عقد مؤتمر صحافي في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، في مناسبة اليوبيل الذهبي لجمعية كشافة الإستقلال 1971-2021، الذي يفتتحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بقداس الأحد 28 الحالي.
وشارك في المؤتمر مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، أمين الإعلام في الجمعية الكشفية الأب بطرس عازار الأنطوني، أمين سر الجمعية الكشفية ونائب الامين العام للاتحاد الكشفي للشرق العربي جورج نيسي، والمفوضة العامة ومستشارة المنظمة الكشفية العالمية للنمو رافانيا الدكاش، في حضور نائب رئيس الجمعية الكشفية ايلي طيار وإعلاميين ومهتمين.
ورحب الخوري أبو كسم بالحضور، وقال: "يسرنا اليوم أن نستقبلكم في المركز الكاثوليكي للإعلام ونرحب بكم باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران انطوان نبيل العنداري وباسمي الشخصي، لتلقوا نظرة على جمعية كشافة الاستقلال التي تنظمون لها هذه السنة يوبيلها الخمسين، هذه الجمعية الكشفية التي انبثقت وتفرعت على كعب الرهبانية الأنطونية المارونية، بالإضافة إلى رسالتها الكشفية لها رسالة إنسانية وروحية، لأنها تحت عناية ورعاية الرهبانية الأنطونية، وهي تهتم بالإنسان. ونحن نعلم أن الكشافة يتربون على تنمية القيم الإنسانية والإحتماعية والثقافية والوطنية وفي هذه الجمعية بالذات القيم الدينية".
وأضاف: "50 عاما من العطاء، من الفرح، من التنشئة والنشاطات في لبنان وفي الخارج، كلها شكلت نقطة تأمل في هذا اليوبيل الخمسيني".
وتابع: "في سنة اليوبيل الإنسان الذي يحتفل بيوبيل معين يعود بالذاكرة ليفكر ويتأمل بما أثمرث يداه، أين نجح أين انكفأ أين فرح وأين يئس؟ كل هذه السنوات تحضر في حسابات اليوبيل. اليوم جمعية كشافة الإستقلال في قراءة ذاتية في هذه السنة سنة اليوبيل، ستعرض علينا من تاريخها وأفكارها ومخطاطها وبرنامجها اليوبيلي الذي سيتكلمون عنه. هنيئا لكم اليوبيل، شكرا للرهبانية الأنطونية المارونية، شكرا لكل أبناء جمعية كشافة الاستقلال على نشاطهم وعلى عطاءاتهم".
وقال: "في كلمة مقتضبة في عيد الاستقلال، نحن غداة عيد الاستقلال، بالأمس كان هناك احتفالات رمزية، لكن كان، في المقابل، هناك صمت لمعظم اللبنانيين، صمت ممزوج بالحزن على الحال التي نحن فيه، لم نشعر بفرحة الإستقلال، لأن استقلالنا في هذ الأيام منقوص، فعندما السيادة تمس، والهيبة تمس والقرار المستقل يمس، يمس الإستقلال، هذا ما شعرنا به بالأمس. نحن نعيش أزمات كبرى، لكن في الوقت عينه، نعيش في فرح الرجاء الدائم، عل طائر الفينيق ينبغث مجددا وعلنا نعوض هجرة شبابنا إلى الخارج، شبابنا هم مستقبل هذا الوطن، هم بناة الاستقلال الجديد، فلنعمل سوية على كل الأصعدة بأن نعيد إلى لبنان استقلاله الحقيقي، وأن يعود هذا الوطن بلد الإزدهار والحرية والسيادة والإستقلال".
ثم كانت مداخلة الأب عازار عن الجمعية والرسالة الكشفية، فقال: "يسعدني باسم جمعية كشافة الاستقلال التي ترعاها الرهبانية الأنطونية أن اشكر رئيس اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام سيادة المطران انطوان نبيل عنداري على الدعوة الى هذا المؤتمر. وينسحب الشكر ايضا الى حضرة مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الفاضل الخوري عبدو ابو كسم وأسرة المركز، على تنظيم هذا المؤتمر، والى جميع الاعلاميين والاعلاميات الكرام على تعميم وقائعه على جميع وسائل الاعلام".
وأضاف: "منذ 50 عاما انطلقت جمعية كشافة الاستقلال، بتشجيع من مرجعيات روحية ووطنية، وبرعاية من الرهبانية الأنطونية، من أجل خدمة الشباب وتنشئتهم على حب الوطن والطبيعة، ودائما باستلهام الروحانية المسيحية والقيم الوطنية والانسانية، والمبادئ التي وضع أسسها اللورد بادن باول عام 1907".
وتابع: "منذ 50 عاما وجمعية كشافة الاستقلال تسير على خطى الذين واللواتي آمنوا بأن "الله خلق كل شيء حسنا" وبأن دورهم في هذه الحياة ان يحافظوا على هذا الحسن بالتربية المبدعة والسلوك السليم وخدمة المجتمع والانسان والحفاظ على القوانين العادلة واحترام الوعد الحر والتطلع دوما الى من هو الجمال المطلق لتدوم الحياة طيبة وخلاقة".
منذ 50 عاما وجمعية كشافة الاستقلال تؤسس الأفواج، فتنجح المسيرة هنا وتتعثر هناك، ولكنها تدوم متواصلة لأن المهم هو بناء الانسان وتنمية قدراته بروح المسؤولية والصداقة والتعاون والتضحية من أجل أن ينعم العالم بروح الأخوة التي تجسد الكشفية الكثير من معانيها".
وقال: "منذ 50 عاما وجمعية كشافة الاستقلال تطلق المبادرات، الواحدة تلو الأخرى، لتدريب الاطفال والشبيبة ليكونوا مثالا للانسان الساعي الى الحرية المسؤولة، وللمواطن القائد المنفتح على الآخر والمتفاعل معه، بروح التواضع والخدمة والوداعة، لبناء حضارة المحبة وثقافة الحياة والسلام".
وأضاف: "بعد 50 عاما نحن في يوبيل، يوبيل فرح وفحص ضمير واستعداد بنعمة الله للاستمرار ولتجديد الوفاء لجميع الذين واللواتي أحببناهم وأحبونا، خدمناهم ودعموا رسالتنا، أتعبناهم وأتعبونا، لجميع الذين واللواتي مشوا معنا كل الطريق او بعضه، ثبتوا معنا او تراجعوا، عادوا الى بيت الاب أو لا يزالون في صفوفنا يناضلون ويقاومون من أجل "عالم أفضل عبر الكشفية"، كما قال بادن باول، ومن أجل "تربية شاملة للانسان" كما قال البابا بنيديكتوس السادس عشر، ومن أجل " بناء الجسور في مجتمع اعتاد على انشاء الحواجز"، كما قال البابا فرنسيس".
وختم: "هذه بعض ما سعينا خلال 50 عاما الى تحقيقه، وهذه بعض من مسيرة نرجو ان نتابعها. فعلى اهتمامكم بيوبيلنا وبتغطية وقائع هذا المؤتمر وسائر النشاطات نشكركم ونشكر المركز الكاثوليكي للاعلام على الاستضافة، ونشكركم على مساعدتنا اعلاميا لتكون الخمسون الآتية حافلة بالعطاءات لخدمة الكنيسة والوطن والانسان المواطن، وشكرا لاصغائكم".
ثم تحدث نيسي عن الجمعية ودورها الوطني والعربي والدولي، فقال: "أشير إلى موضوع أساسي في مسيرة كشافة الاستقلال ومسيرة أي جمعية كشفية صديقة وهو مرور إلزامي باتحاد كشاف لبنان، وبالتنسيق دوما مع وزارة الشباب والرياضة، المشكورين على تعاونهما. وجمعيتنا من أوائل الجمعيات التي التحقت بعائلة الإتحاد بعد انتهاء الحرب الأهلية. فاتحاد كشاف لبنان هو راعي الكشفية اللبنانية وممثلها الوحيد في المنظمتين الكشفيتين العربية والعالمية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تطور أي جمعية كشفية على المستويات الثلاثة: المحلي والعربي والعالمي، يكون عبر اتحاد كشاف لبنان، لذلك ومنذ انتساب جمعية كشافة الإستقلال الى اتحاد كشاف لبنان، كانت مشاركتها فاعلة، وكانت ناشطة على المستويات الثلاثة:
- محليا، شاركت جمعيتنا في كل أنشطة الإتحاد التدريبية وبرامجه المتنوعة، واستضافت في مراكزها العديد من أنشطته وبرامجه، وشاركت في هيئاته ولجانه، وتسلمت مرتين موقع المفوض العام للإتحاد، أي قيادة الجهاز التربوي التنفيذي في الإتحاد، وشاركت نخبة من قادته في المفوضيات العامة على مر السنين، وحاليا يشغل أحد قادتها موقع مساعد المفوض العام. إلى ذلك، انتخب ممثل لجمعيتنا ولمرتين في عضوية الهيئة الادارية للاتحاد. هذا على صعيد التعاون والتنسيق مع الإتحاد، أما على الصعيد الخاص بجمعيتنا فقد قمنا بنشاطات كشفية متعددة، وطنية ومناطقية وروحية ورياضية، وكان حضورنا، والحمدلله، مميزا وجامعا لسائر الجمعيات الكشفية وحريصا على الإلتزام بالمبادئ الكشفية والواجبات التي تفرضها الظروف".
تكفي الإشارة الى ما قامت به جمعيتنا للتخفيف من الإنعكاسات السلبية لجريمة العصر: إنفجار مرفأ بيروت، على الصعيد المادي والمعنوي والنفسي والإنساني. كذلك وبسبب جائحة كورونا، ومن أجل حسن التواصل الآمن أطلقت جمعيتنا منصتها الإلكترونية الخاصة تحت اسم "we emeet"، ونظمت مبادرة تدريبية للقادة من لبنان والعالم ولمدة أسبوع، بالإضافة إلى البرامج الأسبوعية والمسابقات التي نظمت عن بعد.
- عربيا، ساهم الكثير من قادة الجمعية في حمل راية لبنان واتحاد كشاف لبنان في العديد من المراكز والأنشطة الكشفية العربية وعلى سبيل المثال المخيم الكشفي العربي الذي عقد في لبنان، والذي ترأست فيه جمعيتنا مجموعة من المجموعات الأربعة المشاركة في المخيم، وكذلك في اللجان الكشفية العربية الفرعية، وفي المؤتمرات الكشفية العربية التي تستضيفها الجمعيات العربية مرة كل 3 سنوات، كذلك فازت الجمعية بموقع نائب الأمين العام للاتحاد الكشفي للمشرق العربي، والذي يضم 8 دول وجمعيات عربية، بالإضافة إلى استقبال الوفود العربية والمسؤولين الكشفيين العرب في مركزنا، والمشاركة في كل النشاطات في الدول العربية.
- أما على الصعيد العالمي، فقد كانت الجمعية سباقة في مشاركاتها العالمية في المخيم الكشفي العالمي في هولندا، وفي جعبة الجمعية أكثر من 30 مشاركة عالمية، حتى في الظروف القاسية والعصيبة التي مر بها لبنان ومرت بها جمعيتنا من مخيمات وبرامج وأنشطة عالمية وكان آخرها المؤتمر الكشفي العالمي الذي عقد افتراضيا بسبب جائحة كورونا، وكذلك يشغل أحد قادتها موقع مستشار المنظمة الكشفية العالمية للنمو".
وذكر بأن "الأصل هو الأساس أي انتشار الجمعية في مراكز ومدارس الرهبانية الأنطونية المارونية، رهبانا وراهبات".
وختم: "نحن هنا لنؤكد لمن أسس أن الله قد بارك غرسهم الصالح وقد من علينا بنعمه فكان ما سردناه من وزنات تضاعفت برعاية هذه الرهبانية، وبفضل إيمان أبناء الجمعية وبناتها، وهمتهم ونشاطاتهم المتنوعة. وأملنا أن نعزز مسيرتنا في الخمسين سنة المقبلة، وإسمحوا لي أن أذكر بشعارنا: "الكشاف دوما مستعد".
ثم كانت مداخلة للدكاش عن برنامج اليوبيل والنشاطات المقررة للاحتفال بالسنة اليوبيلية، فقالت: "يحتفل بالقداس الأفتتاحي الذي كنا ولا زلنا ننظمه في زمن عيد الاستقلال، صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبي الأحد 28 تشرين الثاني، في حضور قادة رسميين وكشفيين وروحيين وتربويين. وكم نحن شاكرون لغبطته هذه المبادرة المصحوبة ببركته وتوجيهاته. وفي هذا القداس، سنطلق شعار اليوبيل والسنة الكشفية.
ويتزامن هذا المؤتمر مع ذكرى ميلاد مؤسس الحركة الكشفية بادن باول في شباط 2022 للتعريف بالرسالة الكشفية والمنظمات الدولية والاقليمية والمحلية، تاركين للأفواج تنظيم حلقات حوارية للتعريف بالمبادئ الكشفية ورسالة جمعية كشافة الاستقلال، وبخاصة لسعيها الدائم لتحقيق رسالتها في بناء عالم أفضل وانسان يحترم الأخوة الانسانية والطبيعة وحماية بيتنا المشترك".
وأضافت: "نظرا الى تغييب الأبوين ألبير شرفان وسليمان أبو خليل في تشرين الأول عام 1990، والسكوت عن مصيرهما حتى تاريخه، تسعى الجمعية الى الطلب من بلديتي بعبدا والحدث الموافقة على تسمية شارعين يحملان اسم كل واحد منهما، تكريما وتخليدا لذكراهما وتقديرا لما قاما به، أكان على صعيد المرشدية العامة أم مع مرشدية الأفواج".
ولفتت الى ان "مفوضيات المناطق تنظم باشراف المفوضية العامة "رالي paper" للأفواج الكشفية كل في منطقته، على ان تكون مواضيع الرالي وأسئلته وبرامجه موحدة للجميع وهادفة للمزيد من التثقيف الكشفي والعمل المشترك واحترام خصوصية كل فوج وكل منطقة.
وستنظم نشاطات خاصة في الأفواج الكشفية هدفها تحقيق أهداف التنمية المستدامة كلها أو بعض منها، في سبيل تعزيز مساعدة المناطق التي تحتضن هذه الأفواج على مواكبة الحركة الكشفية ومساعي المؤسسات الدولية لنشر أهداف هذه التنمية وتطبيقها".
وتابعت: "تهتم جمعيتنا بالثقافة والفنون، ولذلك ستنظم مباريات في الشعر، والرسم، والموسيقى، وفي تعريف التراث اللبناني وعادات المناطق وتقاليدها.
والى جانب هذه النشاطات المركزية، تواكب المفوضية العامة سنة اليوبيل بنشاطاتها التقليدية من مخيمات تدريب ولقاءات للقادة وإعداد برامج الأيام الوطنية للفروع الكشفية والنشاطات الاجتماعية، بالاضافة الى استحداث نشاطات بالتعاون مع وزارات الثقافة والزراعة، والبيئة والشباب من أجل التعريف بتاريخ لبنان وحماية طبيعته وآثاره وتراثه".
وقالت: "لأن انطلاقة جمعيتنا كانت في دير مار أنطونيوس المعهد الأنطوني، الحدث - بعبدا، سننظم مسيرة الى هذا الصرح العريق كعودة الى الجذور لننطلق من جديد الى مبادرات جديدة والى الوفاء لقادة خدموا الجمعية وأظهروا رسالتها وثابروا على تطورها وعملوا على استمرار شهادتها لكي تتحصن الأفواج الجديدة بهذا الوفاء وتتعرف أكثر الى تاريخ الجمعية ومسيرتها في زمن الخير وفي زمن الصعوبات، لأن الكشفية "صوت رجاء حيث لا رجاء".
وختمت: "لإنجاح هذه النشاطات وغيرها، ستشكل لجان خاصة بكل نشاط لأننا نعمل فريقا واحدا مستنيرين بروحانية الرهبانية الأنطونية، رهبانا وراهبات، وبالتزامنا الوطني والكشفي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك