عقد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون اجتماعًا أمس في قصر بعبدا مع رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز في حضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون، أتى قبيل اجتماع للجنة في الناقورة. وخلال اللقاء، طلب الرئيس عون من رئيس اللجنة الضغط على إسرائيل لتطبيق الاتفاق والانسحاب من التلال الخمس وإعادة الأسرى اللبنانيين.
أمّا في عين التينة، فاستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري امس سفراء الخماسية الدولية المتابعة للملف اللبناني. بعد اللقاء، قال السفير المصري علاء موسى أنّ الاجتماع كان "مثمرًا حيث تمحور الجزء الأكبر منه حول الجنوب اللبناني، مع التركيز على العمل الجاد لتسريع عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. اللقاء كان فرصة جيدة لبحث التحديات القادمة وخطوات الحكومة حسب ما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري". واشار إلى أنّ "الرئيس بري كان واضحًا وصريحًا بأن ما يحدث في الجنوب سيؤثر على كل لبنان، ونحن نقوم بالعمل الجاد لتسريع عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان". وقال موسى "ناقشنا مع الرئيس برّي ما يحدث في سوريا، وهناك إجماع على أن الاستقرار في سوريا سينعكس إيجابياً على الدول المجاورة ونحن نسعى للحد من التوترات في المنطقة".
سبق هذه الاتصالات إذًا اجتماعَ لجنة المراقبة في الناقورة والذي حضره وفدان من الجيشين اللبناني والإسرائيلي برعاية أميركية للتداول في الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار وفي ملف الأسرى اللبنانيين المحتجزين في اسرائيل. وعلى اثره، تم اطلاق سراح عدد منهم.
التطوّرات هذه، تأتي، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية"، في وقت يُحاول "حزب الله" تصوير الدولة اللبنانية في صورة الصامتة عن الخروقات الاسرائيلية والعاجزة أمامها وحتى في صورة "المتفرّجة" على الاحتلال الاسرائيلي وعلى اسراها. وبحسب ما يسوّق الممانعون وإعلامُهم، فإن "لبنان الرسمي لا يتحرّك لتغيير الواقع وهو حتى، لا يُصدر بيانات إدانة للخروقات الاسرائيلية". كما أنّ هذا الفريق يعتبر أنّ "المجتمع الدولي الذي يريد لبنان التفاوض معه من اجل تحرير اراضيه واسراه، متخاذل ومتواطئ مع إسرائيل".
غير أنّ ما حصل في الساعات الماضية، من بعبدا الى عين التينة وصولا الى الناقورة، أثبت أنّ كل اتهامات الممانعة، باطلة. فلبنان الرسمي يتحرّك ويتابع بعيدًا من الأضواء، ودبلوماسيتُه شغّالة من أجل تحرير الجنوب والمعتقلين. وتبيّن أن هذه الإداة، أي الدبلوماسية، مفيدة، ولو استغرقت وقتًا أطول لبلوغ الهدف، بدليل اطلاق سراح بعض الاسرى امس، وتبين ايضا أنها أفضل بكثير من وسيلة "القتال" التي رأينا نتائجها الكارثية في حرب "الاسناد" الأخيرة... أمّا الدول الكبرى، فتصرّ أيضًا على التحرير وهي تعمل، وبوسائلها الخاصة على إتمامه، وهي ليست، كما يقول عنها الممانعون، داعمة لمخططات إسرائيل.
الضغط اللبناني والدولي كبير على تل ابيب من أجل اتمام التحرير. وبيروت ستواصل بإشراف مباشر من الرئيس عون، جهودها، في الكواليس، حتى إخراج الاسرائيليّ من آخر شبر من أراضينا. على أمل إلّا يُقرّر "حزب الله" "القوطبة"عليها، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك