كعادة كل دورة يحرص القائمون على مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، في إعادة تقديم عدد من الأعمال السينمائية الكلاسيكية ولا سيما "العربية" من خلال ما يسمى بـ "النسخة المرممة" والتي تعرض ضمن برنامج "كنوز البحر الأحمر"، ومن خلال السطور التالية سوف نتعرف على رحلة مهرجان البحر الأحمر منذ بداية انطلاقه وصولاً للدورة الثالثة والمنتظرة مع الأفلام المرممة.
من بين الأفلام المرممة والتي سوف يكون لها وجود في برنامج "كنوز البحر الأحمر" خلال الدورة المقبلة من مهرجان البحر الأحمر، والتي سوف تُقام في الفترة من 30 تشرين الثاني حتى 9 كانون الأول، فيلمان: الأول يحمل اسم "انتصار الشباب" والثاني هو "عفريت مراتي"، حيث أكدت إدارة المهرجان في بيانها أنه عقد هذا العام اتفاقية تعاون مع الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، أثمرت عن ترميم اثنين من الأفلام العربية الكلاسيكية الشهيرة لنجوم تركوا بصمتهم في عالمي الموسيقى والسينما، ومن خلال السطور الوجيزة التالية سوف نتعرف على تفاصيل هذه الأفلام.
" انتصار الشباب" من الأفلام التي تم إنتاجها عام 1941 والذي يعتبر عن أحد أهم الأفلام الموسيقية في تاريخ السينما العربية، ليس ذلك فحسب بل أكثر ما ميز هذا الفيلم هو كونه يجمع للمرة الأولى بين الفنان فريد الأطرش "ملك العود" وهو اللقب الذي منحه له جمهوره ومحبوه وبين شقيقته الفنانة أسمهان.
ودارت أحدث الفيلم في إطار اجتماعي تتخلله العديد من المواقف الصعبة والرومانسية، وذلك حول "وحيد" الفنان فريد الأطرش، والذي يعمل كملحن ويخوض رحلة كفاح برفقة شقيقته المطربة "نادية" الفنانة أسمهان، حيث يسعى كل منهما في تحقيق حلمه في عالم الطرب والموسيقى، وأثناء ذلك يقع الثنائي في قصة حب الأولى تجمع "نادية" برجل ثري يتفق معها على الزواج، ولكن والدته تعارض، أما وحيد فهو يحب أيضاً فتاة ثرية ويتفق مع أخيها على الزواج منها، ثم تتوالى الأحداث.
وشارك في "انتصار الشباب" عدد آخر من الفنانين وهم أنور وجدي، عبد السلام النابلسي، علوية جميل وآخرون.
أما الفيلم الثاني فهو "عفريت مراتي" الذي تم إنتاجه عام 1968، وهو من إخراج فطين عبد الوهاب، وبطولة شادية وصلاح ذو الفقار، وتدور أحداثه في إطار كوميدي بحت، حول سيدة تعاني من الوحدة وإهمال زوجها وقامت بدورها الفنانة شادية، هذا الأمر جعلها تشاهد العديد من الأفلام وتبدأ بتقمص شخصيات البطلات اللواتي تشاهدهن في الأفلام، مما يوقع زوجها في مشاكل عديدة، ليحاول بمساعدة أصدقائه تخليصها من تلك الحالة.
كان واضحاً منذ البداية حرص مؤسسي مهرجان البحر الأحمر السينمائي، على أن تكون هناك بصمة للأفلام العربية الكلاسيكية من خلال ترميمها وإعادة تقديمها بطريقة حديثة، بهدف إلهام الجيل القادم من صانعي الأفلام عبر مجموعة متنوّعة من الروائع الكلاسيكيّة العابرة للأزمان والخالدة في الوجدان.
وتُعد عملية ترميم الأفلام أمراً بالغ التعقيد، حيث يخضع الفيلم للعديد من المراحل، ففي البداية تتم معالجة الفيلم وتحويله إلى نسخة رقمية، ومن ثم يخضع لعملية ترميم عبر الحاسوب تليها مرحلة تصحيح الألوان والصور وتصفية الذبذبات الصوتية.
وكان للمخرج خيري بشارة نصيب كبير في عرضه أفلامه القديمة بعد أن تم ترميمها في فعاليات الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر، ولعل السمة البارزة في هذه الأفلام هي أن جميع أبطالها من عالم الطرب والغناء، وعلى رأس هذه الأفلام "آيس كريم في جليم" للنجم عمرو دياب، و"يوم حلو ويوم مر" للنجم محمد منير و"أمريكا شيكا بيكا" لمحمد فؤاد.
بالإضافة إلى فيلمه "حرب الفراولة"، والذي أُعيد عرضه بنسخة مرممة بحضور بطلة الفيلم الفنانة يسرا في دورة المهرجان الأولى، بالإضافة إلى ترميم فيلم "الاختيار" للمخرج الراحل يوسف شاهين، والذي عرض لأول مرة على الشاشة الكبيرة ضمن عروض المهرجان.
استكمالاً لمهمة الحفاظ على تاريخ وإرث السينما العربية، وقع الاختيار على فيلم "خلي بالك من زوزو" الذي تم إنتاجه عام 1972 وفيلم "غرام في الكرنك" إنتاج عام 1967 لعرضهما بعد أن تم ترميمهما في النسخة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ويرجع السبب وراء اختيار هذه الأفلام وقتها هو انقضاء أكثر من 50 عاماً على إنتاجهما.
وتحكي قصة فيلم "خلي بالك من زوزو" قصة فتاة في حالة صراع نفسي بين ما تحبه وبين ما يفرضه عليها مجتمعها المحافظ، فهي ابنة الراقِصة نعيمة المقيمة في شارع محمد علي، التي لا تستطيع أن تعبر عن حبها للغناء والرقص بوصفه مشيناً في مجتمعها، لكن تقودها الأقدار لتتعرف على شاب من الطبقة الثريّة لتعيش معه قصة حب، فكيف ستكون ردة فعله حال معرفته بحقيقتها، حيث يشهد الفيلم على التغييرات الاجتماعية التي حلّت بمصر في السبعينيات، ويمزج بين الدراما والكوميديا والموسيقى الاستعراضية، من بطولة سعاد حسني وحسين فهمي، ومن إخراج وتأليف حسن الأمام.
أما فيلم "غرام في الكرنك" جاءت قصته حول مجموعة من الشباب الذين يعملون في مجال "الفن الاستعراضي" فهم يكافحون للنجاح في ظل معاناتهم ونقص مواردهم المادية، ويزداد الموقف تعقيداً بعد علاقة الحب التي تجمع بين أمينة، الراقصة الأساسية في الفرقة، وصلاح، مخرج الفرقة، حيث تشهد العلاقة على كثير من سوء التفاهم، والفيلم من إخراج علي رضا وتأليف محمد عثمان، وشارك في بطولته فريدة فهمي، محمود رضا، أمين الهنيدي وآخرون.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك