كما لا أعتقد أنّ هناك من يزايد على نائب الرئيس جورج عدوان الذي كان أوّل أمين عام للقوات عندما أُسست على أيام الرئيس الشهيد بشير الجميّل. هذا أمر غير مطروح ولم أفكرّ فيه والمهم إستمرارية المؤسسة وخطّها التاريخي ووصولها إلى أهدافها بكل الوسائل المتاحة في أيدينا".
يحبّ "رفاق" زهرا تسميته بالـ"نمر" لأدائه العسكري ومن ثمّ النيابي وانتخابه بأصوات 94 في المئة من المقترعين رسالة له في هذا الإطار. "في الهيئة التنفيذيّة ليس هناك لا صقور ولا حمائم"، ويشدّد زهرا على أنّ "رئيس الحزب والهيئة والأمين العام والأمين المالي هم فريق متجانس يناقش كل المواضيع بدءًا من رسم السياسات العامة وصولًا إلى المقاربات السياسية وإقتراح الترشيحات النيابية والوزارية وغيرها من الملفات. فريق عمل هاجسه القضية وأفضل السبل للتقدم إلى الأمام وتحقيق الأهداف الموضوعة للمقاومة اللبنانية التاريخية".
تحمل الهيئة التنفيذيّة الجديدة شعلة القضية وسط أزمات تعصف بلبنان ومحاولات لتغيير هويته ووضعه في "بوز المدفع" وسط التطوّرات في قطاع غزة، فمن أين ستبدأ العمل؟ في إطلالته عقب إعلان النتائج أكّد جعجع أنّ "الهيئة التنفيذيّة السابقة عملت بمسار واضح وهو أننا لا يمكننا أن نترك لبنان في مهب الريح، فما يمكن إنقاذ البلاد هو أن تتخذ الحكومة قرارا بالتطبيق الفعلي للقرار 1701"، في إشارة واضحة إلى أنّ الهاجس السيادي سيكون أولوية للهيئة التنفيذيّة المنتخبة". وفي هذا الإطار، أوضح زهرا أنّ المطلوب "إعادة بلورة الأهداف السياسية لمشروع بناء دولة الحرية والإنسان في لبنان ووقف انتهاك السيادة وبناء دولة العدالة والمساواة بين المواطنين والعمل سريعًا على اللامركزية الإدارية الموسعة".
خرج حزب "القوات" من العملية الانتخابية بعلامة كاملة في التنظيم وتحقيق الأهداف، ولكن ماذا عن إمكانيّة تحقيق أهداف الحزب في الساحة السياسيّة اللبنانيّة الفاقدة اليوم للقدرة على المبادرة في حربٍ إقليميّة لا نعرف متى ستصيبنا وكيف؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك