من لم يعش التجربة صباح الثلثاء عند اي من مداخل العاصمة بيروت, امامه هذا المشهد بأبعاده الثلاثية. نهار عمل عادي حيث زحمة السير تكون خانقة عادة فجأة تقطع القوى الامنية الطريق وجميع السيارات القادمة من جونية نزولا لا تتحرك لاكثر من اربعين دقيقة لتغلق جميع المسارب تباعا.
هكذا ولاكثر من اربع ساعات عانى المواطنون على الطرقات المؤدية الى بيروت وفي الشوارع الداخلية.فما هو السبب؟
عند السادسة الا ربعا صباحا دهست سيارة شخصا كان يقطع الطريق عند جسر الكرنتينا. صاحب السيارة لم يتوقف والجثة بقيت على الارض ما ادى الى دهسها مرات عدة قبل ان تصل قوى الامن وتقطع الطريق بشكل تام لتتمكن من جمع ما تبقى من جسد الضحية الذي قتل مرات عدة في ثوانٍ. فهل ما قام به عناصر قوى الامن بإغلاق المسرب امر طبيعي؟
نذهب الى غرفة التحكم المروري التي عاشت هذا النهار ايضا من خلال كاميراتها المنتشرة على الطرقات.
الاثنين عُزل اهالي البقاع لست ساعات بعدما قطع المعتصمون الطرق المؤدية اليه ولم يتحرك المعنييون لفتحها. الثلثاء نال سكان بيروت والمناطق المجاورة حصتهم من المعاناة بعدما قرر سائق الا يتوقف بعد دهسه شخصا. وغدا وبعده سيتوقف السير بشكل تام عندما تتعطل سيارة في وسط الطريق، او يقرر احد اصحاب القضايا المحقة ان ينزل الى الشارع... في جميع الاحوال المواطن هو المتضرر يوميا ولا حل جديا في الأفق.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك