كتب رضوان عقيل في "النهار":
يحار المرشحون للرئاسة من مدنيين وعسكريين كيف سيتعاطون مع الرئيس نبيه بري في جلسة الانتخاب المقبلة إذ يسمعهم الكثير عن ضرورة انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة تعمل على إنقاذ البلد. ويخرج كل منهم من عين التينة وكأنه أصبح على مسافة قصيرة تفصله عن الوصول إلى قصر بعبدا.
لم يكشف بري اسم مرشحه لدرجة أن أعضاء كتلته فضلاً عن زملائهم في "حزب الله" لم يتبلغوا بعد الاسم الذي يريده ولم يتخلّ بعد عن سليمان فرنجية وإن كان الأول يعرف أن حصوله على 65 صوتاً أصبح أصعب.
وتنسحب انطباعات بري هذه على النواب والسفراء الذين يزورونه، ولا سيما أعضاء المجموعة "الخماسية". ولم يكشف أمامهم عن الاسم الذي يفضّله علماً بأنه في حلقات ضيقة جداً يطلق رأيه بطريقة خاطفة سواء كانت إيجابية أو سلبية حيال هذا المرشح أو ذاك ويترك للسائل والمستفسر حرية التحليل والخلاصات.
يعرف اللاعبون أن مفتاح الرئيس المقبل في يدي الرجل الخبير المعتق في انتخابات الرئاسة وإن لم يكن صاحب الكلمة الأولى في الرؤساء الذين أشرف على هندسة انتخابهم منذ وجوده على رأس الرئاسة الثانية، علماً بأنه حاول إيصال صديقه الراحل جان عبيد أكثر من مرة.
ولم يعد خافياً أن تجربته مع ثلاثة رؤساء "جنرالات" إميل لحود وميشال سليمان وميشال عون لم تعرف كل سنواتهم مع بري "العسل السياسي" ولم يتأقلم معهم ولو بتفاوت لجملة من الأسباب، وعدم تلاقيه معهم في لعبة الكيمياء وخصوصاً مع لحود وعون.
ماذا يريد بري اليوم ومن مرشّحه؟
يفضّل ويعمل على إنتاج رئيس يحظى بقبول نسبة كبيرة من شرائح الكتل السياسية ليتمكن من "التواصل مع الجميع" مع معرفته المسبقة أن رئيساً يحصل على 65 صوتاً "هو شرعي"، لكن لا يمكنه إدارة البلد ولا يعبّر عن أكثر المكونات النيابية.
ويبقى اسم قائد الجيش العماد جوزف عون في مقدم الأسماء المطروحة وهو يذكّر مراجعيه بضرورة مرور انتخابه بالتعديل الدستوري. ولا يصغي لكل ما يسمعه من محاولات غزل من نواب ومستشارين يدورون في فلك عون حيث لن تنفع معه أنه يمكن إسقاط تجربة انتخاب سليمان على عون. ويبقى أمر واحد يمكّن قائد الجيش من تخطي ألغام التعديل إذا حصل على 86 صوتاً أو أكثر، فيحمل في هذه الدقيقة لقب "فخامة الرئيس".
وينقل نواب لا يؤيدون انتخاب عون عن بري "إن كانت انتخابات الرئاسة تمر عبر المؤسسة العسكرية ليتسلم كل قائد جيش الرئاسة الأولى عند انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وعدم قيام النواب بواجبهم الدستوري هذا".
ويُفهم من طيّات هذا الكلام أنه إذا حصل عون على ثلثي الأصوات يصبح رئيساً. وثمة من يرى أن زيارته الأخيرة للسعودية لم تصبّ في مصلحته في هذا التوقيت.
وفيما لا يزال فرنجية على ترشّحه من المرجح أن يعمد مؤيدوه إلى انتخابه في الدورة الأولى من الجلسة التي لن تمنح عون 86 نائباً بسهولة ولا فرنجية بطبيعة الحال. وسيتبدل هذا المشهد في الدورة الثانية التي تحتاج إلى 65 صوتاً للمرشح الذي يتوَّج رئيساً وقد يقدم في هذه "الدقائق الحساسة" التركيز على التصويت لـ"المرشح المخفي" والمتفق عليه بين أكثرية الكتل. ومن غير المستبعد هنا أن يلتقي فريق "الثنائي" ومن معه إذا حصلت "تسوية توافقية" على اسم مع "القوات اللبنانية" التي تشكل ركناً كبيراً في هذه الانتخابات.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك