كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
يعيش في لبنان عدد كبير من الفلسطينيّين الذين اضطرّوا إلى ترك أرضهم، جرّاء الاحتلال الإسرائيليّ، ويتوزّعون على مختلف المناطق اللّبنانيّة، داخل المخيّمات وخارجها. بعضهم استطاع التّأقلم، رغم الصّعاب والعراقيل، وبطبيعة الحال، تمكّن من الانخراط في المجتمع اللبنانيّ. فكيف ينظر هؤلاء إلى القضيّة الفلسطينيّة وإلى الحرب في غزّة؟ وما هي الصّعاب التي يواجهونها؟
تؤكّد صباح وتّار، وهي فلسطينيّة تعيش في لبنان، أنّ "ما نراه في فلسطين، وتحديداً في غزّة، غير إنسانيّ"، مضيفةً: "حماس مقاومة وإذا كانت المشكلة معها فلماذا يعلمون على إبادة المدنيين؟"، لافتةً إلى أنّ "تسويق صورة "حماس" على أنها "داعش" ثانية تشويه للمقاومة في العالم العربي فهي تدافع عن الأرض".
وتقول، في حديث لموقع mtv: "كلمة الحق هي فشّة الخلق"، وتتابع: "ما حصل في عوكر لا أقبل به شخصياً، فطريق تحرير فلسطين لا تمرّ في عوكر"، مشيرةً إلى أنّها تدعم "التظاهرات السلمية ونشر الحقيقة والحق"، مضيفةً: "لست مع الهجوم على اخوتنا في البلد نفسه".
وتُشدّد وتّار على أنّ "لبنان هو انتماء ووطن فهنا ترعرعنا"، مؤكّدةً "ألا ضياع في الهوية لأن انتمائي للبنان كوطن وانتمائي لفلسطين كوطن"، متمنّيةً العودة إلى فلسطين، يوماً ما، لافتةً إلى أنّ "للبنان فضلاً كبيراً عليّ والشعب اللبناني مقاوم ويتطابق مع الشعب الفلسطيني بالعزّة والكرامة والنخوة، لذا لا أشعر نفسي في أي بلد غريب".
وتكشف عن "هجرة كبيرة للفلسطينيين من لبنان"، مضيفةً: "رفضت الهجرة رغم أن عائلتي أقدمت على هذه الخطوة لأنني أحبّ لبنان ومجتمعه ومن الصعب أن أتأقلم في أي بلد آخر".
هل تواجهُ صعوبةُ في إيجاد فرص عمل؟ تقول وتّار: "هناك صعاب في هذا الإطار يعاني منها كل الشعب اللبناني، وأنا تعبت وتعلمت، لذا كفاءتي سمحت لي الدخول في سوق العمل، وغير صحيح ما يُقال عن انّ لبنان بلد طائفي وعنصريّ".
أمّا آلاء سعد، وهي أيضاً فلسطينيّة تعيش في لبنان، فتعتبر أنّ ما يحصل في غزّة مؤلم، وتضيف: "نحن في لبنان لا يمكننا أن نساعد أهالينا في أي شيء، حتى، لم يصل صوتنا كما يجب من خلال تظاهراتنا، كما أنّ مواقع التواصل الاجتماعي تحذف بعض المنشورات عن فلسطين".
وتتابع، في حديث لموقع mtv: "نحاول أن نوصل صوتنا من خلال التظاهرات السلمية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي لأن فلسطين قضية عالميّة".
وتقول سعد: "هويتي غير ضائعة فأنا فلسطينيّة وسأعود يوماً ما الى فلسطين ونحن متمسّكون بقضيّتنا".
ماذا عن العمل؟ تشير سعد إلى أنّها ولدت في لبنان وتعلمت هنا ولم تأخذ حقوقها الإنسانية، مضيفةً: "يرفضون توظيفي فور معرفتهم بأنني فلسطينيّة"، مشيرةً إلى أنّ "كثيراً من الفلسطينيين هاجروا من لبنان ويساهمون في دعم اقتصاده من خلال تحويلات الأموال والسياحة"، وتختم: "نريد أن نعمل هنا لأنّ لبنان بلدنا الثاني".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك