أطلقت غرفة التجارة الفرنسية - اللبنانية برئاسة غابي تامر ورعاية السفير الفرنسي برونو فوشيه، كتابها عن تطور العلاقات الاقتصادية بين فرنسا ولبنان بعنوان "Au Coeur de la Cooperation France Liban 1950 - 2017"، في احتفال اقيم في قصر الصنوبر بمشاركة رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير وتامر، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده، وزير السياحة اواديس كيدانيان، وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون، النائبين محمد قباني وعاطف مجدلاني، وعدد من الفاعليات الرسمية والامنية والاقتصادية والاجتماعية ورجال اعمال.
ألقى فوشيه كلمة رحب فيها بالحضور، ونوه "بالعمل الهام الذي قامت به الغرفة التجارية الفرنسية اللبنانية بمبادرة من رئيسها غابي تامر"، وقال: "من دواعي سرورنا أن نحتفل بإطلاق كتاب الغرفة الفرنسية اللبنانية الذي يتحدث عن تاريخ العلاقات الاقتصادية بين فرنسا ولبنان منذ بداية خمسينيات القرن الماضي حتى الآن، كما انه يسلط الضوء على مساهمة الغرفة في العلاقات بين بلدينا في المجالين الاقتصادي والتجاري، وكذلك في تطور هذه العلاقات".
ولفت الى أن "العلاقة بين لبنان وفرنسا تتميز على مدى القرنين الماضيين بكونها شاملة، فهي ليست سياسية أو ثقافية فحسب، انما أيضا ذات طبيعة اقتصادية وتجارية ومالية"، مشيرا الى ان "حجم التبادل التجاري بين البلدين زاد نحو 40 في المئة خلال السنوات العشر الماضية". وقال: "حجم الاستثمارات الفرنسية في لبنان ارتفعت أكثر من الضعف، في حين ارتفعت الاستثمارات اللبنانية في فرنسا نحو 4 مرات".
وختم: "مهما كان تطور علاقاتنا الثنائية في المجال الاقتصادي والتجاري، علينا القيام بمزيد من الجهود لتطوير هذه العلاقات بشكل مستمر. لا يمكن الحفاظ على المكاسب التي ورثناها وزيادتها، ما لم نبذل الجهود والمبادرات اللازمة لتحقيق ذلك. هذا ما أتعلمه من العمل الرائع الذي تقدمه غرفة التجارة الفرنسية - اللبنانية لنا اليوم، وهو ليس نقطة انطلاق ولا نقطة وصول، انما خطوة أساسية تساهم في تنمية علاقاتنا الاقتصادية الثنائية".
وألقى شقير كلمة قال فيها: "لبنان، بتاريخه وإرادة شعبه، كان دائما قريبا من فرنسا. واليوم، وبفضل وسائل الاتصال وما توفره من سهولة في التواصل فإننا نتشاطر أكثر فأكثر تاريخا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. ان غرفة التجارة الفرنسية اللبنانية هي احدى المؤسسات الفاعلة الرئيسية والشاهد على هذا التاريخ. وان العمل الذي تقدمه لنا اليوم يروي قصة الغرفة، ولكن قبل كل شيء، عمق العلاقات بين لبنان وفرنسا. فالانتخابات الرئاسية الفرنسية هذا العام تابعها اللبنانيون بشغف كبير. كما ان العمل الذي بدأته الغرفة الفرنسية اللبنانية بالتعاون مع كل من غرفة بيروت وجبل لبنان وغرفة باريس إيل-دو-فرانس، حقق تقاربا كبيرا مع البلدان الناطقة بالفرنسية في افريقيا، ونحن الآن ننعم بمفاعيلها الإيجابية".
أضاف: "بعد هذا التعاون القائم منذ عشرين عاما وأسفر عن إنشاء المعهد العالي للاعمال ESA، وهي المؤسسة الرائدة بين معاهد إدارة الأعمال في لبنان، نجحنا في مغامرتنا الكبرى في إنشاء معهد HEC في بيروت، وهو المعروف بمكانته العالمية والذي سوف تكون له أفضل الفوائد على لبنان. واسمحوا لي، في هذا الصدد، أن أعرب عن امتناننا لغرفة باريس - إيل - دوفرانس ولقادتها ايضا".
ولفت الى ان "الغرفة الفرنسية اللبنانية تشكل جزءا هاما من التعاون بين البلدين، فرجال الأعمال اللبنانيين والفرنسيين يتواجدون في كلا السوقين ويستفيدون معا من الانفتاح الملحوظ على البلدان الناطقة بالفرنسية وبلدان العالم العربي". وهنأ تامر "بهذه المبادرة الطيبة وجميع الإجراءات التي اتخذها منذ وصوله الى رئاسة الغرفة الفرنسية اللبنانية، خدمة لاقتصاد فرنسا ولبنان معا".
وألقى تامر كلمة شكر فيها لفوشيه كرمه وحسن ضيافته ورعايته هذا الحدث في قصر الصنوبر، "في هذا المكان العابق بالتاريخ والصداقة الفرنسية اللبنانية، وهو الإطار الذي يتلائم تماما مع إطلاق كتاب غرفة التجارة اللبنانية الفرنسية ورغبتنا في وضعه لتتبع نشاط الغرفة التجارية الفرنسية اللبنانية منذ عام 1950. فهذا العمل هو ثمرة سنتين من الجهد، ودليل على وجود "صداقة اقتصادية" بين فرنسا ولبنان ينبغي لنا مؤازرتها وتعزيزها".
وقال: "ولدت فكرة وضع هذا الكتاب بغية تكريس إنجازات أسلافنا. وكانت غرفة التجارة الفرنسية اللبنانية قد إنشئت من أحمد الداعوق، رئيس وزراء لبنان السابق واول سفير للبنان في فرنسا بعيد الاستقلال. وهو أراد أن يكون لبنان أول بلد في المنطقة يعمل لتوأمة غرفة التجارة مع فرنسا. وتعاقبت على رئاسة الغرفة شخصيات بارزة ورائدة في عالم الإقتصاد اللبناني والفرنسي والدولي، أمثال معالي الرئيس عدنان القصار والرئيس جاك سعادة. تتبعنا في هذا الكتاب العلاقات الثنائية من مختلف جوانبها الإقتصادية والتجارية والصناعية والمالية وايضا الديبلوماسية والفنية والثقافية، وفتشنا في زوايا باريس وبيروت عن لبنانيين - فرنسيين متحمسين لحرفهم وفنهم وتشربوا من ثراء الثقافتين".
وختم تامر: "أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بجزيل الشكر الى جميع المنظمات والأفراد الذين دعموا هذا المشروع، ولا سيما مصرف لبنان بشخص حاكمه الدكتور رياض سلامه، والى اتحاد غرف التجارة اللبنانية برئاسة محمد شقير".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك