أقامت منسقية المشروع السكني - ضبية في حزب القوات اللبنانية قداسا احتفاليا عن راحة أنفس الشهداء برعاية رئيس الحزب سمير جعجع ممثلا بالنائب أنطوان زهرا مساء السبت في باحة المشروع. ترأس القداس خادم رعية مار الياس ومار جريس ذوق الخراب - الضبية الخوري جورج نخول وحضر عضو الهيئة التنفيذية إدي أبي اللمع وعدد من منسقي المناطق ومن أعضاء المجلس المركزي وفاعليات قواتية متنية وحشد من أهالي الشهداء وسكان المشروع.
وقال زهرا في كلمة له: "هذه المناسبة السنوية التي تشرفت مرات عدة بأن أتشاركها معكم بحضوري هي مناسبة مقدسة من ناحيتين، بذكرى شهدائنا الذين قدموا أنفسهم، لا حبا بالموت بل دفاعا عن قدسية الحياة والكرامة الإنسانية من ناحية والناحية الأخرى هي هذه اللمة المباركة التي تحصل في ذكراهم وللصلاة لراحة أنفسهم".
أضاف: "الناحيتان أساسيتان في حياتنا الإجتماعية وفي حياتنا الحزبية والنضالية في تاريخنا، في حاضرنا، وتأسيسا لمستقبلنا".
وقال: "وحدتنا، تماسكنا، إيماننا، صلابتنا، دروس التاريخ التي أخذنا ممن سبقونا، بدءا من بطريركنا الأول يوحنا مارون الى اليوم، هي سر بقائنا في هذا البلد وسر بقاء هذا البلد الساحة الوحيدة المتاحة في العالم للتنوع والشراكة والإعتراف بالآخر والتفاعل مع الآخر واحترام الآخر".
وتابع: "اليوم في ظل الأزمات العاصفة بالشرق الأوسط والصراعات المذهبية والعرقية التي تترجم تاريخا تخطى ألف سنة، لم يتبق ساحة إستقرار نسبي رغم كل العورات السياسية والدستورية التي نعيشها، إلا الساحة اللبنانية".
ورأى أن "هذه لم تكن لموجودة، ولما بقيت، ولا كانت نعيما للآخرين اليوم لولا النضال التاريخي الماروني من أجل بناء هذا الكيان، كيانا للتنوع وليس للموارنة وحدهم. هذا هو مشروعنا التاريخي الذي دفعنا ثمنه على مدى مئات السنين، شهداء وتضحيات وعرقا ودماء ودموعا، الذي تحولنا فيه لأمة مزارعين تعيش في الوعر وتحفر في الصخر لكي تعيش بكرامتها بعيدا عن الإرتهان للغريب أو القريب، نحن سلالة هؤلاء الناس، نحن جماعة الكرامة، نحن جماعة الحرية والعنفوان، نحن جماعة من لا يحنون رؤوسهم إلا لرب العامين".
وقال: "هذه الجماعة التي قدمت الى هذا الحد، قدمت من أجل الجميع، من منطلق إلتزام مسيحي حقيقي، فالمسيحي الملتزم هو من يلتزم بقضايا الإنسان، كائنا من كان هذا الإنسان وأينما كان، فهو ليس الأناني، بل العنصر الإجتماعي الذي يعمل على تحرير كل إنسان من عبوديته للجهل والفقر والمرض. هذه هي الرسالة التي يؤديها المسيحي لأخيه المسيحي ولأخوانه من الطوائف الأخرى خصوصا في لبنان. من هنا خلق التزامنا وهكذا صنعنا تاريخنا ولهذا نستطيع قول أننا لا ندعي وحدنا هذه الحقيقة ، بل مجتمعنا بأكمله يدرك أن وقت الخطر هناك قوات، وكل الناس تعرف أنه كلما دق الخطر نحن قوات وأنه كلما استدعى الأمر نحن مشاريع شهداء وكلما استدعى الأمر، أشد صعوبة من الإستشهاد نحن مشروع - أناس متجردين، يتنازلون ويقدمون حيث لا يجرؤ الآخرون، يرشحون خصمهم لكي يلغوا الشعور في سدة الرئاسة ولا يقفون عند طموحاتهم الخاصة وأنانياتهم".
وأضاف: "هذه هي القوات اللبنانية، هذه هي المقاومة الحقة التي تستشهد تقديسا لكرامة الإنسان وحريته ولا تحمل السلاح لمصادرة حريات الناس والإعتداء على كراماتهم ومنع بناء الدولة كما يحصل مع حملة السلاح اليوم مدعو المقاومة وهم أدوات مشروع غريب عن لبنان، فارسي غير عربي، لا يقيم وزنا لا للسيادة ولا للكرامة ولا للحرية ولا للاستقلال. نحن مستمرون في نضالنا السلمي ضد هذا المشروع حتى إسقاطه. لا تستهينوا بالإرادة، لسنا بحاجة الى حمل السلاح بصورة دائمة من أجل تحقيق مشاريعنا، بتعبنا في الحقل، في المدرسة، في العمل، حيثما كان، نحن ماضون في سعينا من أجل تحقيق مشروعنا، والأهم من خلال رفضنا للإستسلام والتنازل نحقق أهدافنا".
وتابع: "نحن أولاد الرجاء، لا نأمل عشوائيا، نحن أبناء الرجاء بالقيامة، الرجاء بقيامة البلد، الرجاء بكرامة الإنسان، الرجاء بإستقامة الأمور، وكل الباقي موقت وزائل. مشاريع الغلبة الى زوال، الإستهانة بالكرامات الى زوال، تعطيل بناء الدولة الى زوال، مهما طال الزمن، وأكرر، سلميا، حضاريا، بالكلمة والموقف، برفض الإستسلام، بمعاندة القوة سنسقط للقوة أي حق بوضع اليد على البلد وسنثبت قوة الحق بأن نعيش في بلد سيد حر مستقل، سيادة كاملة ناجزة يضمنها الجيش اللبناني والقوى العسكرية اللبنانية فقط لا غير، وكل سلاح خارج إطار هذه الشرعية مصيره الزوال".
وقال: "رغم كل ذلك وإذا لم ينجح ذلك وإذا وصلنا لوقت لم يصدقوا فيه أن مشروعهم ساقط وحاولوا تطبيقه بالقوة، عندها يكون من جديد دق الخطر ونحن قوات. مشروع بناء الدولة لا يحتمل تعطيلا، ولا يحتمل أن تعيش دولة من دون رأس، لأن الجسم لا يعيش من دون رأس، وجميعكم يرى سلسلة الأزمات المتوالدة والمتتالية على الصعيد الدستوري والسياسي والإقتصادي والأمني والى آخر المعزوفة المتأتية عن شغور سدة الرئاسة".
وتابع: "نحن سعينا وسنظل نسعى الى ملء هذا الشغور، والى تقديم كل ما هو مطلوب منا لملء الشغور في سدة الرئاسة من أجل إعادة الإنتظام الى الحياة الدستورية في لبنان. لن نقبل بأن يعتاد العالم ولا اللبنانيون أنه يمكن إدارة شؤون هذا البلد من دون رئيس الجمهورية المسيحي، ناظم المؤسسات الدستورية؛ هذا الرئيس المسيحي في كل بلدان الشرق الأوسط ممنوع أن يكون غائبا وتسير الأمور كأن شيئا لم يكن، إذ ليست حالة عرضية وبسيطة ألا يكون لدينا رئيس، والبرهان أن لا عمل مجلس الوزراء يسير كما ينبغي فهم يقومون بتسوية مختلفة كل يوم، وهي طبعا تسويات محاصصة. تذكروا أنهم أطلقوا على نفسهم إسم حكومة المصلحة الوطنية بإرادة رئيسها "الآدمي" دولة الرئيس تمام سلام، هو نفسه سماها من أسابيع بعدما انكشفت كل سجالاتهم ومشاكلهم بحكومة المحاصصة".
وتابع: "نحن وصفناها على هذا الشكل يوم رفضنا الدخول فيها وهم بعد سنتين ونصف السنة اعترفوا أنها حكومة محاصصة كما توقعت لها القوات، ولم تشارك، لا زهدا بالسلطة، فكل جماعة سياسية تسعى للوصول الى السلطة من أجل تحقيق مشروعها، لكن نحن لسنا أي سلطة، فمن يختار الزنزانة، النظارة عوض الوزارة في ظل شروط الخنوع والإستسلام يختار أيضا المعارضة على الحكومة عندما تكون حكومة محاصصة وتنازلات. هذه هي القوات اللبنانية في كل تاريخها وهكذا هي مستمرة لكن من المؤكد أنها لا تبقى بصورة دائمة خارج السلطة لأنها بهذا الأداء المشرف والنظيف، بشهادة كل الناس، من نوابها ووزرائها عندما كان لها وزراء، لم يرق الى أدائهم أية شبهة من أي نوع كان. فمن حق هذه الجماعة أن تكتسب ثقة شعبها، وأن تحصل على أكبر كتلة ممكنة في البرلمان وأكبر تمثيل وازن فعلي في وزارات فاعلة في أي حكومة تشكل في لبنان".
وقال: "هذا حقنا الطبيعي الذي سنسعى الى تحقيقه، ولكن دون تحقيقه شرط أساس وهذا الشريط الذي نعلق عليه موافقتنا على أية جلسة تشريعية مقبلة في طل الشغور: إقرار قانون عصري منصف للانتخابات النيابية يؤمن صحة التمثيل ويلغي الى غير رجعة أي ردح من ردحات الميثاقية. عندما نؤمن صحة التمثيل بقانون انتخابات عادل يصبح تمثيل الناس صحيحا وتصبح إدارة شؤون البلد على مستوى تفاهمات وطنية كبرى، لا يعود هناك مجال فيها لأن يتذمر أحد من أنه مستبعد أو مهمش أو مهمل أو لأن أحدا لا يقف عند خاطره".
أضاف: "لهذا فإن شعار المرحلة بعد التركيز على ضرورة إنهاء الشغور الرئاسي في كل لحظة متاحة، وأكرر أننا قدمنا كل ما يمكن وسنقدم للوصول الى الهدف، شعار المرحلة الأساسي إقرار قانون إنتخابات يؤمن صحة التمثيل، اليوم قبل غد، وغدا قبل بعد غد. وأقول باسم القوات اللبنانية ومن نتكلم باسمهم هذه الأيام: لا إمكانية لذهابنا الى أي جلسة تشريعية لا يبدأ جدول أعمالها بمناقشة وإقرار قانون الإنتخابات قبل الإنتقال الى أي بند آخر. هذا ما سنعمل عليه اليوم، سنتابع الإلتزام بقضايانا ومن لم يلاحظ فليلاحظ، مع تحيتي لزينة الطاولات بالتفاح اليوم، السفير المصري ووزير الزراعة اعترفا للوفود التي زارتهما أن حل مشكلة التفاح هذه السنة جاء تلبية لمبادرة من الدكتور سمير جعجع الذي اتصل بالرئيس السيسي وبجميع الأوساط المعنية من أجل حل هذه الأزمة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك