عقدت كتلة "المستقبل" اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في بيت الوسط استعرضت فيه الأوضاع في لبنان والمنطقة وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب عمار حوري وفي ما يلي نصه:
أولاً: في خطورة ما صدر عن أمين عام حزب الله:
تستنكر الكتلة اشد الاستنكار الكلام الذي صدر عن امين عام حزب الله في مناسبة عاشوراء وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بهجومه الجائر والفاجر على المملكة العربية السعودية والمسؤولين فيها، وما قاله عن الحرب الدائرة في اليمن والتي كانت إيران المحرّض الأساس لإشعالها وإقدامها على استخدام حزب الله كأداة عسكرية لها هناك.
ان امين عام حزب الله وبتعطيله المستمر لانتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان وكذلك بكلامه التهجمي والافترائي على المملكة العربية السعودية انما يعرض مجدداً مصالح لبنان واللبنانيين لأخطار كبيرة غير مكترث أو عابئ بالنتائج التي يمكن ان تترتب على لبنان وعلى علاقاته العربية ولا على اللبنانيين وعلى مصالحهم واعمالهم وسبل تحصيل ارزاقهم.
فما زال امين عام حزب الله وحزب الله يعتمدان سياسة التدخل والتورط في الخارج أكان في العراق أم سوريا أم اليمن أم البحرين وغيرها بما يناقض ما تؤمن به الكثرة الكاثرة من اللبنانيين من التزام عميق وراسخ بانتمائهم العربي وبما يؤمنون به من أهمية الحفاظ على نظام المصلحة العربية واللبنانية، وبما يرفضونه من سياسة مدمرة يعتمدها حزب الله الذي يطيح بمصالح لبنان خدمة لما يعتقده وإيران من مصلحة لهما بالسعي الى السيطرة على المنطقة ودولها. وكذلك على عكس ما تؤمن به هذه الكثرة الكاثرة من اللبنانيين الحريصة على التعبير عن رأيها الحرّ ضد تدخل وتعديات إيران على لبنان والبلاد العربية.
إن حملة التحريض المذهبي بحق الأشقاء في السعودية والعراق وسوريا والبحرين واليمن وغيرها، وما قد تتسبب به هذه الحملة مجددا من إضرار بمصالح اللبنانيين في تلك الدول تقدم مثالا صارخا جديدا على ولاء حزب الله لإيران ومصالحها، وانه يمثل بذلك مصلحة اقليمية تتقدم على اي مصلحة لبنانية أو وطنية، ثم يدّعي، ويا للغرابة، بعد ذلك كله بالعفة السياسية التي لا وجود لها.
إن هذه الحملة التحريضية المبرمجة والمنظمة التي يشنها امين عام حزب الله باتجاه الداخل والخارج تشكل دليلا دامغا على التخريب المتعمد الذي يقوم به ضد مصلحة لبنان بداية، وضد مصلحة اللبنانيين في هذه الدول الشقيقة.
إنّ الكتلة التي لطالما كان ولا يزال موقفها ضد التعرض للمدنيين في الحروب تبدي استهجانها لأنّ الحزب كان وما يزال يتغاضى لا بل يشارك في الجرائم التي ترتكبها إيران والنظام السوري ضد الإنسانية ومن ضمن ذلك لجوء النظام السوري وحلفائه إلى استعمال الأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة ضد المدنيين العزل واستهداف المستشفيات والمستوصفات وقوافل الاغاثة.
ان امين عام حزب الله مدعو هو وحزبه ومن يقف خلفهما الى النظر بعمق الى مصالح المواطنين اللبنانيين والى مصالح الالاف من العائلات اللبنانية التي تعتاش من العمل في الدول العربية والتي يضعونها امام خيارات صعبة وخطيرة بسبب تدخلات الحزب وتورطه في الشؤون الداخلية لهذه الدول.
لقد كشفت المواقف السافرة الأخيرة للامين العام لحزب الله، ومجدداً، بما لا يدع مجالا للشك، أن حزبه وبما يمثله من بُعد اقليمي ايراني هو المعطل الحقيقي لانتخاب رئيس للجمهورية. وما ادعاء تأييده اللفظي والملتبس لمرشح معين إلا تأكيد جديد على تعطيل حزب الله لعملية الانتخاب بشكل لم يعد ينطلي على أحد، وذلك بالرغم من محاولاته وحزبه البائسة لإلصاق هذه التهمة بتيار المستقبل أو بالمملكة العربية السعودية.
إن حزب الله بات بما يقوم به من ممارسات في الداخل والخارج مصدرا اساسيا لمزيد من التخريب للمصلحة الوطنية اللبنانية، ومزيد من التدمير للاقتصاد الوطني وللاستقرار بمختلف جوانبه.
ثانياً: في استمرار تعطيل حزب الله لانتخاب رئيس للجمهورية:
إن مواقف حزب الله باتت نقيضا حقيقيا لمصلحة اللبنانيين الجامعة، من خلال ما تشكله من اعتداء سافر على الدستور وعلى وثيقة الوفاق الوطني من خلال التعطيل المستمر لعملية الانتخاب.
إن المدخل الواضح وضوح الشمس، والوحيد لولوج باب الحلول للمشكلات التي يعاني منها لبنان، يكمن في المبادرة وقبل اي شيء آخر الى انتخاب رئيس للجمهورية وفق القواعد التي ينص عليها الدستور ومنطق الدولة، وتحت سقف اتفاق الطائف، احتراما للديمقراطية، وبعيدا عن محاولات الفرض أو الإلزام للنواب بالاقتراع لمرشح بذاته، وتحت طائلة تعطيل عملية الانتخاب.
وبعد 45 جلسة عطل فيها الحزب وحلفاؤه عملية انتخاب رئيس للجمهورية في مجلس النواب، لا زال الحزب وعلى لسان أمينه العام يستمر بهذا التعطيل ويستمر بمحاولة الحاق التهمة بغيره".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك