زار وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، مقر الوحدة الايرلندية في بلدة الطيري - قضاء بنت جبيل، لتقديم واجب العزاء الى قيادة "اليونيفيل" والوحدة الإيرلندية، بالجندي شون رووني، متمنياً الشفاء العاجل للجنود الثلاثة الذين أصيبوا أيضًا في حادثة العاقبية.
عند الوصول، كان في استقباله والوفد المرافق القائد العام لليونيفيل الجنرال أرولدو لازارو وقائد وضباط الكتيبة الإيرلندية، في حضور سفيرة ايرلندا في لبنان لونا اوبراين.
وقام سليم بوضع اكليل من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الكتيبة الإيرلندية. ثم دون كلمة في سجل التعازي.
بعدها، عقد اجتماع تناول حادثة العاقبية وملابساتها. وكان تأكيد على أهمية أن يتوصّل التحقيق الى تحديد الجناة لينالوا العقاب الذي يستحقونه.
وشدّد لازارو على "أن لا علاقة عداء بين السكان المحليين وعناصر اليونيفيل، وبالتالي ليس هناك ما يمكن أن يتسبب بإعتراض السكان لآليات اليونيفيل والإعتداء عليها".
وأكد "وجوب انتظار نتيجة التحقيقات قبل الخروج بأي استنتاجات".
وبعد الإجتماع قال سليم: "أتينا لنعبّر عن حزننا العميق وأسفنا للحادثة الأليمة التي حصلت مع عناصر الوحدة الإيرلندية ولنحيي التضحيات التي قدمتها ولا تزال اليونيفيل عموما والوحدة الايرلندية خصوصا، والتي سقط لها من الضباط والجنود 48 شهيدا منذ مشاركتها في القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" العام 1978 حين شاركت أول كتيبة ضمن قوات الطوارئ الدولية لحفظ السلام في الجنوب".
وأضاف: "نثني مجددا على ما تقوم به القوة الدولية منذ انتدابها لمهمة حفظ السلام بالتنسيق مع الجيش، ونؤكد أهمية استمرار هذا التنسيق للمحافظة على الهدوء والاستقرار في المنطقة.
لبنان كان ولا يزال في موقع الدفاع عن حقوقه وسيادته ملتزما تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته".
وختم: "رسالتنا اليوم ومن هنا: من غير المسموح أن تعكر هذه الحادثة صفو العلاقة التاريخية بين جنود اليونيفيل واهالي القرى والبلدات الجنوبية، هي علاقة قائمة على الصداقة والإحترام المتبادل منذ عقود".
وقال: "ان التحقيقات متواصلة، لمعرفة الجناة حتى ينالوا العقاب الذي يستحقونه".
ومن الطيري، توجّه وزير الدفاع والسفيرة الايرلندية الى مستشفى حمود في صيدا، لعيادة الجندي المصاب، واستمع سليم من المسؤولين في المستشفى الى وضع الجندي الذي لا يزال في العناية.
وتحدّث سليم الى الإعلاميين، لافتاً الى أن "الزيارة الى المستشفى هي لتفقد الجندي الايرلندي. وقد اطمأنينا من الجسم الطبي وادارة المستشفى عليه، وهو يعاني من اصابة دقيقة جدا ولكنه يتعافى ووضعه اليوم أفضل".
وقال: "كما اطمأنينا اثناء زيارتنا الى مقر الكتيبة الإيرلندية على الجريحين الآخرين اللذين خرجا من المستشفى وتعافيا نسبيا، ولكن لا يزالان بحاجة لمتابعة طبية".
وأضاف: "العلاقة القائمة بين "اليونيفيل" و"الجيش" هي علاقة تعاون. وقوة "اليونيفيل" تقوم بدور مهم جدا لحفظ الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان".
وأكد "أن العلاقة بين "اليونيفيل" والمواطنين من أهالي البلدات والقرى هي علاقة تمتد لعقود وتتسم بالثقة والصداقة والمحبة والتعاون، وليس هناك اي مشاعر سلبية بين المواطنين وقوة "اليونيفيل". وسيستمر وسيكون اقوى، لأن المواطن يعرف ان وجود هذه القوة الدولية في جنوب لبنان هو للخير ويصب في مصلحة الجنوب والبلد".
وشدّد على أن "الاستقرار في الجنوب ينعكس دون شك على الاستقرار في كل لبنان. وبالنسبة للحادثة فان التحقيقات متواصلة والأجهزة المعنية تقوم بدورها، وان شاء الله في نهاية التحقيقات يتم التوصل الى تحديد المسؤوليات التي على ضوئها ينال الجناة حسابهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك