مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
بعد إطلالة الرئيس الحريري أمس وتوجيهه مهلة- انذارا لشركائه الألداء في السياسة والحكومة، حددها بإثنتين وسبعين ساعة، إما تنجح الحكومة أم أرحل، توقع المتظاهرون خصوصا واللبنانيون عموما، إطلالة مهيبة لرئيس الدولة يطمئن فيها الخائفين على الجمهورية والمتربصين بها في آن معا.
إلا ان الاطلالة كانت للسيد حسن نصرالله، استخدم فيها التورية حينا والكلام التهديدي المباشر حينا آخر: أما التورية فاستخدمها مع المتظاهرين الغاضبين، فاستهل كلامه بداية بالتعاطف مع مطالبهم، ومن ثم رفع النبرة قائلا لهم: تظاهروا ما شئتم لكن لا تلجأوا إلى التخريب، من ثم أفرغ ما يقومون به من مضمونه عندما طمأنهم بأن الحكومة لن تسقط مهما فعلتم، لأن آلية إسقاطها في يدي وساعتها لم تأت بعد.
أما الكلام التهديدي المباشر، فوجهه إلى الخصوم الذين يتشارك معهم الحكومة، فأنبهم واتهمهم بركوب موجة الشعبوية إذ هددوا بالاستقالة، ولوح لهم بسيف المحاسبة. والسيد كان يتوجه عمليا إلى وليد جنبلاط وسمير جعجع، الأول كي يتراجع إذا راودته فكرة الاستقالة، والثاني كي يقدم عليها الآن قبل الغد، إن كان لا يزال مترددا.
الرئيس الحريري بدا في خطاب السيد حسن، وكأنه سيكون في إقامة جبرية في موقعه كرئيس للحكومة لأنه الأفضل، و قد أوحى السيد بأن الرجل هو في مصاف الرئيس عون والوزير باسيل والنائب فرنجية، أي انه وفي وأهل للثقة ويكمل الغطاء الذي يحتاجه الحزب الآن، ولهذه الأسباب لا ضرورة لتطيير الحكومة، مؤكدا بأن في قدرتها حل الأزمة إذا تبنت مشروع "حزب الله" للنهوض.
في المقابل، الناس على الأرض يواصلون انتفاضتهم بحماسة اليوم الأول، لكن مع توالي الأيام، فإن الهبوط إلى أرض الواقع أمر محتم، فالإضراب ليس غاية في ذاته، ما يوجب أن تكون للانتفاضة قيادة جماعية ومشروع انتقالي، وإلا فقدت وزنها وتحولت إلى وسيلة لتسريع التفكك الاقتصادي والمالي.
والأمل الآن، أن تستنسخ الانتفاضة النموذج التونسي والسوداني، حيث تمكنت الانتفاضتان هناك من الانتقال من مجرد صرخة للجائعين، إلى مشروع لإطعامهم ولإرساء قواعد الدولة الحديثة.
في الانتظار، الناس يفترشون ساحات الوطن، يواجهون بشجاعة استفزازات عصابات المتسلطين واعتداءاتهم، واستخفاف أهل الحكم في قدرتهم على التغيير.
توازيا، يعبىء رئيس الحكومة الساعات الإثنتين والسبعين، بسلسلة لقاءات واجتماعات مع المعنيين من شركائه في الحكومة وأهل الاختصاص، لإعداد مشروع نهوض يستلهم مطالب الناس، ما أمكن. فهل ينجح الحريري في الساعات القليلة المتبقية من المهلة، حيث فشل طول أعوام؟. لننتظر.
مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
من مع من، ومن ضد من؟، المحتجون في الشارع معظمهم بريء بنياته في التعبير عن الضيق المعيشي، لكن في صفوفهم مندسون يحاولون التخريب، أولم تبدأ الاحتجاجات في بعض البلدان العربية، مطلبية وسلمية، ثم تحولت إلى عنفية وعسكرية وأدت إلى القتل والتهجير؟. وهنا ثمة سؤال: لماذا لا يكون التعبير الديمقراطي كالذي يجري في اليابان، فلا قطع للشوارع ولا حرق للدواليب ولا اعتداء على المحال والممتلكات.
الحركة الاحتجاجية أعطت ثمارها ورسالتها إلى المسؤولين، بضرورة تصويب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، إلا أن الواقع يقول أن لا تغيير للعهد ولا للحكومة، وإن الممكن هو التجاوب مع الرئيس الحريري، في إقرار خطته الإنقاذية الإقتصادية، في الإصلاحات السريعة، وفي إنجاز الموازنة في جلسة إستثنائية لمجلس الوزراء، قد تعقد غدا، ويكلف فيها الجيش بضبط الأمن الذي تفلت مرارا بواسطة حركة الدراجات النارية، والذي انتقل في بعض الأحيان من الطروحات المطلبية، إلى الشتائم والسباب ونزع صور الشخصيات بما تمثل لشرائح شعبية واسعة.
باختصار الحركة الاحتجاجية الشعبية نجحت في إيصال الرسالة، والعمل الآن منصب على خطوات إنقاذية في الساعات القليلة المقبلة.
الرئيس عون أكد أمام زواره أنه سيكون حل مطمئن للأزمة الراهنة. فيما الرئيس الحريري عقد سلسلة مشاورات وطرح ورقته الانقاذية، وهو ينتظر أجوبة الفرقاء السياسيين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
"الشعب يريد"، وهذا حق لا نقاش فيه، ولكن هناك أيضا من أراد بعقلية سوداء أن يحرف مسار التحركات الشعبية عن سكتها الصحيحة بهدف تحقيق أجنداته، مرة عبر الاصطدام بالقوى الأمنية والجيش، وأخرى عبر الإساءة إلى قامات وطنية وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وثالثة من خلال فبركة أخبار ودسها عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام.
ولأن هناك من عود اللبنانيين أن يختلق جنازة ليشبع لطما فيها، ذكرت حركة "أمل" بموقفها الثابت تصريحا وممارسة، بالانحياز الكامل لمطالب الناس ومنهم جمهور الحركة نفسه.
وفيما شكرت الحركة كل من تداعى للمشاركة في الوقفة التضامنية، استنكارا للتطاول على الإمام السيد موسى الصدر والرئيس نبيه بري في صور، أكدت رفضها للمظاهر المسلحة في شوارع المدينة، معلنة انها ستجري تحقيقا لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة، وهي تطالب الجهات الأمنية المختصة بممارسة دورها في حماية المواطنين بمن فيهم المتظاهرون.
في وقت بدأت فيه ساعات مهلة الرئيس سعد الحريري الاثنتان والسبعون تتناقص، باشر رئيس الحكومة حراكا حيث بدا "بيت الوسط" اليوم كخلية نحل، وعقد الرئيس سعد الحريري لقاءات وزارية في إطار التشاور حول سبل معالجة الاوضاع الاقتصادية والمعيشية.
ووفق معلومات للـ NBN، فإنه بات عقد جلسة لملجس الوزراء غدا أمرا شبه محسوم، لعرض صيغة تتضمن العديد من البنود الإصلاحية.
وعلمت الـ NBN ان وزير المال علي حسن خليل بحث خلال اللقاء مع الرئيس الحريري، إنجاز الموازنة بدون أي ضريبة أو رسم جديد، وإلغاء كل المشاريع المقدمة بهذا الخصوص من أي طرف، وإقرار خطوات إصلاحية جدية مع مساهمة من القطاع المصرفي وغيره بما لا يطال الناس بأي شكل ولا يحملهم أية ضريبة مهما كانت صغيرة.
تزامنا، أعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله عدم تأييد الحزب استقالة الحكومة الحالية، لأن ذلك سيعني ألا حكومة قريبا، داعيا إلى أن تستمر، ولكن بروح ومنهجية جديدة وبأخذ العبرة مما جرى. وحذر من أن من يهرب من المسؤولية يجب أن يحاكم.
السيد نصرالله انتقد تنصل البعض من المسؤولية، وخصوصا أنهم كانوا في السلطة في العهود الماضية ويحاولون اليوم ركوب موجة اعتراض الناس.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
إنها المسؤولية، بل الحكمة، بل الوطنية الحقيقية. هكذا تحمى الاوطان، وتبنى بالصراحة والمصارحة.
نحن لن نتخلى عن شعبنا ولن نتخلى عن بلدنا، قال الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في اربعين الامام الحسين عليه السلام من بعلبك. وهو الصادق في كل الميادين، بشهادة الأعداء قبل المحبين: لن نسمح باغراق هذا البلد أو احراقه، ونحن الذين قدمنا آلاف الشهداء والجرحى دفاعا عن كرامة شعبنا، قال السيد، ولن نسمح لأحد أن يدفع به إلى الهلاك.
هي الثابتة التي انطلق منها، ليؤكد أن الوضع الاقتصادي والمالي ليس وليد العهد الجديد ولا الحكومة الحالية، بل نتيجة تراكم عشرات السنين، وعلى الجميع تحمل المسؤولية.
مسؤولية رأى السيد نصرالله أنه من المعيب على أحد أن يتنصل منها، وخصوصا أولئك الذين شاركوا في كل الحكومات السابقة ويريدون الآن ان يركبوا موجة الناس، فمن يهرب من تحمل المسؤولية يجب أن يحاكم، أكد الأمين العام ل"حزب الله".
وللمتظاهرين أبدى السيد كل احترام وتفهم لحركتهم العفوية والصادقة، وتقدير لصرختهم المعبرة عن الوجع، والعابرة لكل الطوائف والمناطق. فالرسالة وصلت إلى المسؤولين جميعا، قال السيد، والنصيحة: التنبه من الشغب والاساءات التي لا تشبه اخلاق اللبنانيين، وممن يريد استغلال التحرك من سياسيين مطالبين باسقاط العهد، فالعهد لن يسقط، أكد السيد نصرالله، وهذه الشعارات مضيعة للوقت.
نحن ضد اسقاط الحكومة، صارح السيد اللبنانيين، والأسباب أن أي تشكيلة بديلة ستكون من الطبقة نفسها، والفرق أننا سنخسر المزيد من الوقت. والمطلوب التعاون والتضامن بين مكونات الحكومة، والبحث عن الايرادات بعيدا عن جيوب الفقراء، فليس صحيحا أن الخيار الوحيد لمنع الانهيار فرض الضرائب على الفقراء. فالبدائل كثيرة، قال السيد، وهي تحتاج إلى شجاعة وجرأة وحزم.
جرأة الشارع وحماسته على حالها، والمتظاهرون في مختلف المناطق يترقبون المساعي السياسية، التي قال رئيس الحكومة سعد الحريري إنه على تواصل مع مختلف الأفرقاء في الحكومة لعرض ورقة اصلاحية أو انقاذية أعدها، والعين على جلسة حكومية قريبة إن مشت المشاورات بطريقتها الايجابية، ورئيس الجمهورية متفائل بحلول منطقية سترضي اللبنانيين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
(لا مقدمة نشرة أخبار بسبب التغطية للتحركات الشعبية).
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
إنها معركة عدادات سياسية وشعبية بين الشارع والسلطة والمعارضة: عداد الشارع سجل حتى الآن أكثر من ثمان وأربعين ساعة للناس على الأرض من دون انقطاع، منذ السابعة من مساء أول من أمس الخميس، والمؤشرات تدل على أن لا خروج من الشارع في القريب العاجل.
عداد السلطة الذي عيره الرئيس سعد الحريري على إثنتين وسبعين ساعة، بقي منها ثمان وأربعين، حتى السابعة من بعد غد الإثنين.
وبين العدادين، هناك محاولات لاحتساب النقاط لكل طرف من الأطراف: الشارع إلى الآن يتقدم في النقاط، الوتيرة ما زالت ناشطة منذ لحظة البداية وتوسعت لتشمل مناطق وقرى وبلدات لم يسمع اللبناني من قبل أنه جرت فيها أي حركة إحتجاجية، كما أن هناك مناطق كانت عصية على الإعتراض لكنها تشهد ما يمكن اعتباره انتفاضة، سواء في صور أو في النبطية أو في بريتال. فهل هو تبدل في المزاج الشعبي، أم أن هناك خلفيات أخرى؟. من المبكر الإجابة، لكن إذا كانت هناك من مفاجأة للشارع هذه المرة، فهي "المفاجأة الشيعية" إذا صح التعبير، فالشارع الشيعي كان الأكثر ضبطا وانضباطا منذ العام 2005، بعكس الشارعين المسيحي والسني، لكن يبدو أن الضبط والإنضباط يشهد بعض التبدل.
المفاجأة الثانية، ما أعلنه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بقوله: "نحن لا نؤيد استقالة الحكومة الحالية. فلتستمر هذه الحكومة ولكن بروح ومنهجية جديدة". وللمفارقة، فإن السيد نصرالله الذي أسقط الحكومة الأولى للرئيس الحريري حين استقال أحد عشر وزيرا منها في كانون الثاني 2011، يمنع سقوط الحكومة الثانية للرئيس الحريري، ما يعني أن هناك ثلاثية نضجت، ومؤلفة من "حزب الله"، الرئيس سعد الحريري، "التيار الوطني الحر".
أين الآخرون؟، الملاحظ أن الرئيس بري ليس من ضمن ال deal والتباعد ظهر على الأرض، وفي إشارة معبرة حيث أن تلفزيون NBN التابع لحركة "أمل" لم ينقل وقائع كلمة السيد نصرالله اليوم، أما "الاشتراكي" و"القوات اللبنانية" فعبرا عن مطالبهما من خلال الإستمرار في الشارع.
أما الرئيس سعد الحريري الذي أعطى لنفسه إثنتين وسبعين ساعة، فقد كثف اجتماعاته اليوم والتقى وزير الصناعة وائل أبو فاعور، وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس ووزير المال علي حسن خليل. وعلم أن الورقة الإقتصادية التي يعدها خالية من الضرائب وتتحدث عن مساهمة المصارف. كما علم أن "حزب الله" وافق على هذه الورقة. "الإشتراكي" يجري مراجعة للورقة الإقتصادية، لكنه يبحث في شروط المرحلة المقبلة، علما أنه ما زال عند خط المطالبة باستقالة الحكومة.
في المقابل، مصادر مطلعة على مواقف الثنائي الشيعي "حزب الله" و"أمل" سألت: لماذا انقلب جنبلاط على الحكومة؟. والانقلاب بحسب هذه المصادر سيرتد حتما سلبا على علاقة وليد جنبلاط مع طرفي الثنائي الشيعي. أما "التيار الوطني الحر"، فأوضحت مصادره أنه حصل على أفكار عامة وينتظر الصيغة النهائية.
في سياق المؤشرات، كان لافتا توصيف قيادة الجيش لما يجري، فقالت في بيان لها: "تدعو قيادة الجيش جميع المواطنين المتظاهرين والمطالبين بحقوقهم المرتبطة مباشرة بمعيشتهم وكرامتهم، إلى التعبير بشكل سلمي وعدم السماح بالتعدي على الأملاك العامة والخاصة، وإذ تؤكد على تضامنها الكامل مع مطالبهم المحقة، تدعوهم إلى التجاوب مع القوى الأمنية لتسهيل أمور المواطنين".
ومنذ قليل غرد رئيس الجمهورية قائلا: سيكون هناك حل مطمئن للأزمة. في وقت تقول آخر المعلومات أننا بتنا أقرب إلى عقد جلسة لمجلس الوزراء غدا، لمناقشة كيفية الخروج من الأزمة.
في المحصلة، يبقى السؤال الكبير: بصرف النظر عن مهلة الرئيس الحريري وعن الورقة الإقتصادية، وعن موافقة هذا الطرف وإعتراض ذلك الطرف، ماذا عن الشارع؟، ماذا يخرج أو من يخرج الناس من الشارع؟، سقف الناس بات أعلى بكثير مما تطرحه الحكومة، فهل من يعطي الجواب؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
لا كلام يعلو على صوت الشعب، فهو السيد والرئيس، وفي يوم التظاهر الثالث كبرت كرة الناس التي كانت ثلجا حتى الأمس القريب، وتحولت اليوم إلى نيران حاصرت رموز الدولة، والمتظاهرون من كل صوب طوقوا سلطة تبحث عن سبل إنقاذها، فتجاوزا حلولها المقترحة واندفعوا إلى ساحات اتسعت لآراء حرة على مستوى وطني مسؤول.
وتحت علم واحد، كانت التظاهرات تطلق نبضا مختلفا عن أي حراك، وتجمع المواطنين تحت سقف طائفة واحدة دينها وطن بلا كل هذه التركة التي حكمته ثلاثين عاما، فلعنت دينه ونهبت ثرواته، وأوصلت ناسه اليوم إلى مرحلة اللاعودة عن الشارع.
وبعد فوات الأوان، بدأ المسؤولون البحث عن حلول وتقديم رؤى اقتصادية على مالية ومعيشية، لكنها في بعدها السياسي لا تتعدى المخارج للزعامات، بهدف إنقاذهم من بحر الغاضبين. ومن بين التيارات السياسية وأحزابها، شق تيار الناس أمواجه ولم يصغ إلى كل الوعود السياسية الطارئة التي استخفت بذكاء المواطنين، واعذروهم، فلا خلية نحل سعد الحريري ستنتج لهم عسلا، ولا تطمين الرئيس ميشال عون سيهدئ الناس، ولا تهديد سمير جعجع بالاستقالة سوف يوقف تحركهم، ولا اندساس "الاشتراكي" بالتظاهر سوف يجعل من وليد جنبلاط بطلا قوميا، ولا خطاب السيد حسن نصرالله أخمد نار شارعه، تحديدا مثلث صور- النبطية- انصار.
فعندما تحدث الامين العام ل"حزب الله" عن مسؤولية من ثلاثين عاما، إنما كان يحمل رجال الثلاثين المسؤوليات، وهم بري- جنبلاط- الحريري. لكن ماذا فعل "حزب الله" حيال هذه الزمرة، ولماذا أعاد اليوم حمايتها معارضا استقالة الحكومة وإسقاط العهد؟.
وإذا كان "حزب الله" قد حمل راية كشف الفساد، فلماذا لم تفتح السجون لاعتقال الفاسدين أو تقديم نموذج عنهم للناس، وبعضهم لم يوافق على مجرد شرب القهوة والشاي لدى مكتب المدعي العام المالي. فثورة الحزب على الفساد كانت مع وقف التنفيذ، وإلا لقدم "حزب الله" وغيره من الممتعضين وزيرا واحدا أمام جلسة طرح الثقة.
لا يؤيد "حزب الله" استقالة الحكومة ولا إسقاط العهد، لكن العهد أصبح قاب السقوط، وقد ساهم في انهياره "انفصاله عن الواقع"، ورسوم وردية وضعت أمام الرئيس الذي ظل يبحث بين الأمم عن أكاديمية للتلاقي والحوار، فيما أركان بيته السياسي "يحلشون" بعضهم بعضا.
التيار تيارات، ومن يقود حراكا من الداخل: "اشتراكي" و"قوات"، فيما الحريري يعد الدقائق قبل أن يقرر البقاء أو المغادرة.
وسط كل هذه الأسماء، ظل رئيس مجلس النواب صامتا، لكن مطلقا أصوات الرصاص من رجال أمن في جنوب بات يغلي من تحته، ويرشق بقوة عقيلته رندة بري التي تردد اسمها في ساعات كما لم يتردد من قبل.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك