كتب نادر حجاز في موقع mtv:
سنوات قليلة مضت عجّلت فيها الكرة الأرضية من دورانها كثيراً. قفز الزمن بوثبات سريعة وانتقل معه جيل بأسره من ضفة الى أخرى. تحوّلت حياته الى جدران افتراضية وألواح ذكية رافقته بأدق يومياته، بفرحه وحزنه، بغضبه وهدوئه، بهواياته ورحلاته وكل خطوة ونفَس.
نعم في كل نَفَس، لقد باتت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "الأوكسيجين" الذي نتنفسه في كل يوم. نصادق افتراضياً، نتواصل افتراضياً، نحب افتراضياً، ننفعل ونثور ونعترض افتراضياً. نكتب افتراضياً، نعمل افتراضياً، حتى أصبحنا أشخاصاً افتراضيين بصور حقيقية.
فجأة، توقّف كل شيء، لا منصات ولا شبكات ومواقع، اختفت صورنا وانفعالاتنا الايجابية والسلبية، اختفت لساعات قليلة، لكنها كأنها أبد. ارتباك يشبه اللا هوية واللا انتماء هو هذا الذي سيطر على مليارات البشر حول الكرة الأرضية عندما فقدوا إشارة التواصل وعادوا الى هاتفهم البلاستيكي الأصمّ عاجزاً عن نقل رسالتهم وصوتهم.
ولكن ماذا لو لم تعد منصات "فايسبوك" و"واتساب" و"انستغرام"؟ ماذا لو عدنا الى ما قبل مواقع التواصل والكوكب الذي تحوّل الى قرية صغيرة؟
مخيف مجرّد أن نفكّر بأننا قد نكون يوماً عزّل من سلاح هواتفنا الذكية الخارقة لكل حدود وكل جدران وكل زمن.
مرة جديدة في أقل من عامين، توقفت الأرض عن الدوران، مرّة أوقفها فيروس استطاع رغم صغر حجمه على إقفال المطارات والمدن والموانئ وصالات السينما والمدارس والجامعات والمطاعم، وها هي تتوقف من جديد فقط لأن الإرسال قد توقف في هواتفنا.
نعم قد تتوقف هذه الأرض عن الدوران.. يكفي أن ندرك أن هذا يحصل فعلاً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك