كتبت غريس الهبر في "الأنباء" الالكترونية:
بيروت مدينة الحياة التي كانت تحتفي بمحبّيها من السيّاح العرب والأجانب تفتقدهم هذه العام، ومن جديد قطاع السياحة كان الحلقة الأضعف.. "السياسة والقضايا الأمنية أثرت على واقع القطاع السياحي عموماً، والفنادق والشقق المفروشة خصوصاً"، بحسب رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر.
ويكشف الأشقر في اتصال مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية أن نسبة إشغال الفنادق والشقق المفروشة في بيروت لا تتعدى 25 الى 30 في المئة في أفضل الأحوال، فيما يسود الركود المناطق الأخرى، بإستثناء مناطق التزلج"، مشيراً الى أن "مناطق التزلج تشهد حركة ناشطة في ظل سقوط الثلوج، وكانت محط جذب لقضاء ليلة رأس السنة، لافتاً الى أن هذه المؤسسات تطلب الحجز والإقامة ليلتين أو ثلاث".
ويعيد الأشقر هذا الركود والإنكماش الى عدة أسباب، من بينها غياب "إقامة الحفلات الكبرى من الدرجتين الأولى والثانية، إذ كانت تستقطب المشاهير من أهل الفن، والغائبين هذه السنة عن لبنان"، لافتاً الى أنها كانت كذلك تجذب وافدين من سوريا والأردن والعراق ومصر وهم غير موجودين أيضاً.
ومن أبرز الأسباب التي حالت دون مجيء السياح، الحظر الذي تفرضه كل السفارات الغربية على رعاياها بالسفر الى لبنان، كما يشير الأشقر. وفي ما يتعلق بالدول القريبة للبنان، فيوضح الأشقر بأن الطائرات القادمة من العراق لا يمكنها المرور في الأجواء السورية، ما يؤدي الى طول زمن الرحلة وزيادة أسعار التذاكر. أما السياح من الأردن، فوفق الأشقر تعاني المملكة متعلقة بما يحصل في الضفة الغربية ولديهم أولويات أخرى.
ويلفت الأشقر الى أن كل هذه العوامل مجتمعة حالت دون قدوم إلا المغترب اللبناني، بحيث 99.99 في المئة يملكون منازلهم، ولا يحتاجون الى فنادق وشقق مفروشة، معتبراً أنها لن تكون كافية للتخفيف من الخسائر أو تعويض ما خسره القطاع منذ سنة وعدة أشهر.
ويختم الأشقر بالتشديد على أننا نريد بلداً مستقراً وآمناً كما سائر بلدان العالم بحيث يريد السائح مكاناً آمناً وهادئاً لقضاء إجازته، كما أن رؤيتنا تكمن في أن تنشط السياحة على مدى 365 يوماً، ولا تقتصر على فترات الأعياد كي يستفيد القطاع.
وعليه، لطالما كانت السياحة شريان الحياة الاقتصادية وجواز سفر لبنان الى الخارج، وقد يكون أول خطوة لعزل أي تأثير سياسي على نشاط القطاع، بإنجاز الاستحقاقات الدستورية وأولها انتخاب رئيس للجمهورية وإستقال السائح بالأرزة اللبنانية ولا شيء سواها!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك