ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، اعتبر فيها أن "البلد مضطرب بشدة، وأن الصراع السياسي أصبح محموماً للغاية، وأن الكارثة المعيشية وصلت إلى ذروتها، فيما الناس تعاني الموت بسبب الاحتكار المجنون لوكلاء الأدوية، سيما مرضى السرطان والكلى، وسط طاحونة مالية نقدية تعمل للإطباق على البلد، فوضع البلد مقلق جدا، خصوصاً أن البعض للأسف يريد لبنان على قياسه، مع أنهم يرون بأعينهم أن البلد يسقط ومهدد بشدة، والكوارث متتالية، ويدركون أن المجلس النيابي ومجلس الوزراء ضرورتان تشريعية وتنفيذية، بل مصلحة عليا للبنان، والميثاقية لا تعني نحر البلد، والسياسة ليست ارتزاقا، فتكرار الكوارث غير مقبول".
ورأى قبلان أن "انتشال رئاسة الجمهورية من الفراغ مصلحة لبنانية عليا، لكنها لا تبرر إلغاء باقي المؤسسات الدستورية، والمجلس النيابي اليوم ضرورة دستورية ووطنية وإنقاذية، ولا أحد أكبر من لبنان كما يتغنى الجميع. فحذارِ من هدم الجسور الوطنية، والدلع السياسي مخجل ومعيب، فالوقت وقت إنقاذ، وليس وقتا للغنج، والحل، وخصوصاً في لبنان - لا يكون إلا بتسوية وطنية، ولا نريد نابليون لبناني، والمطلوب ليس أي رئيس جمهورية، بل رئيس ضامن للتعايش الإسلامي المسيحي، رئيس شريك بالإنقاذ الاستراتيجي للبلد".
وأضاف: "أما استعراض العضلات والبلد في طور السقوط، فهذا يعتبر عدم مسؤولية إن لم نقل خيانة للبلد".
وأكد أنه "لا يمكن للبلد أن ينتعش من دون الودائع المصرفية، وأي خطأ بتحميل المسؤولية يعني تطيير لبنان. والمصارف شريعة غاب"، داعياً "الساسة" الى الالتفات "أن مأساة البلد "الكبيرة" تلوح بالأفق"، متوجهاً اليهم: انقذوا بلدكم، وانقذوا اليد اللبنانية العاملة قبل فوات الأوان، لأننا بتنا في زمن يحتاج فيه اللبناني إلى ضمانة للعمل ولقمة العيش، خصوصاً في ظل ترسانة جمعيات ملونة تعمل بسواتر مختلفة أممية وأميركية وغيرها، لسحق القوى اللبنانية العاملة، فضلاً عن تدمير البنية السكانية للبنان".
ووجّه المفتي قبلان خطابه "للبعض" بالقول: "القطيعة السياسية تستنزف اقتصاد البلد، وتقضي على ما تبقى من وجود الدولة، ويمكن القول أن رأس البلد بيد البعض الذي يريد لبنان تنفيعة سياسية أو ليندثر... ولمن يهمه الأمر خصوصاً، إن ما عجز عنه الحصار لن تأخذه بالسياسة، ومشروع نحن "نحدد من يأكل ويشرب"، مشروع فشل، ولبنان البضاعة المعروضة للبيع انتهى، لبنان اليوم يمثل ضلعا من أضلاع ميزان المنطقة، ورغم أن لبنان ليس مركز الكون، إلا أنه مركز مقاومة وطنية، استعادت لبنان وحولته مركز ثقل السياسات السيادية في المنطقة، والسيادة الوطنية تعني لبنان أولا، بعيدا عن صفقات الأمم وسكاكينهم"..
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك