عقد في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بدعوة من رئيسه شارل عربيد، لقاء حواري مع وزير الاعلام زياد المكاري حول "دور الاعلام في التعافي الإقتصادي".
حضر اللقاء الى الوزير المكاري وعربيد: رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر ونائبه سعد الدين حميدي صقر وأعضاء المجلس الاقتصادي ونقيب المحررين جوزيف القصيفي ممثلاً بعضو مجلس النقابة يمنى شكر غريب.
اثر اللقاء تحدّث عربيد عن أهمية الاعلام والدور الذي يلعبه في المجالات كافة، سيما في استعادة التعافي الاقتصادي والاجتماعي، وقال: "لا وجود للبنان اذا لم يكن هناك اعلام وحريات ومساحة للتعبير عن المواقف والافكار والمقاربة حول لبنان المستقبل".
واذ أكد عربيد، "أن تقويض الحريات في لبنان غير وارد كليا"، شدّد على "أن المطلوب، أن يكون هناك مسؤولية لدى وسائل الاعلام، لأن في امكانهم أن يكون لهم مساهمة في الحل للمعضلة التي نعيشها"، وقال: "المطلوب أيضاً، أن يكون الاعلام مساحة تشاركية للجميع من أجل الاستفادة من الافكار الجيدة والاعتدال وكل ما يمثل المجتمع اللبناني".
ولفت الى "أن الاعلام هو فن وذوق وليس اشتباكا دائما"، متمنياً "أن يكون للاعلام دور في التهدئة عبر نقل الواقع". وأضاف: "تطرقنا مع الوزير المكاري الى مواضيع لها علاقة بتسويق لبنان وطبيعة الصورة التي نريد اظهارها عن البلد. لدينا مشروع يسمى (براند ليبانون)، وهو سياسة وطنية استراتيجية يجب أن نضعها من أجل إظهار القيمة المضافة في بلدنا. وهذا المشروع في حاجة الى تمويل وأفكار وجهد وهو سيتم بالشراكة مع وزارة الاعلام التي يمكنها أن تقدم الكثير".
كما تحدّث عن المؤسسات التابعة لوزارة الاعلام وعلى رأسها تلفزيون لبنان واذاعة لبنان، وهما "في حاجة الى الدعم والمساعدة"، كاشفاً عن فكرة تم اطلاقها خلال اللقاء تقضي بإنشاء "مجلس أمناء لمساعدة تلفزيون لبنان"، مبدياً استعداد المجلس العمل الى جانب وزارة الاعلام "من أجل تأمين ليس فقط الاستمرارية، بل لأنه يمثل كل ما له علاقة بالزمن الجميل".
وذكر بمسلسلات تلفزيون لبنان "ابو ملحم" و"ابو سليم" و"المعلمة والاستاذ" و"شوشو" و"ألو حياتي" و"أربع مجانين وبس" و"المشوار الطويل" و"استديو الفن" وغيرها"، مؤكداً ضرورة "أن يبقى هذا الزمن في أذهاننا وأن ننقله الى أبنائنا والجيل الجديد".
بدوره، قال المكاري: "الإعلام صناعة، والاقتصاد في جزء منه من صنع الإعلام، لذا فالإعلام والاقتصاد أشبه بمستثمرين تجمعهما شراكة بناءة ودائمة، يحركان من خلالها عجلة الإنتاج ويزيدان فرص الاستثمار، ويعملان معاً على تصحيح المسارات المالية الخاطئة".
وأضاف: "الإعلام والاقتصاد يتكاملان. كلاهما ناقص من دون الآخر، وتلازمهما ضرورة. الإعلام يستمد قوة من الاقتصاد، والاقتصاد يستمد قوة من الإعلام".
وتابع: "في ضوء هذه الثنائية التي لا بد منها، دول كثيرة عربية وغربية أنشأت قنوات تلفزيونية اقتصادية بهدف تحفيز عجلة الاقتصاد وتحريك الأسواق واستقطاب الفرص الاستثمارية، الأمر الذي يؤكد أن الإعلام مظلة الاقتصاد. من هنا حري بإعلامنا العام والخاص أن يستثمر أولا في بث الطاقة الإيجابية وطرد الطاقة السلبية. فالإيجابية أساسات وأعمدة تبنى عليها الأمم، وبها تتقدم. وبما أني على رأس وزارة وصية على مؤسسات الإعلام العام، أرى أنه لما كان هناك حاجة للاعلام العام في ظل نجاحات مؤسسات الإعلام الخاص وتعددها، لولا أدواره في تسليط الضوء على القطاعات المنتجة. فوظيفة هذا الإعلام العام العابر للطوائف والمذاهب والمناطق والأحزاب، هي أن يكون مرآة القطاعات المنتجة على مساحة الجمهورية اللبنانية ومظلتها. وهذا الدور هو ميزته التفاضلية، ولكن إعلامنا الرسمي لا يستطيع أن يضطلع بهذا الدور على النحو المطلوب منه، بسبب الآثار السلبية التي تركتها الأزمة المالية، لذا أحاول البحث عن مداخيل إضافية من خارج ميزانية الدولة، من خلال الاستثمار في الأرشيف، وفي الأصول العقارية العائدة الى الوزارة والإذاعة والتلفزيون، كما أحاول الاستثمار في شراكات عربية وغربية، كالتوأمة مع محطات تلفزيونية رائدة، إضافة إلى شراكات مع كليات الإعلام في لبنان لإدخال دم جديد إلى تلفزيون لبنان".
وأضاف: "انطلاقاً مما تقدم أقول: إن تلفزيون لبنان وسائر مؤسسات الإعلام العام، منصة إعلامية وطنية كانت وستبقى في خدمة اللبنانيين واقتصادهم وتنميتهم. الإعلام صوت العقل لا صوت الفتن، ولذلك أتمنى على جميع مؤسسات الإعلام التي نعتز بمهنيتها ونفتخر بمستواها أن تؤدي دور الموحد لا المقسم، من خلال بقائها خارج الاصطفافات السياسية".
وختم المكاري: "فليأخذ الاقتصاد من الإعلام بريقه وألقه، وليستمد الإعلام من الاقتصاد تنظيمه وتدبيره ونمطه العلمي والمنطقي، لعل الاثنين معا ينجحان في بناء مجتمع يليق بوطن، ووطن يليق بمواطنيه".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك