تابع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لليوم الرابع على التوالي، زيارته الراعوية إلى أبرشية سيدة البشارة في إفريقيا الغربية والوسطى.
وزار في اليوم الثاني على التوالي في السنغال، مع الوفد المرافق، مدرسة سيدة لبنان، التابعة للرهبانية اللبنانية المارونية، ويرأسها الأب بسام عيد رئيس الرسالة المارونية في السنغال.
واستقبل الراعي برقصة فولكلورية تقليدية، أداها مجموعة من الطلاب الأفارقة، وقام مع الوفد المرافق، بجولة في أنحاء المدرسة، اطلع خلالها على أبرز مراحل تأسيسها وتطورها.
ثم كانت كلمة باللغة الفرنسية لمساعدة مدير المدرسة ميشال ندونغ، فقالت: "باسم مدير المدرسة الأب بسام عيد، وباسم الرابطة التعليمية، ومكتب أهالي الطلاب في المدرسة والأساتذة، نرحب بكم يا صاحب الغبطة بيننا، اليوم 13 تشرين الأول 2019، في هذا اليوم، الذي سيبقى دائما في ذاكرتنا".
أضافت: "إن مدرسة سيدة لبنان، هي مؤسسة فريدة ومميزة، مع وجود أكثر من 4000 طالب من أكثر من 30 جنسية، يعيشون دون أن تمييز بين عرق، أو طبقة، أو دين".
وختمت: "إن شكرنا لكم لكبير يا صاحب الغبطة، على الإيمان الذي تحملونه في صوتكم وعظاتكم وكلماتكم، من أجل أن يحل السلام وتنتهي الحروب ويعود اللاجئون إلى بلادهم".
بدوره، وباللغة الفرنسية، أثنى الراعي على "عمل الأسرة التعليمية"، وقال: "باسم راعي الأبرشية المطران فضول والأباتي هاشم ممثلا بحضرة النائب العام، أحييكم وأحيي كل الأسرة التعليمية في المدرسة والمسؤولين الإداريين، على رأسهم الأب بسام عيد، وأحيي الأهل الممثلين اليوم معنا، وطبعا التلامذة الأحباء، الذين استقبلونا برقصة بديعة، أحيي الكبار والصغار".
وشكر الرهبانية اللبنانية المارونية مع الأب طوني فخري "الذي خدم الرسالة في السنغال لسنين طوال، على التفكير بالأجيال القادمة، علامة تحسس الواقع وتحمل المسؤولية اتجاه الشبيبة السنغالية، الآتية من كل الجنسيات الموجودة في البلاد".
وقال: "نقول في العربية بما معناه، أن من فتح مدرسة أقفل سجنا، هذا يعني أنه هنا نحضر أفضل مواطنين للغد، على مقاعد المدرسة يتكون مستقبل كل منا، الأهل والمجتمع والدولة ائتمنوكم على مستقبلهم، أنتم تزرعون الأمل في الشبيبة، لديكم ما يزيد عن اربعة آلاف طالب وطالبة، هم ليسوا أرقاما، البابا يشدد على مرافقة الشبيبة والإصغاء لها، هم مميزون وكل واحد منهم هو شخص لا يتكرر، وأنتم تعرفون ذلك، نحن نقدركم جدا على ذلك وبالأكثر، نحن نصلي لكم".
وإذ أكد أن "مستقبل السنغال مرهون بالمدارس وبهذه المدرسة"، توجه إلى الطلاب والأسرة التربوية قائلا: "أشكر أخيرا الطلاب الذين استقبلوني بهذه الرقصة الوطنية، التي تحمل الفرح، الذي يبان على وجوههم، لأنهم في هذه المدرسة، فرحهم هذا مصدره أن هناك من يصغي إليهم ويسمعهم".
وختم "تعيش هذه المدرسة، تعيش الأسرة التربوية، يعيش السنغال، يعيش بلدنا الغالي لبنان".
ثم انتقل الراعي بعدها، إلى مركز "الرسالة المارونية" في داكار، حيث التقى أعضاء المجلس الرعوي، في حضور الوفد المرافق، وعلى رأسهم المطران سيمون فضول والمدبر العام الأب طوني فخري، الذي شرح عن المجلس، تأسيسه، أعماله، ونشاطاته، في حين أثنى فضول على "الجهود المبذولة في سبيل الله والكنيسة والرعية، خدمة لأبناء الجالية وغيرهم من المقيمين في داكار، التي تحيطهم الكنيسة المارونية بعطفها ورعايتها"، وشكرهم على "التحضيرات الهائلة، التي قاموا بها لتليق بحضور غبطته".
وألقى الراعي كلمة، استهلها بالقول: "أحييكم وأشكركم، ولكم مني كل التقدير على عملكم، حيث تقومون بعمل كنسي عنوانه المحبة، عند انتهاء أعمال المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني، حدث تغيير في نقطتين أساسيتين، وهما إشراك العلمانيين في العمل الكنسي، وتشكيل مجالس في الرعايا والأبرشيات، القوانين الجديدة حينها ألزمت وجود مجالس راعوية في الأبرشيات والرعايا، وقمنا نحن، من خلال الشرع الخاص في الكنيسة المارونية، بوضع أنظمة للمجالس الرعوية، من لجان أوقاف وغيرها".
أضاف: "أنتم اليوم تقومون بعمل كنسي مطلوب من الأسقف أساسا في الأبرشية، ومن الكاهن، وهو الكرازة في الإنجيل وتقديس النفوس لخدمة الليتورجية، وخدمة المحبة، وهذه النقاط هي من أساسيات الكنيسة، لذا أقول لكم إن ما تفعلونه هو عمل كنسي محض، ومشاركة لمهام الأسقف والكاهن، وهذا يعطيكم شرف الخدمة وتقدير من الكنيسة لعملكم. أما فيما يتعلق بخدمة المحبة، فيقول البابا بينيدكتس، في إحدى الرسائل، التي حملت عنوان "الله محبة": خدمة المحبة لا يمكن أن تبقى خدمات فردية، بل يجب أن تصبح خدمات منظمة طيلة السنة، وهذا ما فعلتموه أنتم، ولكم مني كل محبتي وشكري وتقديري، على كل أعمالكم وتضحياتكم في كنيسة المسيح المتجسد في كافة أنحاء القارة الأفريقية".
وختم "أطلب من سيدة لبنان، أن تبارككم وتفيض عليكم النعم، وتكافيكم تعبكم، بفيض من النعم الالهية، وأكرر شكري لتنظيمكم هذه الزيارة التاريخية".
هذا، وقد أنهى الراعي زيارته إلى السنغال، وتوجه إلى بوركينا فاسو، المحطة الثالثة في زيارته الراعوية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك