جاء في "المركزية":
بعد أحد عشر يوما، يحتفل لبنان بذكرى استقلاله الثامنة والسبعين بعد غياب عامين فرضته جائحة كورونا، والتطورات السياسية الدراماتيكية حاجبة كل المظاهر الاحتفالية. الرؤساء وكبار المسؤولين في الدولة سيحيون المناسبة في شكل مختصر وعلى نطاق ضيق في باحة وزارة الدفاع، حيث يقام عرض عسكري يحضره مبدئيا، وان لم يطرأ طارئ على قاعدة "يخلق الله ما لا تعلمون" باعتبار ان الازمات المستجدة تتولد في لبنان في شكل شبه يومي، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وزيرا الدفاع الوطني موريس سليم والداخلية بسام مولوي، قائد الجيش العماد جوزيف عون، قادة الأجهزة الأمنية وقائد القوات الدولية العاملة في الجنوب الجنرال ستيفانو دل كول، وكبار الضباط.
وفيما يتوقع ان يوجه رئيس الجمهورية كلمة الى اللبنانيين يتطرق فيها الى معاني الذكرى والوضع العام في البلاد، في ضوء التطورات الاخيرة والتعقيدات التي طرأت على مشهد العلاقات بين لبنان ودول الخليج، تطرح اوساط سياسية تساؤلات عما ستكون عليه صورة اللقاء الرئاسي الثلاثي بعد حرب السجالات بين بعبدا وعين التينة على خلفية ملف التحقيق في جريمة المرفأ واصرار الثنائي الشيعي على "قبع" المحقق العدلي القاضي طارق البيطار مقابل اصرار سائر القوى على بقائه وفي مقدمهم فريق رئيس الجمهورية الذي وصف ما يجري في الملف في بيانه الاسبوعي منذ يومين بالـ"جريمة الموصوفة"، في حين اعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الاشرفية اثر لقائه متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة تأييده بقاء البيطار، علما ان الرئيسين لا يخفيان انزعاجهما من تعليق وزراء "الثنائي" جلسات مجلس الوزراء حتى تحقيق مطلب "قبعه" ،وان بنسب متفاوتة. واذا التقى الرؤساء الثلاثة في اطار الضرورة والصورة للحفل الاستقلالي، فهل يلتقون بعده على المصلحة الوطنية ويكسرون جليد التوتر وسوء العلاقات والمصالح الفئوية لانقاذ لبنان من مصير اسود محتوم يدفعونه اليه يوميا بممارسات مؤذية ادت اخيرا الى قطع العلاقات مع دول الخليج الماضية في اجراءاتها تصاعديا من دون ان يبادر اي من هؤلاءاعلى خطوة واحدة تفرمل العقاب الذي يدفع ثمنه اللبنانيون وقد بلغ امس وقف الكويت منح التأشيرات على انواعها للرعايا اللبنانيين وتبدو السعودية سائرة على الخطى نفسها؟
وتقول الاوساط ان تمترس الرؤساء خلف مواقفهم ولا سيما الرئيس نبيه بري الواقع بين شاقوفي مصالحه الخليجية والوطنية وتعنت حزب الله ازاء عدم التراجع قيد انملة عن قرار منع استقالة الوزير جورج قرداحي لفتح باب الحل، من شأنه ان يمنع اي لقاء رئاسي جامع، الا انها تتحدث عن زيارة مهمة رافضة الافصاح عن وجهتها، سيقوم بها الرئيس بري في الايام المقبلة الى احد المقار،معطوفة على اجراء قضائي معين، من شأنهما ان يحدث جديدا على هذا الخط من دون استبعاد ان يفرجا عن جلسات مجلس الوزراء، وامكان التقاء الرؤساء في ذكرى الاستقلال.
واحتفال الرؤساء وكبار المسؤولين في الدولة من عليائهم وقصورهم بذكرى الاستقلال، لا يمنع على اللبنانيين الثائرين ضدهم احتفالهم على طريقتهم بلبنانهم الذي يتطلعون الى اعادته لسابق عهده سليما معافى متألقاً، على رغم كل ما اصابهم من نكبات منذ ثورتهم في 17 تشرين 2019 ، حيث تداعوا للاحتفال باستقلال لبنان الذي يحبون، تحت شعار " استقلال 2021 ، شعب، جيش وقضاء" من خلال عرض مدني يشارك فيه اكثر من 50 فوجا لاظهار قوة لبنان ودعم شعبه لجيشه وقضائه وذلك في الثانية والنصف من بعد ظهر الاثنين 22 الجاري في بولفار شارل حلو، وقد وُجهت الدعوة الى كل اللبنانيين للمشاركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك