يوماً بعد يوم يتبيّـن أنه كلّما اقترب موعد إجراء الاستحقاق الرئاسي، أي أنّ انتخاب رئيس للجمهورية أصبح أمراً محتوماً، كلّما ظهرت محاولات لإثارة الشائعات أمنية واقتصادية وسياسية.
بالنسبة للموضوع الأمني يبدو أنّ هذا ما جرى الحديث عنه، ولكن الجميع يخافونه، خصوصاً أنّ تورّط «حزب الله» في سوريا قد أضعفه كثيراً وأنّ هناك تململاً من عائلات الشهداء، يحاول «حزب الله» احتواءه بالإغراءات المالية، بالرغم من أنّ السيّد حسن نصرالله يحاول في اطلالاته التلفزيونية أن يتجاوز هذه النقطة بالإعلان عن استعداده لتقديم المزيد من الشهداء.
على الصعيد المالي يبدو الضغط الاقتصادي بدأ يظهر على الاقتصاد اللبناني لأسباب عديدة أهمها:
أولاً- الوضع السياحي، إذ لم يعد يردنا السياح العرب منذ مغادرة الرئيس سعد الحريري.
ثانياً- التحويلات اللبنانية من الخارج انخفضت الى 5 مليارات دولار، وجاء البنك الدولي ونبّه الى خطورة الوضع، هنا كما عوّدنا حاكم مصرف لبنان دائماً باختراعه الحلول لكل أزمة طارئة أعاد الهندسة المالية فاستطاع من خلالها تقديم بعض الأرباح الى المصارف، ما خوّله أن يجمع 11 مليار دولار… فعزز البنك المركزي وضعه الممتاز من الاحتياط بالعملة الاجنبية، وهذا انعكس إيجاباً على الأسواق فاستقرت أسعار العملة.
أما ما نشرته إحدى الصحف أمس فهو محاولة دس رخيص لا يقدّم ولا يؤخر سوى إحداث بعض البلبلة التي سرعان ما تلاشت أمام ثبات السوق.
ثالثاً- وفي السياسة كانت المفاجأة الكبرى أنّ الذين منذ سنتين ونصف السنة بنوا حساباتهم على أنه من المستحيل أن يقبل فريق 14 آذار بالعماد عون للرئاسة، جاء الدكتور سمير جعجع فقلب المعادلات، ولاقاه في منتصف الطريق الرئيس سعد الحريري الذي أخذ المبادرة الشجاعة التي لا يجرؤ عليها سوى الأبطال والقادة التاريخيين مثال رياض الصلح ورفيق الحريري، عندما قرر أن يدعم ترشح العماد عون للرئاسة برغم معرفته أنّ القاعدة الشعبية تحتاج الى الوقت لاستيعاب هذا الموقف الجديد، وبالفعل بدأ التأييد يتغيّر يومياً لمصلحة الجنرال عون والقرار الذي اتخذه سعد الحريري.
وما زاد في الطين بلة لدى المراهنين على موقف المملكة العربية السعودية بأنها ستتخلى عن لبنان… فوجئوا بأنّ جماعة 14 آذار أيّدوا العماد عون فأوفدت المملكة شخصية سعودية مميزة استطاع أن يكتشف في العراق مكيدة إيرانية لاغتياله، ما أثار حفيظة الايرانيين الذين ضغطوا على حكومة العبادي فطالب بنقله من العراق… وهذه تحدث للمرة الأولى في التاريخ الديبلوماسي أن يعاقب مسؤول لأنه اكتشف من خطط لاغتياله، وكأن المطلوب منه أن يشكرهم، فإرسال هذه الشخصية المميزة الى لبنان له معانٍ كثيرة أهمها:
1- دحض الكلام عن عدم الإهتمام السعودي بلبنان.
2- التأكيد على أهمية إجراء الاستحقاق الرئاسي كما يراه ويريده اللبنانيون.
3- التأكيد على أنّ الرئيس سعد الحريري هو الرقم الصعب في لبنان بالنسبة للمملكة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك