كتبت نجوى أبي حيدر في "المركزية":
ليست الحوادث الجرمية التي حفِلت بها الأيام الاخيرة مترابطة من حيث الخلفيات وهوية المُستهدَفين والمجرمين ولا من حيث الشكل او المضمون، الا انها تبدو كذلك في تزامنها ومركزيتها في محافظة جبل لبنان من ساحله الى اقصى جرده، وطبيعة الاجرام الذي يستسهل منفذوه اقتراف جرائمهم بدم بارد من دون وازع اخلاقي او رادع انساني.
الحوادث في ذاتها، قد تسجّل في أي دولة ممسوكة امنيّاً، لكنها تأخذ ابعادا مختلفة في بلد تتعدد فيه المرجعيات الامنية وتتداخل الصلاحيات، وتتوزع المؤسسات الامنية ولاءات على القوى السياسية المتعددة فينال المحظيون براءة ذمة عن جرائمهم، على غرار ما انتهت اليه جريمة اغتيال الكاتب السياسي لقمان سليم، المصَادِفة اليوم الذكرى الرابعة على تصفيته جسديا في الجنوب، بتجهيل الفاعل" المعلوم" قضائياً، لعدم كفاية الادلة.
وخطورة ملف الجرائم المتنوعة بين قتل للسرقة، وهو الاكثر شيوعاً في الاونة الاخيرة من حادثة الضبية وقتل جورج روكز الى مزرعة يشوع بقتل صاحب محطة محروقات، فبصاليم مع العثور على جثة الأرشمندريت الأرمني أنانيا كوجانيان، جرّاء عمليّة سرقة لمنزله ، وتصفية متعمدة كما حصل في فاريا بدهس الشاب خليل خليل حتى الموت، وقتل رجل في الصفرا وفق ما اعلنت قوى الامن الداخلي اليوم، تكمن هذه الخطورة في انها تحصل كلها تزامناً مع انطلاق العهد الجديد والآمال المبنية عليه في المجالات كافة ومن ضمنها مكافحة الجريمة وتعزيز قدرات الاجهزة الامنية، التي للمفارقة توقف المجرمين خلال ساعات حينما تكون طبيعة الجرم فردية، وهو ما حصل في جرائم الضبية وفاريا والصفرا ، في حين تبقى الجرائم المتصلة بجانب منها بالسياسة او بقوى سياسية مجهولة الفاعلين.
ترتيب البيت الأمني وابعاده عن دهاليز السياسة وولاءاتها يتطلّب برمجة سريعة، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ، بحيث تفرض العدالة فرضا على الجميع من دون تجهيل اي مجرم الى اي فئة سياسية انتمى، ولا تقف الاجهزة الامنية عاجزة أمام اي قضية، والا وخلاف ذلك فإن امال اللبنانيين بالعهد ستتلاشى سريعاً. وتبدي المصادر قلقها من امكان وجود طابور خامس يعمل على زعزعة الامن بهدف تشويه صورة العهد منذ بداياته، فيما تشكيل الحكومة لا زال متعثراً، مُذكرة بما نقل عن الرئيس المُكلف نواف سلام ابان مسيرات الدراجات النارية المسلحة التي جابت المناطق المسيحية منذ اسبوع وتبرأ منها امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم امس ، حينما قال للرئيس نبيه بري "أرسلهم الى تحت منزلي".
التعويل كبير على الرئيس جوزاف عون الآتي من صلب المؤسسة العسكرية لردع المجرمين ومنع تعكير عهده، وهو اكثر العارفين ببواطن ما يجري امنياً، ومن يُحرك فلول المجرمين ويوظفهم لأغراض لم تعد خافية على اللبنايين، واستتباعاً فتح ملف الثغر الامنية ومشاكلها التي تطرح في الكواليس، ولا تظهر علنا الا من قبيل تبادل الاتهامات، ومعها تطهير القضاء من الفاسدين وتنقيته من الولاءات السياسية المهيمنة عليه ومن احكام "بسمنة واحكام بزيت" والاهم تحريره من قبضة السطوة السياسية، فلا تبقى قضايا في الجوارير ومجهولة الفعَلة، فيما يقبع موقوفون في السجون لعقود من الزمن من دون محاكمات لا لشيئ الا لأنهم ينتمون الى فريق سياسي معين ليس الزمن زمنه.
الجرائم المتنقّلة... من يوجّه رسائل أمنيّة للعهد؟
الــــــســــــابــــــق
- النائب السابق مصطفى علوش لـmtv: عقدة تشكيل الحكومة تكمن في أنّ حسابات الحقل لا تتطابق مع حسابات البيدر وكل يوم يمرّ من دون حكومة يأخذ من رصيد ثقة الناس
- احذروا نظام دونالد ترامب الغذائي!
- علوش لـmtv: الدور العسكري لـ"حزب الله" انتهى مع سقوط النظام السوري والسعوديّون يعرفون أن هذا الدور لم يعد له وجود ووزارة المال يجب أن يكون فيها شخص يريد الاصلاح
- تعميم صورة موقوف بجرائم سلب... هل وقعتم ضحية أعماله؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك