وجّهت النائب ستريدا جعجع إلى اللبنانيين، بمناسبة ذكرى الاستقلال، الرسالة الآتية:
"مرة أخرى تطل علينا ذكرى الاستقلال وما زال استقلالنا منقوصًا ويتعرض للانتهاك، من قبل من يريد إلحاق لبنان بمحور من هنا او بجبهة من هناك. وعلى رغم ذلك، وفي ظل الظروف الصعبة الراهنة والمآسي والمخاطر الجمة التي تحيط بلبنان، اتوجه الى اللبنانيين لأؤكد لهم ان الاستقلال حالة وطنية ومعنوية في النفوس الكريمة، بقدر ما هو واقع ملموس.
ومن حقنا ان نعيّد ذكراه بإيمان راسخ بوطننا، علما ان المعايدة الأبرز هي للجيش اللبناني البطل قيادة وضباطا ورتباء وجنودا، لصموده وثباته وقدرته على تخطي مختلف أنواع التحديات، ليكون موضع ثقتنا وأملنا في الحفاظ على لبنان وأبنائه.
إن لبنان يمر حاليا بمرحلة غير مسبوقة من الأزمات والمصاعب المتراكمة والمتشعبة، والتي تنعكس بشدة على سلطاته ومؤسساتها الشرعية، ما يضعف أداءها وأداء الإدارة العامة، وينذر بتفاقم المحاذير الأمنية والتدهور المعيشي، فضلا عن ما يتعرض له القضاء من ضغوط للنيل من هيبته ودوره.
اما الشعب اللبناني فيعاني الأمرّين نتيجة اضطراره لدفع أثمان غالية بسبب ربطه برهانات لا تمت إلى مصالحه العليا بصلة، وبسبب تفشي الفساد والهدر، ما ولّد ازمة مالية ونقدية واقتصادية قاسية، اخضعت الخزينة لدين عام هائل، واطاحت ودائع المواطنين، فهاجر من هاجر وبقي من بقي صامدا في ارض الوطن.
ولذلك، لا يمكن ان نقبل الا باستقلال فعلي ناجز، يكون فيه قرار الحرب والسلم للدولة حصرا، ويكون الجيش اللبناني هو صاحب الحق الشرعي الوحيد في حمل السلاح دفاعا عن الحدود وعن امن الناس وامانهم.
وفي ضوء هذا الواقع المؤسف، لا بد ان أحيي اللبنانيين الصامدين والمتمسكين بوطنهم وارضهم وجذورهم، يتشاركون المعاناة والألم، كما يتشاركون الإيمان والأمل بنهوض لبنان من جديد، ليعود وطن الحرية والسيادة والعدالة والتنوع".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك