جاء في "أخبار اليوم":
لم تتردّ العلاقة بين لبنان والسعوديّة بعد كلام وزير الإعلام جورج قرداحي. ساءت العلاقة قبل ذلك بكثير. ساءت حين ازدادت سيطرة حزب الله على الكثير من مفاصل السياسة اللبنانيّة. قبل خمس سنواتٍ من اليوم، حين أوصل الحزب مرشّحه الى رئاسة الجمهوريّة، ثمّ أمسك بغالبيّة القرارات السياسيّة للحكومات التي قيل في أكثر من واحدةٍ منها "حكومة حزب الله". وتعطيل الحكومة الحاليّة أصدق دليل.
الحملة اليوم لا تستهدف حزب الله، بل لبنان كلّه، مع استثناء مغتربيه في الخليج الذين كان إصرارٌ على عدم التعرّض لأيٍّ منهم. إلا أنّ مصادر متابعة لهذه القضيّة لا ترى في الموقف السعودي حملةً بل فرصةً، لا بل تصفها بـ "الفرصة الأخيرة".
وأشارت هذه المصادر الى أنّ رفض قسم من اللبنانيّين لسيطرة حزب الله يجب ألا يبقى كلاميّاً، بل أن يتّخذ طابعاً تصعيديّاً، وإلا فإنّ لبنان الرسمي كلّه يصبح شريكاً للحزب أو، في أحسن الأحوال، ساكتاً عنه.
ولفتت المصادر الى أنّ البداية ربما تكون بإعادة تجميع القوى المناهضة للحزب، أو عبر إحياء تجمّع 14 آذار من جديد، لإظهار صورة أنّ قسماً كبيراً من اللبنانيّين يتمثّلون بأحزابٍ وزعامات، وتنضمّ إليهم مجموعاتٍ تغييريّة ناشئة، هم في موقع المعارض لحزب الله، ويرفضون المشاركة في حكوماتٍ يتمثّل فيها، ويعارضون القرارات التي تخدمه.
وتحدّثت المصادر عمّا تسمّيه عصياناً مدنيّاً وسياسيّاً في وجه حزب الله، عبر مقاطعته تماماً، لا بهدف إلغاء وجوده، وهذا أمر يبدو مستحيلاً حاليّاً، بل بهدف تخلّيه عن مشاريعه الخارجيّة والتوسّعية.
وأضافت المصادر: ربما تكون المواجهة مع حزب الله طويلة ومكلفة، ولكن، إن أغفلنا عنها، سنكون فعلاً أمام نهاية لبنان الذي نعرفه، وإن حصل ذلك لن نشهد بعد قيامة للبلد الذي تبحث الغالبيّة الساحقة من أبنائه عن فرصة عمل في الخارج، بينما يعمد بعض سياسيّيه الى تهديد لقمة عيش كلّ مغترب في دولٍ تملك فضلاً على لبنان وشعبه.
وختمت: علينا ألا ننظر الى أنّ ما تقوم به السعوديّة، وتشاركها دولٌ خليجيّة أخرى، بمثابة تضييق على لبنان وشعبه، بل هو مدّ يد للإنقاذ. هو فرصة أخيرة ليفعل من يسمّون أنفسهم "سياديّين" ما لم يفعلوه طيلة سنوات. اللهم إن استثنينا "الحكي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك