كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
تتفاقم أزمة النّزوح السّوريّ في لبنان، فمع ارتفاع عدد النّازحين بشكل هستيريّ، وُضِعت البلديّات تحت الأمر الواقع ما اضطرّها إلى تنظيم وجودهم في المناطق، في ظلّ عجز عودتهم الى بلادهم، وغياب دور الدّولة. وفي هذا الإطار، كانت بلديّة الدّكوانة الأولى التي اتّخذت تدابير خاصّة بالنّازحين السّوريّين.
"نريد تطبيق قانون العمل"، هذا ما يؤكّده رئيس بلديّة الدكوانة أنطوان شختورة، الذي يشير إلى "عمليات تفتيش للشّقق والمنازل في المنطقة، بناءً على شكاوى وتحرّيات تقوم بها البلديّة، لتفادي السّرقات ومنع الإخلال بالآداب العامة، إن كان من قبل اللّبنانيّين أو السّوريين".
ويقول، في حديث لموقع mtv:" بدأت حملتنا عام 2013 وكان عدد السّوريين في المنطقة آنذاك 11 ألفاً، ووصل عددهم قبيل 17 تشرين الأوّل 2019 إلى زهاء 560 شخصاً"، مضيفاً: "بناءً على طلب المدير العام للأمن العام السابق اللواء عباس ابراهيم، سلّمنا كلّ من دخل خلسة أو أوراقه غير قانونيّة إلى الأمن العام".
ويتابع: "بعد 17 تشرين و"كورونا"، ارتفع عدد السّوريين في المنطقة مجدّداً، لكنّنا استكملنا تنفيذ الإجراءات والتّدابير القانونيّة".
ويكشف شختورة عن "تكليف 30 عنصراً من شرطة البلديّة، من ذوي الخبرة، للعمل على الحفاظ على الأمن والممتلكات، وهم يعرفون كيفية "تهريب" السّارق".
ويُشدّد على أنّ "بلديّة الدكوانة كانت الأولى التي قامت بالاجراءات اللازمة لتنظيم الوجود السّوري في المنطقة"، مضيفاً: "تعرّضنا لـ22 شكوى أمام النّيابة العامّة التمييزيّة في موضوع حقوق الإنسان، لكن يهمّني القول إنّنا لا نتعرّض لحقوق الإنسان لكن الأولويّة للمواطن اللبناني في العمل وتأمين القوت، ونحن نطبّق القانون"، متابعاً: "نُهدّد بالقانون لا بالسّلاح ولا نسمح لأحد بتهديد بلدنا، وعلى البلديّات اتّخاذ قرارات تكون قادرة على تنفيذها".
هل سُلِّحت شرطة البلديّة في الدّكوانة؟ يجيب شختورة: "هي مُسلّحة أصلاً، وكلّ من يملك رخصة يحقّ له حمل السّلاح، إضافةً إلى أنّ العناصر مجهّزون بالعصي والصّفارات"، مؤكداً أنّ "كلّ الإجراءات تجري بالتّنسيق مع الأجهزة الأمنيّة، لا سيّما قيادة الجيش، وبشكل خاصّ مع قائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي والمدير الإقليمي لجبل لبنان العقيد طوني معوض، بالإضافة إلى أمن الدولة وسواها".
ويتوجّه شختورة إلى "كلّ من لا يملك أوراقاً قانونيّة"، بالقول: "يجب أن تغادروا المنطقة أو فلتعالجوا وضعكم القانونيّ".
ويُحذّر شختورة من أنّ "النزوح السوري أصبح قنبلة موقوتة والمطلوب من الأمم المتحدة والدّول الغربيّة العمل على إعادة النّازحين الى بلدهم طوعاً لأنّ لبنان لم يعد يحتمل"، ويختم، قائلاً: "نحن إنسانيّون لكن ليس على حساب مصلحتنا ومصلحة أولادنا".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك