كتب داني حداد في موقع mtv:
يتّجه لبنان، في الأيّام المقبلة، الى حماوةٍ في الشارع. أما على الصعيد السياسي فيبدو الخيار بين سيناريوهَين.
من الممكن جدّاً أن يُنتج الضغط في الشارع، وقد يتطوّر الى شغب، بالتزامن مع اتصالاتٍ سياسيّة تجري بعيداً عن الإعلام، انفراجاً حكوميّاً في النصف الثاني من هذا الشهر.
هي ولادة حكوميّة "على الحامي"، وسنكون، في حال حصل الأمر، أمام تطوّراتٍ إيجابيّة منها التراجع التدريجي لسعر الدولار في السوق السوداء، لتنطلق سلسلة إجراءات بالتنسيق مع حاكم مصرف لبنان الذي سيثبّت حينها موقعه.
وسيشكّل، في هذه الحالة، ثلاثة وزراء واجهة الحكومة في الملف الإصلاحي بشقَّيه الإيجابي والموجع، هم وزراء المال والطاقة والاتصالات، وجميعهم من أصحاب الاختصاص والمستقلين. وسيحظى الثلاثة بدعمٍ فرنسيّ.
ولكن، في مقابل هذا السيناريو الإيجابي، إن صحّ التوصيف، والذي تبرز أولى عقده عند إسم من سيتولّى وزارة الداخليّة، هناك آخر يتقدّم، حتى الآن، على ما عداه.
في حال تجاوزنا الأسابيع القليلة المقبلة من دون حكومة، فإنّ خيار البقاء بلا حكومة لأشهرٍ طويلة نشهد فيها على مزيدٍ من الانهيار الاجتماعي والأمني والمالي سيكون مرجّحاً.
ويعني ذلك أنّنا سنكون أمام مرحلة صعبة جدّاً على اللبنانيّين ستحصل فيها تجاوزات أمنيّة وتحرّكات في الشارع وشغب يترافق مع مزيد من انهيار الليرة وتصدّع مؤسسات الدولة، حتى الأمنيّة منها.
ولن تغيب، في هذه الحالة، مشاهد اقتحام منازل مسؤولين أو اعتداء عليها.
سندخل في المجهول، وسنعيش في الجحيم، ولن يكون احتمال حصول ضربة إسرائيليّة مستبعداً لأهدافٍ محدّدة لحزب الله، في حال نالت الضربة ضوءاً أخضر من إدارة جو بايدن المتعنّتة حتى الآن في التعامل مع الملف الإيراني، وقد بات لبنان جزءاً منه.
سيناريوهان ينتظر أحدهما لبنان. بداية خروج من الجحيم أو المزيد من السقوط فيه. شهر آذار محطّة فاصلة. هل يكون ربيعاً عاصفاً؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك