كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
لا يزال حزب الله يعتمد سياسة الغموض، في الـ"نصفِ حربٍ" التي يخوضها جنوبا ضد العدو الاسرائيلي، والتي تنعكس بطبيعة الحال على حليفته "حركة امل".
وتشير المعطيات في هذا الشأن الى إن "الحركة" تبدي ارتياحاً لاداء الحزب، وتوفر له الغطاء السياسي لما يقوم به دون تجاوز قواعد الاشتباك، الامر الذي يرتد ايجاباً على الساحة الجنوبية.
في هذا الوقت يستغرب مقربون من الحركة، هذا الكمّ من الاتصالات الدبلوماسية والزيارات الكثيرة والمفاجئة من قادة دول غربية التي يتلقاها لبنان، لا سيما لجهة استخدام لغة "وقحة" لردع الحزب، وانتزاع تطمينات من لبنان لعدم فتح اكثر من جبهة، و"تسخين" حرب الطوفان اكثر، وبالتالي ابقاء المناوشات محدودة بين الحزب واسرائيل، علما ان تلك الجهات الدولية ايّاها، لا تحرك ساكناً، امام المجازر الاسرائيلية والعدوان الهمجي واستمرار الحرب المستعرة في غزة. في المقابل، ثمة رأي آخر يقول انّ الحركة تشارك صمتها مع صمت الحزب، وتتمترس معهُ في نفس الخندق.
غير انّ مسار الامور والوقائع يُشير الى انّ رئيس "امل" ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي لا ينفك في تحريك مروحة اتصالاته في كل الاتجاهات، المحلية والدولية، بحيث يدرج على رأس أولوياته حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب، واعادة الهدوء الى خط التوتر والالتزام بتطبيق القرار 1701، كما يحرص برّي الا تؤدي الافعال الاسرائيلية في الشمال، في امعانها قصف المناطق السكنية في جنوب لبنان، مما قد يدفع الحزب الى ردّ الصاع صاعين، وبالتالي تكون ذريعة سهلة لِتطور الأحداث ميدانياً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك