تُعد السيدة فيروز واحدةً من قامات الموسيقى والغناء في الوطن العربي، حيث نجحت في أن تكون لها مكانة خاصة في تاريخ الغناء والموسيقى العربية بفضل موهبتها وصوتها الملائكي وأيضاً ذكائها الفني والذي جعلها دوماً تسعى لتجديد الموسيقى وما تُقدمه لجمهورها من أغانٍ.
واحتفالاً بيوم ميلادها نستعرض لكم بداياتها الفنية ونجاحها في أن تُصبح أسطورة المسرح الغنائي من خلال العديد من المسرحيات وأيضاً أعمالها السينمائية.
وُلدت نهاد وديع حداد والتي عُرفت عقب ذلك بـ "فيروز" في 20 تشرين الثاني (وفق سجلات القيد) في قضاء الشوف في جبل لبنان، وكانت الطفلة الأولى لعائلتها، وبدأت نشأتها بالحي القديم من العاصمة بيروت، ومنذ سنوات طفولتها الأولى اتضح على فيروز موهبتها في الغناء وتمتعها بصوت ملائكي، وقد أحبت بالفعل الغناء والموسيقى منذ طفولتها.
وخلال إحدى الحفلات المدرسية التي غنت فيها فيروز التقى بها المُلحن محمد فليفل والذي أبدى إعجاباً كبيراً بصوتها ليُرشحها بأن تنضم كمؤدية إلى كورس الإذاعة وعقب ذلك انضمت كمطربة إلى الإذاعة الوطنية.
وطوال مسيرة فنية استمرت لما يتجاوز النصف قرن نجحت الفنانة فيروز في أن تُصبح واحدةً من كبار القامات الغنائية والموسيقية في الوطن العربي من خلال تقديمها للعديد من الأغاني والتي تعاونت من خلالها مع كبار المُلحنين والشعراء في الوطن العربي ومن أبرزهم الأخوان رحباني ونجلها زياد رحباني، إلا أن نجاحها لم يتوقف عند حدود الغناء فقط ولكن كان لها دور كبير في التطور والاهتمام بالمسرح الغنائي.
عقب زواج عاصي الرحباني بالفنانة فيروز تعاونا في الكثير من الأغاني والتي لاقت نجاحاً كبيراً لدى الجمهور، إلا أنهما أيضاً لم يتوقفا عند حدود الغناء وقررا تقديم المسرح الغنائي بشكل جديد للجمهور اللبناني والعربي.
وبالفعل مع عام 1962 بدأ الأخوان رحباني وفيروز بتقديم أول أعمالهما المسرحية الغنائية من خلال مسرحية "جسر القمر" والتي حققت نجاحاً كبيراً ليُقدما عقب ذلك مسرحية "الليل والقنديل" ومسرحية "أيام فخر الدين".
وبتلك المسرحيات ثبتت الفنانة فيروز والأخوين رحباني خطواتهما في المسرح الغنائي العربي، حيث قدما العديد من المسرحيات الغنائية والتي ساهمت في تطوير المسرح الغنائي العربي وتميزت بطبيعة خاصة جمعت بين الأصالة والموسيقة المتطورة، ونظراً للنجاح الكبير الذي حققته تلك المسرحيات أصبحت من أهم العروض بمهرجان بعلبك الدولي، حيث كانت فيروز تُقدم بشكل سنوي مسرحياتٍ موسيقيةً جديدةً تم كتابتها خصيصاً من الأخوين الرحباني لها.
في خلال سنوات قليلة نجحت الفنانة فيروز في أن تُصبح أسطورة المسرح الغنائي بلبنان والوطن العربي، مما جعل المُخرج المصري والعالمي يوسف شاهين يتحمس للتعاون معها واقترح على الأخوين رحباني وفيروز تحويل مسرحيتهما الغنائية "بياع الخواتم" إلى فيلم سينمائي وتم عرضها مع نهاية عام 1965 بالمهرجان السينمائي الدولي في لبنان.
ولم يكن هذا هو الظهور الوحيد لفيروز في السينما ولكنها شاركت أيضاً بعدد من الأفلام السينمائية ومن أبرزهم أفلام "سفر برلك – 1966، بينت الحارس – 1967".
على مدار سنوات من مسيرتها الفنية حققت "جارة القمر" وهو اللقب الذي أطلقه عليها مُحبوها نجاحاً كبيراً جعلها ملء السمع والأبصار ونموذجاً يُحتذى به لأي فنان عربي يسعى لتحقيق النجاح.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك